بعد واقعة «إهانة ترامب».. «القارة العجوز» لاترحب بـ«أحفاد الفراعنة».. «سجن واغتيال وقبر»

«كم منزل في الأرض يألفه الفتى.. وحنينه أبدا لأول منزل».. ربما غابت عن بعضهم أمثال عديدة من تلك الآبيات في رحلة الهروب إلى الغرب بحثا عن الفردوس المفقود أملا في الثراء المنشود والمستقبل الموعود.

يبقي حلم الهجرة للخارج وتحديدا للقارة العجوز"أوروبا" والأمريكتين خيالا يداعب الكثيرين ساعين في تحقيقه مهما كلفهم من عناء ولو بلغت المعاناة التضحية بالمال أو المخاطرة بالنفس في هجرة عبر وسائل لاتصلح للترحال.

وما أكثر المرات التي شهدنا جثث لمصريين خطف البحر شبابهم وابتلع أحلامهم وهم في طريق هجرتهم عابرين، حتى وإن قدر لهم العبور أو السفر بجواز يحمل في طياته الآمان فهناك ذئاب تتلقفهم لاترحم سعيهم ولايشفع لهم عندهم مجدهم.

وأخيراً وليس آخرا حلت قضية أخرى في سجل الطيور المهاجرة إلا وهي إلقاء القبض على الطالب المصري الدارس في الولايات المتحدة عماد السيد بتهمة لإهانة المرشح الأمريكي دونالد ترامب موجهين إليه اتهامات تتعلق بحمل أفكار عنصرية.

"الدستور" تهاجر مع قراءها وتهبط في بلاد المهجر لاستعراض سجل المصريين مع المعاناة في رحلة مثيرة.

في حرمان مصر من عقول لامعة ونماذج مشرفة "حدث ولا حرج" فالتاريخ شاهد على العديد من الوقائع من الضلوع الأمريكي في اغتيال علماء ذكرهم باق لا يفنى أبرزهم اغتيال عالمة الذرة سميرة موسى مرورا بالدكتور يحيى المشد ثم المشهد المؤلم من إسقاط الطائرة المصرية التي ضمت على متنها صفوة من القيادات العسكرية والتي زعمت أمريكا فيها انتحار قائدها الأمر الذي رفضته السلطات المصرية شكلا وموضوعا.

وسِجل "الغلابة" مليء بالحوادث لعل أبرزها واقعة قتل أسرة مصرية كاملة ذبحا ما أحدث دويا هائلا داخل أوساط المجتمع الأمريكي في حادثة صنفها البعض بدافع العنصرية؛ لكن السلطات الأمريكية أرجعت الحادثة إلى كونها جريمة جنائية.

حين تطوف بداخل القارة الأوربية نادراً ماتجد قطراً لم يحصل المصريين فيه على قدر من الامتهان ودورب من الألم.

ولعل ما شهدته أحد الضواحي الألمانية منذ سنوات حين تم طعن الباحثة مروة الشربيني داخل أحد قاعات المحاكم من قبل متطرف طعنه عدة طعنات بسبب ارتداءها الحجاب واصما إياها بلفظ الإرهابية.

بعد أن قضوا شطرا من أعمارهم في جلب الثروة والظفر بالسلطة حطوا رحالهم في عاصمة الضباب رغبة في التقاط الأنفاس ولكن كان الموت من الشرفات قدرهم المحتوم.