المحتوى الرئيسى

أوجاع وتخاريف..«الشروق» ترصد قطع سائقي التاكسي الأبيض كوبري 6 أكتوبر لمدة 3 ساعات

03/09 15:51

- سائقو التاكسي الأبيض: "أوبر وكريم" مؤامرة على أخلاق نساء مصر.. و"الجي بي إس" هدفه التجسس على المصريين

"ده الأولتراس قاطعين الطريق.. الله يلعن الكرة وسنينها هو احنا ناقصين".. "تلاقيه السيسي معدي عشان كدة أحنا مزنوقين.. طيب فرق ايه عن مرسي بقي".. "ده في عربية محروقة علي الكوبري ومحدش عارف ولعت أزاي.. اهو ده اللى خدناه من الثورة وسنينها"، هكذا ظل سائقي السيارات والموتوسيكلات مساء أمس الثلاثاء علي كوبري أكتوبر في الاتجاه القادم من المهندسين والمتجه لوسط البلد يتبادلون التخمينات وراء تكدس الكوبري لمدة 3 ساعات وإغلاق الشرطة لمطلعه من البطل أحمد عبد العزيز.

وقبل الاقتراب من نهاية الكوبري يبدو أن حارة تسمح بمرور سيارة واحدة تسير، بينما تعطلت 3 حارات، وكانت العربات المكدسة في هذه الحارات هي سيارات التاكسي الأبيض التي قرر السائقين إيقافها علي الكوبري للتظاهر ورفع اللافتات الاحتجاج ضد "أوبر وكريم"، في ظل حماية الشرطة لتظاهرتهم التي تسببت في شلل مروري علي مدار 180 دقيقة.

"يا ست الكل أوبر خلي الرجالة لامؤاخذه.. الست تبقي نازلة من العربية مع صاحبها وتقولك أصلي راكبه أوبر.. مين الراجل اللى يركب مراته أو حريمه مع راجل غريب عربية ملاكي.. خلاص عايزين يلطخوا أخلاقنا.. واحنا مش هنسمح" هكذا صرخ أحد السائقين وهو يوضح الجريمة الأخلاقية التي يتسبب فيها ركوب النساء مع "أوبر"، مضيفاً أنها خطة أجنبية لتدمير المجتمع المصري واستغلال نسائه.

ويبدو أن نظرية التورط الأجنبي تسيطر علي شريحة كبيرة من السائقين الذين برروا استخدام سائقي "أوبر" لبرنامج الـ GPS بأنه حجة لتمرير الصواريخ عابرة القارات من خلال الأقمار الصناعية والتي تتبع السيارات ويمكنها تحديد الأهداف الإستراتيجية بسهولة "هو احنا كنا نعرف جي بي اس ولا الكلام الفارغ ده.. دي كلها برامج تجسس حضرتك.. واحنا فاهمين المؤامرة.. وبإذن الله هنمنعها" كما يوضح سائق في الستين من عمره، مشيراً إلي أنهم بصدد اصطياد أي سيارة يستخدم سائقها هذا البرنامج من خلال هاتفه المحمول المعلق أمامه لأنه بالتأكيد يعمل في أوبر وكريم.

"من أمتي كان في تحرش في التاكسي.. ولا سمعنا عنه.. احنا رجالة محترمين.. ودي مؤامرة من الإعلام" بعصبية يشرح سائق في الثلاثين من عمره ويؤكد علي كلامه الجميع، ورداً علي سؤال أن الفتيات والنساء هن من سجلن هذه القصص من خلال "هاشتاج" علي مواقع التواصل الاجتماعي يروين فيه ما حدث لهن، يرد السائق مرة أخري "طيب يعني مشفناش ولا محضر تحرش ضدنا.. ولا واحدة وقفت واحد فينا في كمين تشتكيه للأمين.. يبقي العيب في مين" يُنهي كلامه ويؤكد الجميع موافقتهم علي كلامه.

يبدو أن غضب السائقين موجه للإعلام علي حد قولهم لأنه سبق وتم وصفهم بالبلطجية في بعض البرامج التلفزيونية، "طيب ماهي معروفة أن أوبر وكريم بتوع ناس مسنودين في البلد دي.. والناس دي هي اللى مسيطرة علي الإعلام عشان كدة بيطلعونا أحنا وحشين.. واحنا ملناش ضهر زيهم" سائق خمسيني يتكلم بغضب عن الإعلاميين المتورطين في تأجج الأزمة أكثر من خلال نشر الأكاذيب والشائعات عن سائقي التاكسي علي حد قوله.

تعددت مطالب السائقين وشكواهم أولا من النقابة التي تهمل حقوقهم ولا توفر لهم حماية حقيقية، ثانياً من زيادة الأعباء المالية وضغوط الأقساط التي لم يتم سدادها، ثالثاً زيادة سعر البنزين وعدم زيادة تعريفة العداد بما يتناسب معها، رابعاً سوء تصنيع السيارات التي استلموها وتهالك عمرها سريعاً مما يجبرهم علي إجراء صيانة دورية كل فترة زمنية بسيطة تُزيد من أعبائهم المالية، خامساً عدم شعورهم بالأمان في الشوارع وخوفهم الدائم من المواطنين نظراً لما تعرضوا له من عمليات خطف وسرقة السيارات في الفترة الأولي من الثورة.

"طيب بعيد عن كل المشاكل دي.. أحنا بندفع رشوة دايما عشان نعرف نشتغل.. اما في الكومسيون الطبي.. أو موظفين الحكومة أو حتى الشرطة.. هل بقي كريم وأوبر بيعملوا كدة.. ولا هو حلال علينا حرام عليهم" بتلقائية شديدة يشرح أحد السائقين واحدة من الأزمات التي يعيش معها سائقي التاكسي يومياً ولا حل لها، ومع قلة الدخل بسبب انتشار أوبر وكريم في مصر ضعفت مقدرتهم علي دفع الرشاوى مما يعطل عملهم أكثر.

بعد ساعات من تنظيم التظاهرة السلمية علي كوبري اكتوبر، في ظل تواجد أمني كثيف، طلب أحد الضباط ويبدو انه معروف لدي السائقين بأن ينهوا وقفتهم، طالما عبروا عن مشاكلهم ومطالبهم، ويكتفوا بهذا القدر حتي يرحل الجميع ويرتاح رجال الشرطة الذين لا تتوافر لهم أوقات راحة منذ أن بدأت أزمة التاكسي الأبيض مع أوبر وكريم.

بالرغم من تعاطف الشرطة الواضح والمعلن مع سائقي التاكسي الأبيض رغم تعطيلهم للمرور وتظاهرهم بما يخالف نص قانون التظاهر، إلا أن ما تبذله الشرطة من أجلهم لم يعد كافي ومُرضي، "يا باشا احنا خلاص قرفنا.. شوفوا لنا حل.. طيب نمشي نروح فين.. مهو مفيش زباين.. خلاص يبقي نقف هنا عشان الناس تشوفنا وتحس بينا" يصرخ سائق بعصبية ويستمر في هياجه بينما يحاول زملائه تهدئته ويجذبونه بعيداً عن الضابط الذي صرخ بدوره "مهو احنا بقالنا شهر بنقفشهم ونبهدلهم.. نعملكوا ايه تاني مش فاهم.. احنا مش بنام.. وقلنا كلها كام يوم وينتهي أوبر وكريم خالص.. يلا مشوا"، يجذب السائقين زميلهم الذي فقد أعصابه ويحاولون إعادة الهدوء مرة أخري لوقفتهم.

"أيام مبارك كانت الشرطة بتراقبنا وتحمينا في نفس الوقت.. يعني اللى مش مشغل العداد كان بيتحاسب.. بس برضو محدش فينا كان بيتثبت في عز الضهر وتتسرق عربيته.. خلوا الشرطة تشوف شغلها صح" سائق ستيني يعمل في هذه المهنة منذ 40 سنة يوضح علي حد قوله خلاصة أزمة التاكسي الأبيض في مصر، ما بين غياب الرقابة الحقيقية وانعدام الأمان رغم الرشاوى التي اعتادوا دفعها للأمن.

بعد أن عاد الهدوء مرة أخري، حاول عدد من السائقين إيجاد حلول علي أرض الواقع طالما الحكومة والشرطة لا تساندهم في حل أزمتهم علي حد قولهم، فقرروا إسداء نصائح للمصريين حال ركوبهم التاكسي الأبيض مما يحفظ للطرفين حقوقهما.

في نقاط قليلة لخص سائق شاب حاصل علي بكالوريوس حقوق الأزمة بين المواطن والتاكسي الأبيض وهي "التكييف والعداد ورفض المشوار"، وقال "لو ركبت التاكسي ولقيت العداد مش شغال.. علي أقرب كمين خليه يقف وبلغ عنه أنه مش مشغل العداد.. وخد حقك وخليه هو كمان يتعاقب"، وفي حالة عدم تشغيل التكييف ينصح المواطن بأن يلتمس العذر للسائق "التكييف للأسف الناس مش عارفة أنه بيستهلك العربية وأحنا معندناش حل.. لأن لو شغلت التكييف العربية هتعطل بعد 6 شهور".

أخيراً في ما يخص رفض السائقين الذهاب لبعض الأماكن يوضح "البنزين سعره غلي والتعريفة بتاعت العداد مش مناسبة لطول المشوار الحكومة تغير التعريفة واحنا نوافق علي كل المشاوير.. وكمان الأمان مطلوب عشان نروح أي مشوار".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل