المحتوى الرئيسى

قائمة يمين ضد نتنياهو

03/07 02:07

يمرّ هذا الشهر عام على انتخاب الكنيست العشرين. والانتخابات المقبلة تقع خلف جبال الظلام، بعد ثلاث سنوات ونصف. ولكن الحلبة السياسية تغلي، وهي عصبية وعاصفة كعشّ دبابير تمّ تهييجه. والسجال الدائر فيها وحولها يجري حول محور واحد ووحيد: كيف نقود إلى انتهاء الحكم الطويل لبنيامين نتنياهو. كيف نتسبب في جعل ولايته الرابعة أيضاً ولايته الأخيرة.

وليس هناك سيسي رفيع المستوى، في الائتلاف أو المعارضة، لا يبذل جهداً من هذا النوع أو سواه في مشاريع كبناء آلية، أو بلورة صيغة رابحة تفك لغز جينوم نتنياهو ابن العشر سنوات. فمعظمهم ينشغلون بالأمر على الصعيد الفلسفي: مناكفة، تذمر، بكاء ونواح على شاكلة إلى متى سيبقى هنا. أما العمليون بينهم، فيفكرون بطرق عمل. من حوارات أجريتها مع عدد من شركاء السرّ هناك بينهم قاسم مشترك حوله اتفاق: الحاجة لبناء تجمّع.

والإجماع الذي تبلور هو أنه لا يمكن طرد نتنياهو طالما بقي النظام السياسي الحالي على وضعه. ومنطقي الافتراض أنه فقط سوف يضمن انتصاره أيضاً في المرة المقبلة. وليس صعباً تقدير من هم المشبوهون الفوريون المعادون جداً لنتنياهو المفترض بهم المشاركة في حدث مستقبلي كهذا: موشي كحلون زعيم حزب «كلنا»، أفيغدور ليبرمان رئيس «إسرائيل بيتنا»، يائير لبيد رئيس «هناك مستقبل»، والليكودي جدعون ساعر الذي ذكر اسمه في سياقات كهذه، وغابي أشكنازي. فرئيس الأركان الأسبق يميل حالياً للتنافس في الانتخابات المقبلة. بالتأكيد ليس كرقم 2 خلف لبيد. بالتأكيد ليس أيضاً في المعسكر الصهيوني، ولا حتى إذا تمّ تقديم الزعامة له على طبق من فضة وعليه إضافات كرأسي اسحق هرتسوغ وشيلي يحيموفيتش. إنه على قناعة بأن هذه الماركة المضروبة أنهت دورها التاريخي كحزب حاكم في الدولة.

وفرضية العمل السائدة هي أن تشكيلاً سياسياً جديداً يضمّ عدداً من هؤلاء السادة ـ واحد منهم لا يكفي ـ قد يخترق الجدار ويخلق الشروط المطلوبة لاستبدال الحكم. واستطلاعات الرأي المعمّقة التي أجريت في الآونة الأخيرة تشير إلى أمرين: أولاً، تقريباً يهتمّ حوالى ثلثي الناخبين برؤية نتنياهو يحزم أمتعته ويقلع زوجته وأبناءه إلى قيساريا إلى الأبد. وثانياً، نسبة عالية من الناخبين لا ترى له بديلاً. والخلاصة: طالما أن البند الثاني قائم، فإن نتنياهو سيبقى على حاله أمام عيوننا.

وجلس مَن جلس وتوصلوا إلى استنتاج بأنه في الظروف البائسة القائمة، حيث لا يوجد خصم رفيع القيمة لنتنياهو، فإن المخرج الوحيد هو القضم من حزبه. تحريك مقاعد من الليكود إلى أي إطار جديد ذي طابع يميني ـ معتدل يضع على رأسه شخصيات يمكنها أن تنزلق بسهولة في حلق الليكودي المعتدل، الذي يعتبر نفسه «تياراً مركزياً». وهو المعني باستمرار حكم اليمين، لكنه ضجر من «عائلة نتنياهو»، كما قال هذا الاسبوع أفيغدور ليبرمان.

وطالما أن الموضوع الأمني هو المهيمن في السجال الإسرائيلي، فإن التشكيل المنطقي مضطر أن يأتي من بين صفوف اليمين ـ وسط. فاليسار ليس الحل، إنه جزء من المشكلة. وكحلون وساعر هما الارتباط الطبيعي. أشكنازي سيعرض نفسه حينما ينضم للحلبة السياسية على أنه «وسط». في عالم التشبيهات عندنا سيبدو دوماً صقراً و «ذا نزعة أمنية» وأصلب من هرتسوغ ولبيد، حتى إن كانت مواقفهم السياسية متشابهة. ليبرمان يعرض نفسه كيمين براغماتي، لكن صورته العامة هي أنه يمين متطرف. بسبب الفظاظة، الأسلوب، الموقف من العرب. إنه مصنف أكثر يساراً من نفتالي بينت في قياس خيالي. بالمناسبة، ثمة علاقة ما بين بينت وليبرمان يسعيان لإخفائها، ولسبب غير واضح. في ديوان رئاسة الحكومة يعرفون ذلك وقلقون منه.

ولبيد الطامح لترؤس الحزب الافتراضي ليغدو مرشح هذا المعسكر لرئاسة الحكومة، ليس ذا شأن. فرغم محاولاته المتكررة للتظاهر بأنه «وسط مع ميل طفيف لليمين» حسب تعبيره، لا يزال ينظر إليه لدى الجمهور على أنه جزء من معسكر اليسار. وتصريحاته القومجية وغزله المفضوح مع الدين ومع المتدينين لم يقنع أي ناخب ليكود بالانزياح نحو هناك مستقبل. مئة في المئة جهود وصفر في المئة نتائج.

وبعدها هناك المسألة التافهة المتعلقة بالأنا. أشكنازي لا يحلم أن يغدو الرجل الثاني بعد أي شخص. لبيد، الذي تتوقع له الاستطلاعات الفوز بـ 18 مقعداً، لا يخطر بباله التنازل عن رئاسة الحزب. أما ساعر، فإن عاد، فإنه لا يتطلع إلا للرئاسة. وليبرمان قد «يساوم على وزارة الدفاع»، حسب أحد المتآمرين.

وكحلون يعتبر محوراً مركزياً. فالاستطلاعات تمنحه حوالي نصف قوته، بين 5 ـ 6 مقاعد. ولكن ارتباطه مع ساعر يضيف له خمسة مقاعد، أي من الليكود. ورئيس كلنا هو الوحيد بين كل هذا المجموعة لا يتطلع لأن يغدو رئيسا للحكومة. وهو سيفرح بالعودة لوزارة المالية في الولاية المقبلة. إنه من القانعين. وقليل الادعاء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل