المحتوى الرئيسى

ألمانيا وهولندا.. رائدتا اقتصاد الشراكة العسكرية

03/09 09:59

• «فورين أفيرز»: تكامل عسكرى استثنائى بين الجيشين الألمانى والهولندى.. ودعوات لتعميم التجربة فى أوروبا

يستعد جنود وضباط اللواء الميكانيكى الثالث والأربعين فى الجيش الهولندى للعمل تحت قيادة جديدة، ولكن القيادة ستكون مختلفة قليلا هذه المرة: قيادة الجيش الألمانى. وهذا الشهر سينضم اللواء الهولندى بشكل نهائى إلى فرقة الدبابات الألمانية الأولى، كجزء من اتفاق تتقاسم بموجبه الدولتان الجنود والدبابات والسفن وغيرها من المعدات العسكرية، ليصبحا بذلك رائدتى مفهوم جديد تماما فى العالم هو «اقتصاد الشراكة العسكرية».

وبحسب مجلة فورين أفيرز الأمريكية، فإن القصة بدأت منذ عامين عندما تسبب تخفيض النفقات العسكرية فى هولندا إلى حرمان البلاد من آخر دباباتها العاملة. وطبقا للبيانات التى جمعها معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام، فإن نفقات الدفاع الهولندية انخفضت من 2.5% من الناتج المحلى الإجمالى فى عام 1990 إلى 1.2% حاليا، وهو ما لم يترك فرصة لشراء دبابات جديدة أو حتى الحفاظ على ما تبقى من الدبابات والمعدات العسكرية الأخرى.

ونقلت المجلة عن العقيد فى اللواء الثالث والأربعين أنتونى ليوفرنج، إن «قائد الدفاع قال لنا نحن بحاجة إلى قدرات الدبابات، ولكننا لم نعد نملك أى دبابات». وأضاف ليوفرنج «لذا تحدثنا إلى الجيش الألمانى».

وبدعم من الحكومة الألمانية، التى طالما دعت لـ«التكامل العسكرى الأوروبى»، وافق الجيش الألمانى سريعا على أن يتشارك البلدان دبابات الفرقة الأولى ــ وهى احدى الفرق الرائدة فى الجيش الألمانى، والتى شاركت فى عدة مهمات خارجية بينها تدريب القوات المسلحة العراقية ــ والتى تتمركز فقط على بعد أقل من 40 ميلا من الحدود الهولندية، والمكلفة بالدفاع عن غرب ألمانيا.

وفى ديسمبر الماضى، أجرت الفرقة المشتركة الجديدة تجربة رائدة فى أوبرلاوزتش، وهى منطقة غابات كثيفة بالقرب من حدود ألمانيا مع بولندا. وكانت العملية اختبارا لمهمة قتالية معقدة، وذلك بهدف أن يعتاد الجنود على العمل معا وأن يعتاد الجنود الهولنديين على الدبابات. وخلال التدريبات، تواصل الجنود والضباط ــ الذين استخدموا معدات الجيش الألمانى ــ مستخدمين اللغة الألمانية.

وفى فبراير الماضى، وقع وزيرا دفاع البلدين، الألمانية أورسولا فون دير ليان ونظيرتها الهولندية جانين هنيس بلاشيرت، رسميا على انشاء الفرقة المشتركة.

وبعد الافتتاح الرسمى فى 17 مارس الحالى، فإن الجنود الألمان والهولنديون فى القوة الجديدة سيعملون تحت قادة هولنديين، والذين سيخدمون بدورهم تحت قادة ألمان، وسيظل قائد فرقة الدبابات الأولى اللواء يوهان لانجنيجر، هو المسئول عن الفرقة الجديدة.

وفى الوقت الحالى، تهدف الخطة إلى إضافة قدرات جديدة إلى الفرقة حتى عام 2019، حيث من المتوقع أن تكون جاهزة تماما للعمل.

وبالإضافة إلى الدبابات الألمانية، فإنه واعتبارا من فبراير الماضى، أصبحت سفينة إمداد هولندية، بسعة 5000 طن، متاحة للقوات البحرية فى كلا البلدين. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن الهولنديين لديهم خبرة طويلة فى القتال فى البحر.

وفى مبادرة ذات صلة، فإن كتيبة بحرية ألمانية، تضم 800 من غواصى النخبة والجنود المكلفين بحماية الموانئ والممرات المائية فى ألمانيا، سوف يتم ادماجهم فى سلاح مشاة البحرية الهولندية.

كما رسمت القوات المسلحة لكلا البلدين تكاملا لغويا، إذ ستكون اللغة الألمانية هى لغة العمل داخل الكتيبة الألمانية وسربها الهولندى، وعلى مستوى اللواءات والفرق سيتحدث الضباط والجنود اللغة الإنجليزية.

وسيقوم فريق من جامعة «جرونينجن» الهولندية بدراسة الحوافز الثقافية ومعدل نجاح القوات، نظرا لاختلاف وصعوبة تكامل الثقافات بين جنود البلدين.

ولا يعد التعاون العسكرى من ذلك النوع بحد ذاته شيئا جديدا، إذ شكلت كل من ألمانيا وفرنسا عام 1989 لواء مشتركا من 4800 شخص اتخذ من البلدين مقرا، ويعمل جزء صغير منه حاليا فى مالى، ومنذ عام 1995 اشتركت ألمانيا وهولندا فى مقر للفيلق الألمانى ــ الهولندى، كما أن ثمة العديد من التجارب المشابهة فى أوروبا.

لكن هذه التجارب القديمة تمت بشكل أساسى لغرض سياسى أكثر منه قتالى، وهو تحسين الوحدة الأوروبية والمساعدة فى منع القتال بين تلك الدول.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل