المحتوى الرئيسى

أفغان يروون تجربتهم مع الهجرة لأوروبا: "المستقبل مظلم والحياة مريرة.. فعدنا"

03/07 14:04

لم يكن قرار الهجرة سهلا على الأفغاني محمد آصف نوري، الذي ترك أفغانستان نهاية العام الماضي، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في بلاده، لكن فور وصوله إلى أوروبا بعد رحلة صعبة، وإقامته فيها لمدة شهرين في مركز للاجئين، أقنعاه بأهمية عودته إلى كابول، ليتعايش مرة أخرة مع العنف والبطالة.

يقول محمد المجاز بالاقتصاد (26 عاما): "ظننت أن حلمي كاد أن يتحقق في أوروبا، وهو حلم يسعى وراءه كثيرون هربا من الحرب والأفق الاقتصادي الكارثي".

ويروي محمد كيف قادته رحلته من كابول إلى فرانكفورت في ألمانيا، مرورا بإيران وتركيا واليونان ومقدونيا وصربيا وكرواتيا وسلوفينيا والنمسا، يقول: "المرور من إيران إلى تركيا كان الأصعب، في مجموعتنا فتى أفغاني قوي البنية يواجه صعوبة في المشي في الجبال، ركله المهربون فانزلق إلى منحدر، ولم نعثر على جثته أبدا".

وتنقل محمد بين مراكز اللاجئين، من فرانكفورت إلى هامبورج إلى مقاطعة ساكسونيا أنهالت، والتقى سوريين وعراقيين وغيرهم، لكن الثابتة الوحيدة التي اصطدم بها كانت "القومية الأوروبية".

يقول محمد: "الأوروبيون يظنون أننا سندمر ثقافتهم"، يتحدث محمد عن أنه سأل ألمانيًا عن وجهة السير، فطلب منه الابتعاد عنه 3 أمتار قبل أن يجيبه "بالألمانية"، موضحا أن 99% من الألمان يتحدثون الإنجليزية".

وبعد مرور شهرين، لم يعد محمد يستطيع التحمل، فعاد إلى أفغانستان بفضل المنظمة الدولية للهجرة، من دون أن ينتظر دراسة طلب اللجوء الذي تقدم به، يقول: "أوروبا كانت تجربة مريرة بالنسبة إليّ".

- "هنا المستقبل شديد الظلام" -

عاش الأفغاني عبدالغفور عريان (24 عاما)، الكابوس نفسه في مركز للاجئين، وأمضى 3 أشهر في فولدا في شمال شرق فرانكفورت، بعد رحلة كلفته 7500 دولار، يقول عبدالغفور: "الحمامات داخل المخيم كانت قذرة، وكانت كل الوجبات تقتصر على المربى والزبدة".

ويشعر الأفغان أيضا بأنه يتم التعامل معهم على أنهم لاجئون من الدرجة الثانية، ويؤكد عبدالغفور أن السوريين بخلاف الأفغان، كان يحق لهم حضور صفوف لغة ألمانية، مضيفا: "على الألمان أن يعرفوا أن أفغانستان في حالة حرب تماما مثل سوريا، يجب أن تتم معاملتنا بالطريقة نفسها".

وعاد عبدالغفور من رحلة إلى كابول، نظمتها المنظمة الدولية للهجرة منذ نحو 10 أيام، حيث قرر 135 لاجئا أفغانيا العودة إلى بلادهم، وهي عودة رحب بها وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير.

وأشارت المنظمة الدولية للهجرة، إلى أن 1000 مهاجر أفغاني طلبوا مغادرة ألمانيا، أما عدد الذين عادوا إلى بلادهم فارتفع على نحو كبير بين عامي 2014 و2015 من 92 إلى 304 أشخاص.

ويقول المتخصص في حركات الهجرة في جامعة أوسنابروك الألمانية جوشن أولتمر: "مغادرة الوطن أمر صعب، خصوصا بالنسبة للشبان، بسبب الانفصال عن العائلة"، مضيفا: "هم يدركون أن استقدام عائلاتهم إلى البلد المضيف سيتطلب سنوات عدة، لذا فإن بعضهم يتخلى عن الفكرة".

غير أن الفكرة والدعوة التي وجهها رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، إلى المهاجرين الاقتصاديين بعدم المجيء إلى أوروبا، لم يضعفا عزيمة نوميالاي سعيد، فهذا المترجم السابق للقوات الأمريكية في أفغانستان، ليس لديه عمل ويقضي أيامه في إحدى حدائق كابول، واذا لم يؤد بحثه عن عمل إلى نتيجة قريبا، يؤكد أنه سيتصل بأحد المهربين "للذهاب إلى أوروبا"، ويقول "هنا، المستقبل شديد الظلام".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل