المحتوى الرئيسى

لبنان والنازحون السوريون وتكريم أبو شقرا الباحث الاستثنائي

03/08 11:06

تابع "المهرجان اللبناني للكتاب" شريط أعماله، اليوم الاثنين، حيث أقيمت ندوة حول "لبنان والنازحون السوريون" بمشاركة الدكتور علي فاعور والدكتور بطرس لبكي بينما تغيب عنها الوزير رشيد درباس، وأدراها المحامي جورج بارود الذي اعتبر في مستهل كلمته أن "النزوح واقع يفرض نفسه على كل دولة جارة لدولة أخرى تعاني من ويلات حرب مهما قصر أو طال أمدها، وقد يمتد إلى دول بعيدة يقصدها الهاربون من الموت والدمار، المفتشون عن ملاذ لعيالهم، ولو بطرق غير شرعية".

 وأشار بارود إلى أن لبنان الذي لا يتعدى عدد سكانه الملايين الاربعة، "لكنه بحكم موقعه الجغرافي كجار لفلسطين المحتلة من جهة وسوريا من جهة أخرى، وقد شهدت الاولى حالات هروب وتهجير جماعي منذ العام 1948، فكان له الحصة الاكبر من نازحيها؛ والثانية التي اندلعت فيها الحرب منذ العام 2011، ولا تزال، فنزح ما يقارب نصف سكانها، وكان له نصيب ما يقارب المليونين منهم بين نازح شرعي وغير شرعي – بات يرزح بسببهم تحت عبء مالي واجتماعي وديمغرافي وصحي وتربوي وأمني، لتخطي عدد النازحين فيه نصف عدد سكانه، وجلهم من العائلات الفقيرة والمعدمة التي لا قدرة لها على تأمين مأوى أو سد حاجة ضرورية. فنشأت الاشكالية بين الواجب الطبيعي الانساني المكرس في المواثيق الدولية من جهة، وبين الحفاظ على الاستقرار والتوازن الاجتماعي والسلم الاهلي الداخلي من جهة ثانية".

 واعتبر بارود في نهاية تقديمه أن المسألة باتت دولية تتخطى لبنان ودول المنطقة لتمتد إلى أوروبا، وقد بدأت مأساة إنسانية تلوح عبر البحار لدى الهاربين بطرق بدائية وغير شرعية، "فنسمع يوميًا بخبر عائلات بكاملها تقضي غرقًا، وجثث أطفال تلفظها مياه البحر لتشهد على فظاعة ما يتعرض له النازحون؛ كما بدأت الصرخات تتوالى من دول مختلفة تحذر من نتائج النزوح، ما يطرح مسألة التكافل والتضامن الدولي لسد حاجات النازحين ولو بصورة جزئية. فكانت المؤتمرات الدولية وآخرها مؤتمر لندن وما تم التوصل إليه بين الدول المؤتمرة أو المتآمرة، ومدى انعكاسه على الداخل اللبناني لان المسؤولية عن الحرب والتهجير والنزوح تقع على عاتق المجتمع الدولي بكامله".

 الدكتور علي فاعور عنون ورقته بـ "هل يتحول لبنان إلى بلد لاجئين" الذي ابتدأها بإحصاء لعدد النازحين السوريين وفق التصريحات الرسمية الصادرة عن بعض دول العالم التي استقبلتهم، كما وفق تصريحات بعض المسؤولين في الأمم المتحدة، ليتحدث لاحقا عن التوزيعات "الجغرافية للنازحين في لبنان" معتبرا أننا أمام ظاهرة انفجار سكاني، ليشير إلى الاختلال الكبير في التوازن بين المجتمعات اللبنانية المضيفة ومجتمعات النازحين.

 واعتبر فاعور في كلمته، ووفق "المفوضية العليا للاجئين" (2015) أن نحو 55 بالمئة من النازحين السوريين في لبنان، يعيشون في ملاجئ متدنية المستوى، بما في ذلك أكثر من 1435 مخيما عشوائيا.. مشيرا إلى أن الانتشار الواسع للعشوائيات في أكثر من 1700 موقع محلي في لبنان "بحيث أن هذا الانتشار يشكل تحديا عمليا لوصول المساعداتإلى الأسر المحتاجة، نظرا لصعوبة الوصول إلى الأماكن في المرتفعات التي تعلو 1600 متر فوق سطح البحر"..

وحول النواحي الاقتصادية للنزوح السوري إلى لبنان، تحدث بطرس لبكي متطرقا إلى العديد من النقاط منها "منافسة القوى العاملة السورية لمثيلاتها اللبنانية" و"ريع التجارة الداخلية" وارتفاع أسعار العقارات وازدياد الطاقة الكهربائية المدعومة من الدولة وازدياد كلفة الخدمات العامة على الدولة..

  وجريا على عادتها في تكريم "أعلام الثقافة في لبنان والعام العربي"، كرمت الحركة الثقافية – انطلياس (مساء الثلاثاء) نايل أبو شقرا، الذي قدمه الدكتور رمزي أبو شقرا، وقد أدار الندوة الدكتور عصام خليفة الذي اعتبر أن المكرّم "صاحب تجربة غنية في الكفاح من اجل اكتناز المعرفة التاريخية، وباحث استثنائي في تاريخ جبل لبنان خاصة ولبنان عامة، وعامل مخلص لقيامة الوطن الديمقراطي العلماني، ولاستقلال لبنان وسيادته ووحدته، وانسان يتقن فن العطاء لطلاب العلم، وللزملاء من الباحثين، وطينة إنسانية شفافة يتقن فن الصداقة..

 وحول المعرفة التاريخية للمكرم، قال خليفة إنه بدل ان يتبنى "علمنا" الروايات السهلة التي تبسّط الاحداث المحلية والعامة، ولا تتعمق في خلفياتها البعيدة وعواملها الدافعة، بادر، بعد جمع كمٍ كبير من الوثائق، والتمعن في أمهات المصادر والمراجع ذات الصلة، الى محاولة نقد وتفنيد تلك الروايات واخضاعها للنقد العقلاني الصارم.

 وأضاف: "هناك مرض تعاني منه كل طوائف لبنان دون استثناء. وهذا المرض يتمثل بوجود ذاكرة تاريخية حية مشوَّهة ومشوِّهة تؤثر في مواقف وردود فعل عصبيات الطوائف والعائلات، وتحميل الآخر مسؤولية ما جرى من فتن دموية في تاريخنا منذ القرن التاسع عشر على الأقل".

 وأشار خليفة في كلمته إلى "شجاعة وريادة وعمق تحليل مكرَّمنا، وثقافته القانونية العميقة – بموازاة ثقافته التاريخية الواسعة" – وقد تجلى ذلك "في تحليله لنظام الملكية والضرائب في جبل لبنان. ان انتقال الملكية العقارية في جبل لبنان الجنوبي الى المسيحيين، كما أبرزها بالوثائق، قد تمّ عن طريق توسيع نظام الشراكة مع المشايخ الدروز وتملك المسيحيين للأراضي بسبب ما بذلوه من جهد في تنمية الموارد. وان الجزء الكبير من أملاك الدروز الممتدة خارج نطاق جبل الشوف خاصة في البقاع والجنوب، قد تعرضت الى رفع اليد بسبب التبدلات في النظام السياسي وضعف السيطرة الاقطاعية وضعف القوى الدرزية العاملة بالأرض"...

 الدكتور رمزي أبو شقرا أشار في كلمته إلى الصدفة التي شاءت أن "يكون دورُك في التكريم في دورة غريغوار حدّاد، أحد مؤسسي اللبنان الذي تحلم به أنت، والذي يلوّح لنا أفقُه في كتاباتك، والذي اهديتني كتابه في "العَلمانية الشاملة" الفظها بفتح العين اليوم وفاءً،وأنا في خِضَمِّ العمل على إخراج دراستي اللغوية في العِلمانية والعَلمانية. فلتكن ذكرى غريغوار حداد فاتحةَ القراءة في ذكرياتٍ لها في تكريمِك مغزى؛ والصدفة الاجمل ان يكون قوام نص الكتاب محاضرةً أُلقيت في الحركة الثقافية في انطلياس سنة 1984 قبل ان تُنْشر في مجلة آفاق في آذار 1997".

 وأشار رمزي أبو شقرا في كلامه إلى أنه لا يعرف، في حدّ العلم في المجال، "بأفضلَ من أن تكونَ حُدودُه وصفًا يقترب من الموضوع وينأى عن الذات ما استطاعت الذاتُ إلى ذلك سبيلاً، ومن أن يكون رصفًا للوقائع لا للمرويّات بغثها وسمينها". وتابع بالقول إنه يراه يستخلص من المقابلة ومن المفاضلة في ما بينها ومن أعمال العقل فيها تِبرا من ترابٍ كثير،"ثمّ أراه يصفّي التِبر لأنّه باحث عن الحقيقة لا عن البريق. وهذا مثالٌ على المنهج : يوم اخرج تاريخ الاسرة الجنبلاطية من سيَرِ العامةِ (والدهماء) ومن علائق الزلفى إلى حيّز الكتابات العلميّة الرصينة،  قام بالبحث الميداني على تخوم قرية المختارة ليؤكّد ان تسمية "فتاح ربح" تعني اكثر بكثير مما كانت تعني للجميع بمن فيهم اساتذة الاجتماعيات، وكانت مفتاحًا له لرسم الصّورة الموضوعية لتلك الحقبة الزمنية، من فرضية دقيقة إلى تقصي الحقائق إلى صياغة الاستنتاجات وصولاً لنفي إمكانية النفي لنظريته".

 بدأ المحتفى به كلمته بالقول إنه طبع على العمل الصامت بعيداً عن منابر الشهرة، "كي لا يتحول التصفيق الموجع الى خناق يخطف تواضعي، وتحاشيت الجلوس على المقاعد الامامية لان المقاعد احياناً ليست مرايانا"، لينتقل لاحقا إلى الحديث عن "خطر الطائفية والمذهبية على لبنان" الذي لا يتوقف على الاجتماع الديني والفرز الاجتماعي بل أنه بسبب شراسة التنازع على الدولة ، إذ "توزعت منظمات المجتمع المدني على أسس طائفية وهي تعمل كشبكات لنشر المحسوبية بين افراد طوائفه وأحد مظاهرها نهب المال العام ونهب المواطنين عن طريق الرشوة".. وأضاف "أما المأزق الطائفي الذي نواكبه اليوم في معظم كتاباتنا، تصريحا ً أو تلميحاً أو في إعلامنا المشحون، هو نتاج شرخ تراثي كان ولم يزل يعتمل في الجماعات المنغلقة، ومنذ الف وخمسمئة سنة ونحن نستعيد "التاريخ التكراري" كما يقول ليفي ستروس. عبثاً نحاول ركن الخطاب الوطني على تخوم باطنية ترفض الآخر، ثم نتحدث عن المواطنة والعلمانية وفي هذا الجانب من الكتابات، نستحضر الموضوعية للتأكيد على أن النص لا يحمل خلفية كاتبه. إن دلالة الموضوعية تعني النزاهة في القصد والبعد عن الهوى، واذا ما اخذنا بدلالاتها الابيستمولوجية أو المعرفيه فهي تمثل الواقع تعبيرا عن الحقيقة، وليس ثمة حقيقة علمية نهائية"..

 ورأى نايل أبو شقرا أن "المطلوب اليوم نهضة فكرية، عبر مسار نقديّ هادف يؤسس لنزعة الانسنة، الكفيلة باسترداد الدولة من طوائف الدولة، ولكن هل يمكن تحقيق هذا التحول؟ . يكشف التقرير العربي للتنمية الثقافية الذي صدر سنة 2008 أن لكل 11950 مواطن عربي كتاب واحد، بينما لكل 491 مواطن انكليزي كتاب واحد ولكل 713 مواطن اسباني كتاب واحد. هذا الاحصاء يقدم الجواب العلمي على ما سيكون عليه مستقبل الوطن العربي، أياً  كانت الانظمة ومهما تبدلت السياسات، فالمجتمعات التي تقرأ كثيراً هي الاكثر نزوعاً الى الحرية والمحاسبة".

لقاء وعرض فيلم مع مؤسسة "أم النور" حول: "التوعية الشاملة للقضاء على انتشار المخدرات والتدخين" مع سندرا شوشاني، إدارة: الدكتورة هدى رزق حنّا

   ندوة حول كتاب جورج مغامس "في مدار برج العرب" يشارك فيها: جورج شامي، الدكتورة نتالي الخوري غريب، ايلي أنطون، ريمون عازار (قصيدة) إدارة: نعوم خليفة  

 يوم المرأة العالمي، تكريم الدكتورة لميا رستم شحادة ، يقدّمها: سام منسَّى، إدارة: الدكتورة تراز الدويهي حاتم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل