المحتوى الرئيسى

والد الشهيد «البشيهى»: «أبدأ منين يا ولدى.. والبداية دموع»

03/09 11:29

بسم الله الرحمن الرحيم «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً» صدق الله العظيم.

إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا عبدالرحمن لمحزونون.. من أين أبدأ يا عبدالرحمن والبدء دموع.. من أين أدمع يا عبدالرحمن والدمع جف فى العيون.. فقد كنت تخشى الدفء والحب الذى جمع أسرتنا.

كنت تخشى طول الفرح والانسجام الذى يلفنا.. كنت أرى بعينيك الأمل، كنت أقرأ أفكارك بعيدة المدى، أما أنا فقد كنت أخشى طموحك وجرأتك وشجاعتك.

كنت أشرب من ينابيع قلبك المتدفق بالحنان حناناً.. كنت أتعلم منك وتعلّم من حولك معنى الإصرار وكيف الوصول، علمتنا معنى الصبر، اقتبسنا من هدوئك ثورة.. فقد كنت الأمل ورمزاً للحياة ومعناها.

وفجأة.. ترحل عنا دون سابق إنذار.. لم نكن نعلم أو نلمس أن حديثك عن الجنة واشتياقك لها وتغريداتك على تويتر وكتاباتك على صفحتك الشخصية بالفيس كانت تمهيداً لنا كى نصبر على طول الفراق والرحيل.. فما كنت أعلم أننا ذات يومٍ سنفترق وأن عينى ستدمع من أجلك.. كنت أحسب دوماً أن أجلى سيحين قبل أجلك، ولم أكن أعلم أن قلبى عليك من الأشواق سيحترق.. إننى عشت من أجلك وعشت لك، أمك الآن فى المنزل وحدها.. تتصفح الصور.. صورك منذ أن كنت صغيراً ودمعها يتساقط دون توقف.. فتمسك بصورة وتراها بتمعن ثم تقبلها.. وتمسك بأخرى وتضمها إلى صدرها.. وحيناً أسمع أنينها.. وحيناً أسمع شهيقها.. أنا لا أستطيع أن أتحمل فراقك لى.. فكيف أستطيع الصبر على حال أمك.

ولدى.. لو كنت أعلم أنك لن تعود ثانية لضممتك إلى صدرى أكثر.. قبل أن تذهب ولقبلتك أكثر.. لا نعزك على خالقك يا عبدالرحمن ونحتسبك شهيداً يا قلب أمك يا عبدالرحمن حسرة قلبى وقلب أمك على شبابك.. أنت فى الجنة وتركتنا فى نار تكوى حياتنا. عبدالرحمن استشهد يا أم عبدالرحمن وزفته الملائكة فى ثياب بيضاء.. عبدالرحمن كان حلماً وراح.. كان طالباً للشهادة وحصل عليها بامتياز شهيداً شهيداً شهيداً يا عبدالرحمن.

نم قريراً هادئاً فى جنات الخلد التى طالما تحدثت عنها واشتقت إليها.. نم قرير العين يا عبدالرحمن وستبقى ذكراك عبيراً يعبق فى بيوت الأحبة فى زوايا المدن والقرى.. ستبقى ذكراك حاضرة فى قلوب محبيك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل