المحتوى الرئيسى

ريم صيام لـ"الوفد": المرأة الشرقية قادرة علي قيادة التغيير

03/05 15:34

نجحت السكندرية "ريم صيام" في أن تشق طريقا لنفسها حافلا بالانجازات والجوائز الدولية في مجال عالم الأعمال، لتصبح أول سيدة مصرية وعربية تحصل على جائزة المرأة الديناميكية

وعلى الرغم من تمكنها من صعود سلّم النجاح إلا أن طريقها كان محفوفا بالعديد من العقبات كونها امرأة مصرية تنتمي لمجتمع شرقي يفرض على المرأة العاملة قيودا قاسية على حد قولها، ولأنها مؤمنة بأنه لا يوجد عائق يحول بين الفرد وتحقيق غاياته تجاوزت "صيام" الصعاب واستكملت مسيرتها في النجاح وحصدت الجوائز العربية والدولية باقتدار.

شغلت "صيام" العديد من المناصب الهامة في المجتمع، كرئيس المجلس الاقتصادي المصري لسيدات الأعمال بالغرفة التجارية، وممثل الغرفة التجارية العربية الآسيوية، والمدير الإقليمي في الشرق الأوسط لبرنامج "البحث عن المرأة النموذج" المنبثق عن جامعة جورج واشنطن، ومؤخرا تم ادراج اسمها ضمن أهم 16 سيدةً أعمال على مستوى العالم من قبل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في أحدث كتيب لها.

انطلاقا من هذا، اجرت "الوفد" حوار خاصا مع رائدة الأعمال المصرية "ريم صيام" لتحدثنا عن مشوارها الحافل بالنجاح في مجال ريادة الأعمال وأهم العقبات التي اعتركت طريقها لتكون نموذجا مشرف يحتذي به غيرهن من فتيات ونساء مصر.. وإلي نص الحوار

حدثينا عن جائزة المرأة الديناميكية كأول سيدة في الشرق الأوسط تحصل عليها؟

حصلت على جائزة "المرأة الديناميكية" في عام 2009، وهي تطلق من برنامج البحث عن المرأة النموذج المنبثق من كلية إدارة الاعمال ومركز التميز للمشاريع الصغيرة والمتوسطة بجامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الامريكية، و هو برنامج يُعالج قضايا المرأة خاصة في سوق العمل من خلال بُعد آكاديمي جديد لتقليص الفجوة بين الحياة العلمية والعملية، والبرنامج يركز على النساء اللواتي يتمتعن بدرجة ثقافة عالية ويتميزن بعطاء سخي، ويعرض صورة حية للمراحل التي تجاوزتها المرأة لتحقيق نجاحها، كما يهدف البرنامج الى دعم تنمية مشاركة المرأة في عصر المعلومات وتكوين أكبر موسوعة داخل جامعة جورج واشنطن تضم قصص نجاح يحتذى بها، وبعد الجائزة تم تعيني المدير الإقليمي بالشرق الأوسط لهذا البرنامج لكي أسلط الضوء علي النماذج المضيئة في مجتمعنا العربي و أبرز دور المرأة الشرقية القيادية للمجتمع الدولي.

هي المرأة التي أستطاعت أن تحقق توازنا بين حياتها العملية و العائلية معا و أثرت فيمن حولها من خلال مساهمتها في مشاريع تعمل علي تنمية قدرات المرأة و النهوض بها في هذا المجتمع.

ما هي الجوائز العربية والدولية التي حصلتي عليها؟

في عام 2011 حصلت على جائزة الشرق الأوسط لدعم المرأة المصرية و العربية و المساهمة في بناء جسور بينها و بين الغرب، وفي عام 2013 حظيت على لقب "رائدة الأعمال العربية" من مؤسسة سانس الألمانية، وتم تكريمي في دولة الامارات العربية المتحدة بحضور قنصل عام جمهورية مصر العربية في دبي و الامارات الشمالية، وفي عام 2014 تم إختياري من قبل جائزة Lynn syms في نيويورك من ضمن 25 إمرأة في العالم ذات الرؤي الداعمة لتمكين المرأة إقتصاديا دجيتاليا والتسويق الإلكتروني للتعرف علي منتجاتهن بصرف النظر عن أماكن إقامتهن، وفي سبتمبر عام 2015  تم إدراج إسمي ضمن قائمة حصر رصدتها بوابة فيتو لبعض السيدات اللاتي حصدن الجوائز العالمية نظرا لتفوقهن في مجالات متعددة و رفضن الاكتفاء بالجلوس في المنازل، وفي اوائل فبراير 2016 تم اختياري من قبل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" ضمن أهم 16 سيدة علي مستوي العالم إستثمرن في قدراتهن ليصبحن نماذج ريادية يحتذي بها في مجال التمكين الإقتصادي للمرأة أحد الأهداف الإنمائية للألفية التي أطلقتها الأمم المتحدة عام 2000، ومؤخرا استلمت من دبي شهادة تقدير من الامم المتحدة للمرأة و الامم المتحدة العالمية لاتباع شركتي قواعد تمكين المرأة اقتصاديا بما يتماشي مع الاهداف الانمائية للالفية .

كيف كان شعورك عند ادراج اسمك ضمن أهم 16 رائدة أعمال على مستوي العالم؟

شعرت بالفخر والسعادة عندما تم الاعلان عن إختياري من قبل لجنة دولية ضمن 16 نموذج نسائي يتم تسليط الضوء عليهن من قبل الأمم المتحدة خاصة وإنني كنت المصرية الوحيدة التي تم أدراج اسمها ضمن تلك القائمة، فضلا عن أن هذا الإختيار يأتي في احدي سنوات عقد التمكين الإقتصادي للمرأة الإفريقية 2010-2020 مما يضع مسؤولية إضافية على عاتقي لعمل المزيد من أجل الإستثمار في قدرات الشباب خاصة المرأة للمساهمة في تمكين جيل جديد إقتصاديا.

برأيك ما هي العقبات التي تعوق المرأة المصرية عن النجاح؟

هناك مجموعة من العقبات الرسمية التنظيمية والقانونية كأمكانية الحصول علي التمويل اللازم والاستفادة من مصادر رأس المال ، بالأضافة الي عقبات أخري غير رسمية التي تتخذ شكل مشاكل ثقافية واجتماعية، ولكن لا ننكر أهم عقبة تقف حائل في طريقهن إلا وهي التهميش الذي تُعاني منه المرأة في المجتمع الشرقي.

كيف جاء ترشيحك لمنصب المدير الاقليمي  لبرنامج البحث عن المرأة النموذج في الشرق الأوسط؟ وما الدور الذي تلعبه صيام من خلال هذا المنصب؟

عندما ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 2009 لأستلام جائزتي كأول امرأة ديناميكية في الشرق الأوسط فوجئت بجهل الكثيرمن الناس في الغرب عن حقيقة المرأة في مجتمعنا، ولكني شعرت بسعادة بالغة عندما تم الأعلان عن تعيني المدير الأقليمي بالشرق الأوسط لهذا البرنامج لكي أساهم في تعريف الغرب بأنجازات المرأة في مجتمعنا الشرقي، فالبرنامج  يهدف إلى تكوين أكبر موسوعة داخل مكتبة جورج واشنطن تضم قصص نجاح لسيدات حول العالم يمكن الأطلاع عليها في أي وقت و من أي مكان للأستفادة من تلك التجارب الواقعية، وتقليص الفجوة التي تقابلها الفتاة بعد الأنتهاء من المرحلة الجامعية وبداية انخراطها في سوق العمل، وأيضا لرفع درجة الثقة عند المرأة عند اقدامها علي الدخول في أي مشروع.

منذ بداية توليتي، تبنيت مشاكل الأسرة في المناطق العشوائية، وقمت بتعليم الفتيات بعض الحرف المهنية التي كانت تقتصر على الرجال كالنجارة والتجنيد وأعمال الطلاء، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لهن مناسبة من خلال التنسيق مع أحد المصانع الكبري، كما قمت بتسليط الضوء علي بعض النماذج الشرقية المضيئة في مجتمعنا العربي، ولعل أبرزهن، عضوة مجلس الأمة الكويتي حاليا صفاء الهاشم، والأعلامية البحرينية بروين حبيب، وعضو اتحاد الفيفا لكرة القدم و عضو البرلمان الحالي السيدة المصرية  سحر الهواري، بالأضافة الي غيرهن من النماذج الناجحة

برأيك، هل نظرة المجتمع الشرقي لسيدات الأعمال إيجابية بالقدر الكافِ الذي يؤهلها في اقتحام مجال ريادة الأعمال ؟

كلا، فيجب السعي إلى تغيير الفكر السائد في مجتمعنا العربي بأن المرأة مكانها المنزل بجانب زوجها وأولادها، وأنها لا تستطيع أن تكون قائدة وصانعة قرار، فكم من نساء حققن نجاحا باهرا في مجتمعهن وتقدمن به نحو الأمام، كما يجب السماح لها بالأندماج الأجتماعي، فالمرأة الشرقية على أتم الاستعداد لقيادة التغيير ولأن تكون في المقدمة وتثبت وجودها في مجالس الإدارة بصفتها محترفة وصاحبة أعمال.

كيف ومتي بدأتي الدخول في مجال إدارة الأعمال؟

بدأت منذ عشرون عاما بعد تخرجي من كلية التجارة بجامعة الاسكندرية، عملت في البداية موظفة في شركة والدي، ثم اتجهت للعمل بمفردي في مجال التجارة في الأمارات، ومن هنا بدأت رحلة الكفاح.

وما ابرز المعوقات التي كانت تعترك طريقك نحو النجاح؟ وكيف تخطتيها؟

طريق النجاح ليس سهلا ، بل كان محفوفا بالعديد من الصعاب والعقبات، أولهما كوني امرأة مصرية تنتمي لمجتمع شرقي له عادات و تقاليد يرفض الاعتراف بدور المرأة في المجتمع، بالإضافة إلى العقبات الرسمية التنظيمية والقانونية كأمكانية الحصول علي التمويل، ولاشك أن هذا يبطئ من وتيرة المساهمة التي يمكن أن تقدمها المرأة لمجتمعها، ولكن الشخص الناجح هو الشخص القادر بالفعل على تجاوز تلك الصعاب واستكمال مسيرته.

بعد ثورة 30 يونيو، هل تري أن الدستور الجديد يحصن حقوق المرأة بالشكل الكامل؟

الحقوق التي أقرها الدستور المصري الجديد للمرأة غير مسبوقة في الدساتير المصرية السابقة، لهذا لابد من الإعتراف أن هناك تحسنا فى أوضاع ومكتسبات المرأة المصرية، فاليوم أصبحت المرأة ممثلة في البرلمان بنسبة تفوق بكثير نسبة تمثيلها فيما قبل ثورة 30 يونيو سواء بالإنتخاب أو التعيين من قبل رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، ولكن يمكن القول بإنه لايزال التحدى الحقيقى مرتبط بالتمكين الاقتصادى للمرأة في مجتمعنا.

لعبت المرأة المصرية دورا مؤثرا في مجال السياسة وثورات الربيع العربي، هل تري أن المجتمع أعطاها حقوقها في الحياة السياسية؟

عاشت المرأة المصرية من 2011 -2013 مرحلة من التحولات والاحتجاجات والثورات الشعبية، فقد شاركت في الثورات ولعبت دورا هاما للمطالبة بحقوقها، و جاء الدستورالجديد لينصفها في أكثر من 20 مادة ، ولكن يبدو ان مخاوف التهميش والاقصاء جعلتها تعاني من تباطئ في وتيرة مساهمتها في الحياة العملية.

ما الدور المجتمعي والإنساني الذي تلعبه ريم صيام نحو غيرها من نساء وفتيات بلدها ؟

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل