المحتوى الرئيسى

تونسيون يعترضون على زلاّت السبسي حول الارهاب

03/10 16:56

الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي

تنظيم داعش يعلن اعدام تونسي في ليبيا

تونس تعزل 110 عناصر أمن

أثارت تصريحات الرئيس التونسي على خلفية الهجمات الارهابية في بلدة بنقردان، والتي اتهم فيها ليبيا بتصدير الارهاب، ردود أفعال شرائح واسعة من التونسيين، معتبرينها زلات لسان، باعتبار أن تونس لا تخلو من الارهابيين.

تونس: برغم ما أثاره تصريح الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي من ردود ليبية رافضة لاعتبار ليبيا "مصدّرة للإرهاب"، فإنّ محلّلين سياسيين ودبلوماسيين تونسيين أكدوا في تصريحات لـ"إيلاف" أنّ العلاقات بين البلدين الشقيقين لا يمكن أن تتأثر بما اعتبروه "زلات لسان"، مؤكدين على ضرورة اختيار "اللفظ المناسب في الوقت المناسب".

وشدّد المحلّلون السياسيون على ضرورة التنسيق والتعاون بين تونس وليبيا، لمكافحة الإرهاب الذي لا يستثني أحداً.

وفي هذا الإطار، أكد الدبلوماسي السابق صلاح الدين الجمالي أنّه "كان على الرئيس السبسي أن يتفادى أي تصريحات قد تثير الليبيين"، مستدركاً: "في الواقع لم تعد هناك دولة في ليبيا"، أمام الفوضى التي تعمّ البلاد بفعل وجود عصابات في مناطق عديدة من ليبيا.

وأكد السفير التونسي السابق في ليبيا في تصريح لـ"إيلاف"على أنّ هذه التصريحات "لن تؤثر على العلاقات بين البلدين الشقيقين"، مشيراً إلى وجود إرهاب في هذه المرحلة، وبالتالي من غير الصواب اتهام الحكومات المعترف بها، معتبراً أنّ ذلك يدخل في سياق "الجدل العقيم" لأنّ الجميع "يقف أمام هذا الخطر الداهم على حدّ سواء".

وأوضح الجمّالي أنّ القول بأنّ الإرهابيين تسرّبوا من ليبيا "لا يعني اتّهاماً لها"، مضيفاً "الإرهابيون، مهما كانت جنسياتهم، يثيرون الفوضى أينما حلّوا، وقد تأذّى الليبيون من الإرهابيين التونسيين في بنغازي وصبراتة".

وشدّد الدبلوماسي التونسي السابق على أنه "ليس هناك اتّهام لتونس بإرسال الإرهابيين ولا لليبيا باستقبالهم"، مؤكداً أنّ المقصود ليست السلطات الليبية، سواء في طرابلس أو البيضاء، ولكن "الأراضي الليبية كجغرافيا تربطها حدود مشتركة مع تونس".

إلى ذلك، تفهّم المحلل السياسي محمد القوماني تصريحات الرئيس التونسي، مشيراً إلى أنّ ذلك "يأتي على خلفية تعرض مدينة تونسية ولأول مرة إلى هجوم عسكري إرهابي بأسلحة متطورة جداً، وإرهابيين بالعشرات".

ولم يستبعد القوماني في إفادته لـ"إيلاف" تسلّل الإرهابيين التونسيين من ليبيا، التي تعيش أوضاعاً متأزّمة، مؤكداً أنه "من حقّ السلطات التونسية أن تعلن ذلك، لأنّ الخسائر كبيرة، والتأثير أكبر".

وشدّد على أنّ السبسي، لم يصرّح بذلك "اعتباطاً" بل نباءً على معلومات أدلى بها الإرهابيون الذين تمّ التحقيق معهم.

وأكد السفير التونسي السابق على "ضرورة التنسيق والتقارب والتعاون بين تونس وليبيا، أكثر من التراشق بالتّهم"، مشيراً إلى أنّ الجهات الرسمية "غير مسؤولة عن المارقين عن القانون".

وكان الناطق باسم الحكومة التونسية، الوزير خالد شوكات، أكد، يوم أمس الأربعاء، عقب مجلس وزاري، أنّ المعلومات حول العمليات الجارية بمدينة بنقردان تفيد بأنّ "العناصر الإرهابية التي تمّ القضاء عليها أو المتحصّنة بالفرار جميعهم يحملون الجنسية التونسية".

وأضاف شوكات أنّ "أغلبهم كانوا موجودين ببنقردان"، موضّحا أنّ "عدداً قليلاً منهم تمكّنوا من التسلّل من ليبيا إلى تونس عبر المعابر الحدودية وخاصة معبر رأس الجدير"، ومشيرا إلى إمكانية وجود خلايا نائمة قدّمت الدعم إلى هذه الجماعات.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت، خلال العملية الأولى، الأربعاء الرابع من مارس، أنّ الإرهابيين الخمسة هم تونسيون جميعاً. وقال رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، عقب العملية الأخيرة، إنّ غالبية الإرهابيين تونسيون.

ولئن اعتبر القوماني أنّ هذه التصريحات جاءت في سياق عملية إرهابيةخطيرة على أمن تونس، مستقبلها، فإنه لم يخف دعوته إلى ضرورة توخّي الحذر والابتعاد عن كل تصريح قد يثير هذا الجانب أو ذلك، وقال: "كان على الرئيس التونسي أن يختار الألفاظ المستعملة في تصريحاته حتى لا تثير الجانب الليبي"، مشدّداً على ضرورة "التعاون والتنسيق"، معتبراً أنّ "العدوّ واحد وبالتالي يجب التنسيق لمحاربته والقضاء عليه".

وأكد المحلل السياسي على "ضرورة الابتعاد عن مثل هذه المناكفات، التي قد تمسّ بمصالح البلدين"، مشيراً إلى أنّ "عدداً كبيراً من الليبيين استهجنوا هذه التصريحات، التي لا فائدة منها غير خلق أجواء متوتّرة، لا تخدم الطرفين".

وشدّد القوماني على أنّ هذه التصريحات، لا يمكن أن تؤثر على عمق العلاقات، مؤكداً أنّ من مصلحة الجانبين "العمل سويّاً"، ولكنّ ذلك يبقى في حاجة إلى دولة قوية وحكومة واحدة على كامل التراب الليبي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل