المحتوى الرئيسى

أول مصرية تحول التورت إلى لوحات فنية: درست بكلية علوم لكن قلبي ظل معلق بالفنون

03/09 18:58

شغلت الكيمياء عقلها فلبت النداء بدخول كلية العلوم وتخرجت لتعمل بمجال الأدوية لكن ظل قلبها معلق بالرسم يزداد عشقها له وشغفها به اليوم بعد الأخر فباتت تواظب بين معامل علوم ومحاضرات فنون جميلة؛ لترضي قلبها وعقلها معًا.

لم ترد فاتن صلاح أن تكون حالة نمطية كغيرها من محبي الفنون بشكل خاص بعد زيجتها، فبدأت تجد نفسها بين قطع الحلوى والتورت في أوقات فراغها بعد دوام شركة الأدوية واحتراف رسوم الكارتون والتحريك و تصميم الشخصيات، لتصادفها عجينة السكر وكيف لها أن تكون بذلك السحر التي جعلها في حيرة؟ لماذا لم يجرب أحد الرسم عليها من قبل،؟ ومع بحث متعمق اكتشفت وجود حالات بالفعل ترسم عليها بالخارج لكن معتمدين على الكحول ولا يوجد من ينفذ ذلك الفن في مصر وفقًا لجمعية الطهاة المصريين الرسمية التي اعتبرتها هي الأولى في تلك التقنية الفنية.

بدأت المجازفة ولم تتهاون، الخطوة تلو الأخرى، تخرب عجينة تجرب التي تليها، تطور من نفسها شيئا فشئ، هي معلم نفسها ومدرسها الأوحد، تناولت فرشتها وغمستها بالألوان الغذائية الصالحة للطهو تتمايل مع منحنياتها الفنية،  وتتحرى أقصى درجات الدقة في نسب المياة التي تستعملها مع الرسم فعجينة السكر لديها حساسية واضحة للماء تجلعها تذوب في دقائق.

تروي فاتن خلال حوارها لـ"التحرير" ابتديت من سنة ونص وقررت إنى اعمل حاجة مختلفة عن كل الموجود، حبيت أحول الكيك من مجرد حاجة حلوة بنطفى فيها شمع لحاجة تبقى مميزة لصاحب المناسبة و قطعة فنية أصليه يحتفظ بصورتها وهو سعيد".

18 شهر هو ملخص رحلتها حتى يومنا هذا مع الرسم على التورت والحلوى، تحاول إبراز أجمل ما فيها، لكن في ذات الوقت تركز على الترابط النفسي والروحي بين تلك الكعكة المزينة  وبين الشخص المقدمة لها، تحمل منه صورته مرسومة أو حروف اسمه، عبارته المفضلة،أو غيرها من اللمسات الرقيقة المرسومة بقطع السكر والألوان الغذائية.

وتكمل فاتن  الباحثة والفنانة و المدرسة والأم لطفلتين سرد رحلتها قائلة "كان صعب التحكم فى الأول لأن السكر عدو المية وبيعمل مشاكل لكن طورت أسلوب خاص بيا ورسمت فعلا أكتر من تصميم، و الناس ابتدت تطلب منى اعلمهم واعمل كورسات وفعلا من وقتها بشتغل كورسات للرسم الحر بدون شف أو اسطمبات والناس بتتفاجئ من اللى بيتعلموه ويرسموه بإيدهم".

الرسم على التورتة حالة خاصة في حياة فاتن تأخذها للجانب الأخر من العالم مع قهوتها والموسيقى الخاصة بها، لتدخل في حالة مزاجية تغرق فيها بين ثنايا تصميمها الفني، فتقول "الموضوع كله إنى بحب فعلا أحول المساحة البيضا من التورته لدنيا كاملة، أديها أبعاد ومعانى حالة من فرح أو حب أو راحة أيا كانت المناسبة، الكيك يعنى مناسبة حلوة وناس مبسوطة، لازم الكيك تعبر عن ده و تزود المشاعر الحلوة".

كسرت عائلة فاتن التوقعات فرغم الوقت الذي تأخذه الحلوى والرسم من حياتها بجانب الكورسات إلا أنها تأخذ بناتها معها مما يخلق أجواء إيجابية تعزز احساس الشخص بنفسه وانجاز بجانب الراحة العصبية، فباتت بناتها ذات العامين والثلاثة يحببن اللعب بالألوان ويرسمن أشكالهن المحببة كيفما يريدن.

لم تكتف فقط فاتن بكونها دارسة لعلوم وعملت بمجال الأدوية والحلوى والرسم بل انتقلت للتدريس بجانب موهبتها وعالم الديجيتال برسوم الكارتون والتحريك ومعهم  تصاميم اللوجو لشركات مختلفة و العمل بتصاميم المواقع إلالكترونية، لكن ظل الكيك جنتها الخاصة فتقول "الكيك فرحة أكبر من أى شغل تانى و أنا بجد بحس إنى انجزت لما أكون جزئ من فرحة الناس".

حلمها كبير لم تتهاون في الاقتراب منه اليوم بعد الأخر، وتعلق "نفسى اوصل للعالمية و أعرف العالم كله بشغلى و اسافر أعرض كيكاتى وأدى كورسات فى كل دول العالم وأشرف مصر والوطن العربي، في معارض ومسابقات كيك عالمية بتتعمل كل سنة فى أمريكا و أوروبا، اتمنى أخد فرصة اشارك و أفوز، و فيه مدارس للكيك و فنون التزيين على مستوى العالم أتمنى يستضيفو شغلى و اشتغل الكورس بتاعى فى بلادهم".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل