المحتوى الرئيسى

سيدات مصريات بـ"ميت راجل"

03/06 16:15

شهد المجتمع المصري، على مدار العصور، نساء حفرن أسماءهن في صفحات التاريخ، واستطاعن أن يغيرن مساره، ويحسن صورة المرأة العربية أمام العالم كله، ليثبتن أن هناك سيدات بـ"ميت راجل".

من بين هؤلاء النساء، من اقتحمت مجال السياسية، ومن ثارت وخرجت في الميادين، للمناداة بالظلم، والمطالبة بالحرية والعدالة والحقوق، ومنهم من ابتكرت وطورت في مجالات العلوم المختلفة.

ولعل من أبرز هؤلاء النساء هدى شعراوي، التى خرجت عام 1919 على رأس مظاهرة نسائية للمناداة بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه، ونادت بالحرية والحقوق.

وتعد شعراوي هى أول النساء التى دعت إلى تحرير المرأة، حيث كانت هدى حلقة الوصل بين الحركات النسائية العربية ونظيرتها الغربية، وأسست 15 جمعية نسائية فى مصر وحدها وشاركت فى 14 مؤتمراً نسائياً دولياً فى أنحاء العالم العربى، وأسست مجلتين نسائيتين، واحدة بالعربية والأخرى بالفرنسية.

 فى مارس 1923، أسست جمعية باسم "الإتحاد النسائى المصرى" بهدف رفع مستوى المرأة الأدبى و الاجتماعى والوصول بالمرأة إلى حد يؤهلها للمشاركة مع الرجل فى الحقوق والوجبات المجتمعية، وسعت حتى تنول المرأة حقوقها السياسية والاجتماعية.

ولم تكن "شعراوي" الوحيدة من النساء اللاتي اقتحمن عالم السياسة في هذا الوقت، وإنما كان هناك صفية زغلول، زوجة الزعيم الراحل سعد زغلول، التى لعبت دور كبير فى الحياة السياسية، ولقبت بـ"أم المصريين" نتيجة لمجهودها فى قضايا الوطن العربى والمصرى على وجه الخصوص.

خرجت "زغلول" فى المظاهرات النسائية من أجل المطالبة بالاستقلال عام 1919 وحملت لواء الثورة عقب نفى سعد زغلول الى جزيرة سيشل، فخرجت صفية ببيان تقف به بجانب الشعب الذى أرد ان يضحى بنفسه من اجل تحرير مصر.

وقالت فى البيان "انها تضع نفسها فى مكانة زوجها سعد زغلول وتتقلد منصه فى الوقوف بجانب الآبناء الذين خرجوا للتضحية بأنفسهم فى سبيل الوطن"، ومن هنا اطلق عليها المصريين لقب "أم المصريين".

وتأتي عائشة عبد الرحمن، المفكرة والكاتبة المصرية، وأستاذة الجامعة والباحثة المعروفة بدفاعها عن الدين الإسلامى وعن حرية المرأة، التى اشتهرت بلقب "بنت الشاطىء".

و جاء هذا اللقب بسبب شدة محافظة أسرتها على التقاليد ومنع انخراط النساء فى الثقافة، فكانت عبد الرحمن تنشر كتاباتها  فى مجلة النهضة النسائية  تحت اسم بنت الشاطىء منذ ان بدأت الكتابة فى عمر الـ 18 و بعدها بعامين وصلت الى الكتابة فى جريدة الاهرام، لتصبح هى ثانى امرأة تكتب بالجريدة بعد الأديبة مى زيادة.

وحصلت بنت الشاطى على العديد من الجوائز التى من اشهرها جائزة الدولة التقديرية للأدب في مصر في عام 1978و وسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، وجائزة الأدب من الكويت عام 1988.

وهناك "ميس كورى الشرق" التى تعتبر أول معيدة فى كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، وأول مصرية يعقد مجلس الوزراء جلسة لتعيينها فى الجامعة، وهى الوحيدة التى سمح لها بزيارة معامل الذرة السرية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهدفها أن يصبح العلاج بالذرة فى نفس مكانة الأسبرين متاحاً للجميع، و كان لها الفضل فى تأسيس هيئة الطاقة الذرية عام  1948.

و تعتبر كورى الشرق، هى أول من دعت إلى أهمية السلاح النووى، فنظمت مؤتمر "الذرة من أجل السلام" الذى استضافته كلية العلوم وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم.

و فى 15 أغسطس عام 1952، تم اغتيالها و هى فى طريقها لزيارة معامل نووية فى ضواحى كاليفورنيا، عن طريق حادث سيارة، القت على اثرها سيارتها فى وادى عميق.

وهناك أمثلة أخرى على سيدات شغلن مناصب عمدة بالقرى المصرية، على رأسهم ناهد لاشين العمدة المصرية بقرية "حانوت" التابعة لمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، الحاصلة على شهادة من معهد الخطوط بكفر صقر، وبالرغم من انها تنتمى الى عائلة عريقة فى كفر حانوت، إلا أنها لم تفكر فى المشاركة فى العمل السياسى فى الدولة سوى المشاركة فى التصويت للأنتخابات، و لكن تغير الحال بعد ان انضمت الى حملة ترشح الرئيس السيسى، و استطاعت حشد النساء و اقناعهم بالتصويت فى الانتخابات، ما جعل الوحدة المحلية بالقرية تكرمها على مجهودها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل