صور..والد شهيد الفيوم: ابني نجا من تفجير منذ شهر واستُشهد اليوم
في مشهد حزين، يجلس والد الشهيد المجند عبد الرحمن محمود عبد الشافي ابن قرية ترسا بمركز سنورس، الذي استُشهد إثر إطلاق النار عليه من قبل مجموعة من الإرهابيين أثناء تأدية واجبه الوطني في كمين أمني بالشيخ زويد في سيناء، ويجلس بجانبه أشقاء الشهيد الثلاث يحملون هاتف الشهيد ومحفظته وصوره، أما والدته وشقيقتيه فمصابون بحالة إغماء ويرقدون في غرفهم في حالة ذهول من الصدمة.
يقول الحاج محمود عبد الشافي، إنَّ ابنه كان طيب القلب، حافظًا للقرآن الكريم منذ كان في الصف الخامس الابتدائي، وملتزمًا بالصلاة، كما أنه كان قليل الكلام، هادئ الطباع، وأنه تقدّم للجيش قبل استدعائه لأنه كان يحلم بإنهاء خدمته والسفر إلى السعودية.
ويوضح عبد الشافي لـ"التحرير"، أنّ محمود هو نجله الأكبر، ولديه 5 آخرون هم عائشة في الفرقة الرابعة بكلية التربية، وعلياء في الفرقة الثالثة بكلية الآداب، وعبد العزيز في الثانوية العامة، وعبد المجيد في الصف الثالث الإعدادي، وعبد المجيد في الصف السادس الابتدائي، مشيرًا إلى أنه كان يستعد لزواج ابنته الكبرى بعد 6 أشهر، كي يتفرغ لتزويج الشهيد، داعيًا الله أن يزوجه الحور العين في الجنة.
ويتابع أنّ ابنه كان في إجازة منذ 18 يومًا وجلس 10 أيام وغادر منذ ثمانية أيام، وأنّه كان يتصل بهم ليطمأن عليهم، ويطلب منهم أنّ يدعو له، موضحًا أنّ الشهيد تعرض لتفجير قبل ذلك في رتل عسكري وتوفي خلاله قائد الكتيبة وأربعة مجندين، ونجا الشهيد هو وزميل آخر، ولكنه لم يمر على الحادثة شهرًا إلا واستُشهد عبد الرحمن.
وأكد أنّ الشهيد اتصل بهم قبل وفاته بساعات قليلة وسأل والدته "عايزة أجيبلك إيه في عيد الأم"، فقالت له "عليك بالصلاة والقرآن والذكر" دي كل هديتي منك، قالها طيب إدعيلي ربنا يسترها معايا".
وأضاف أنّ عبد الرحمن كان في بداية خدمته في الإسماعيلية إلا أنه تم نقله إلى سيناء منذ 6 شهور، وتحدثوا مع أحد أقاربهم لنقله من سيناء ولكن الشهيد رفض وقال لهم "أنا مرتاح هما مع زمايلي ومش عايز اتنقل"، موضحًا أنه استقبل مكالمة هاتفية ظهر أمس أبلغوه خلالها باستشهاد نجله وأنه سيتم تسليم جثمانه الأربعاء.
Comments