المحتوى الرئيسى

أول مدرسة لتعليم النّساء فنون القتال في الأردن

03/04 18:37

في الطابق الرابع في أحد مباني عمّان، وداخل قاعةٍ كبيرة مُجهّزة بأحدث المعدات، تعلو وجوه الشابات ابتسامة عريضة، قبل أن يبدأن بالصراخ وهنّ يوجهن اللكمات القوية يمنةً ويُسرة.  

عشرون فتاةً يقفن جنباً إلى جنب بعض. يُنصتن بعناية إلى تعليمات لينا خليفة وهي تُدرّبهن على فنون القتال والدفاع عن النفس، في أوّل مدرسة لرياضة تمزج التايكواندو بالملاكمة مخصصة للنساء في الأردن، والّتي تجذب الشّابات الراغبات بحماية أنفسهن والهروب من الضغوط الاجتماعية.

بعد أن شكت إحدى الصّديقات لخليفة تعرّضها باستمرار للضّرب على يدي والدها وشقيقها في منزل العائلة، قرّرت إنشاء المركز.

تقول الشابة النّحيفة ذات الشّعر الأسود القصير المجعد القصير والحاصلة على عشرين ميدالية ذهبية مع منتخب الأردن بالتايكواندو: "هدفي هو تقوية المرأة وجعلها واثقة وقادرة على الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لأي تحرش أو مضايقة".

تُدافع المرأة، الّتي تبلغ من العمر 31 عاماً، عن مواظبتها على مثل هذه التمارين القويّة ضمن بيئةٍ محافظة بالقول: " أنا اعتبره تعليماً كالدراسة المدرسية أو الجامعية"، مؤكّدةً أنّه "ليس عنفاً وهو يُستعمل عند الضرورة وفي الوقت والمكان المناسبين".

وتشير إلى أنّ التّحرّش الّذي تتعرض له النّساء إحدى الأسباب التي تدفعها إلى مواصلة عملها"، موضحةً أنّ ""بعض المتدربات تعرّض إلى حالات سيئة جداً من العنف أو التحرش الذي وصل إلى حدّ الاغتصاب".

وتتابع خليفة: "ما يحفّزني أكثر هو أنّ القوانين ليست مع حماية المرأة أو إنصافها عند تعرضها للتحرش أو الاعتداء أو الاغتصاب في الدول العربية"، مشيرةً إلى أنّ "القانون يسقط العقوبة عن الرجل في حال زواجه من الفتاة التي اغتصبها مثلاً".

ومنذ افتتاح مركز "شي فايتر" (المقاتلة) درّبت خليفة أكثر من ألفي امرأة وشابة وطفلة تراوحت أعمارهن بين أربع سنوات و75 عاماً، بالإضافة إلى نحو 12 ألف امرأة أخرى بالتعاون مع المنظمات الدولية غير الحكومية كتدريب اللاجئات السوريات وعاملات المنازل القادمات من بنغلادش وسريلانكا وغيرها من الدول.

وتعدّت شهرة خليفة البلاد لتصل إلى العالم، فهي حائزة على من الأمم المتحدة على عملها، كما استقبلها رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما في أيار إلى جانب عدد من "قادة التغيير الاجتماعي" كما سمّاهم في البيت الأبيض. وتلقّت كذلك دعواتٍ لإلقاء المحاضرات في العديد من الدول الأوروبية ومقر البرلمان الأوروبي في بروكسل.

ويمزج المركز بين أكثر من رياضة من التايكواندو والملاكمة وأساليب للدفاع عن النفس.

تقول المتدربة فرح مراد، وهي طالبة ثانوية (18 عاماً)، إنّها انضمت إلى المركز قبل شهرين بعد أن تعرّضت للتحرش عندما كانت في طريقها للقيام بمشتريات بطلب من والدتها".

وتتابع: "كنّا في وضح النهار وكنت أمشي في طريقي إلى الدكان عندما أمسك شابّ كتفي من الخلف فجأة، فدفعته لا إراديا ولم أعرف حينها كيف أتصرف وماذا أفعل فهربت مسرعة عائدة إلى المنزل".

وتوضح أنّها بعد "الانضمام إلى المركز وتلقي دروس في فنون القتال والدفاع عن النفس، لم أعد خائفة وصرت أمشي في الشارع سواء في الليل أو النهار ورأسي مرفوع لأنّه صار بإمكاني الدفاع عن نفسي في حال تعرضت لموقف مشابه".

وتؤكّد ربا مساعدة (17 عاماً)، والتي تُريد أن تصبح طبيبة أسنان، أنّها تأتي إلى المركز فقط من أجل تعلم فنون التايكواندو.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل