المحتوى الرئيسى

مسؤول سابق بالمخابرات: داعش فخخ الموصل.. وسوريا أنعشت خزينة روسيا

03/04 16:54

تسليح الجيش الليبي أولى من التدخل الأجنبي

الحرب السورية أنعشت خزانة روسيا 

الوطن العربي واقع بين ثلاثة قراصنة

معظم مبايعي "داعش" لا علاقة لهم بالتنظيم

بالتحالف الإسلامي تركيا تجنب "الناتو" الحرب

لماذا تأخر تحرير صنعاء؟ ولماذا دعت القوى العظمى للهدنة في سوريا؟ وكيف سيؤثر التدخل الأجنبي العسكري على ليبيا؟ ولماذا ترفض روسيا تسليم حليفتها إيران صواريخ إس 400؟ و ما حقيقة التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل؟ ومتى تتحرر الموصل من قبضة داعش؟ كلها أسئلة مهمة تحتاج إلى خبير عسكري رفيع المستوى للإجابة عليها؛ لذلك التقينا  اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع في المخابرات الحربية سابقًا، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ليطلعلنا على التفاصيل الغائبة ويفسر لنا بعض الأمور الملتبسة.

إذا بدأنا من أكثر البقاع اضطرابا في المنطقة وهي سوريا.. هل لنا أن نسأل لماذا توافقت القوى الكبرى على تطبيق الهدنة في هذا التوقيت؟

لكل فريق في سوريا أهدافه التي دفعته للتوقف مؤقتا، فروسيا ثبتت أقدامها في سوريا واستطاعت تثبيت أقدام نظام بشار الأسد وتقدم الاثنان وكسبا أراض جديدة في ريف حلب وعززت روسيا قدرات الجيش السوري بالتسليح وخلافه، فكان الجيش السوري في حاجة لاستراحة يعيد فيها ترتيب قواته وتوفير العتاد وعلاج المصابين من أجل التمكن في استمرار القتال.

وبالنسبة للغرب فقد خشي من أن يستمر تقدم القوات السورية والروسية حتى تصل لحدود داعش بعد أن أزال المعوقات من قوات المعارضة حيث أن انتصار الجيش السوري على داعش يعني توحد سوريا تحت راية بشار وروسيا وهو ما لايريده الغرب.

وما سر تمسك روسيا بسوريا لهذه الدرجة؟

لو فقدت روسيا سوريا ستفقد أماكن استراتيجية مهمة والمجال الحيوي في المياه الدافئة في البحر المتوسط بجانب قاعدتها العسكرية في طرطوس، كما تخشى روسيا من نجاح الغرب في تقسيم سوريا وبعدها مد خط غاز من قطر مرورا بالعراق ثم سوريا والبحر المتوسط ومنه إلى أوروبا ما يزيد من إرهاق روسيا مادية واقتصاديا.

روسيا أنقذت بشار من الانهيار ولو سقط بشار ستزداد أوضاع سوريا سوءا ستصبح مثل ليبيا، الكل يضرب في الكل ولن يكون هناك كبير، فمهما كانت الأوضاع سيئة في سوريا إن سقط بشار ستكون أسوأ، وفي النهاية الجميع يلهث خلف مصلحته ولا أحد يكترث لمعاناة الشعب السوري التي تتضاعف.

كما أن روسيا منذ أن تدخلت استطاعت توجيه ضربات موجعة لتنظيم داعش الذي ظهر فجأة مسيطرا على مساحة 250 ألف كيلو متر بحجم بريطانيا بخلاف التحالف الدولي الذي أسسته أمريكا الذي وجه ضرباته لأكثر من سنة دون أي جدوى.

ولكن يقال أن روسيا تستخدم أسلحة محرمة دوليا كالقنابل العنقودية وخلافها وتستعرض بالأسلحة المتطورة في سوريا من أجل الحصول على نصيب أكبر من سوق بيع الأسلحة.. فمار ردك؟

لا يمكن إنكار أن الحرب السورية أفادت روسيا بشكل كبير وفتحت سوق السلاح لديها والآن السعودية والعراق والإمارات وغيرهم يريدون شراء الأسلحة من روسيا، والخزنة الروسية ومصانع السلاح الروسية بدأت تنتعش، وهو الخطأ الكبير الذي وقعت فيه أمريكا وأدركته متأخرة لذلك أخذت خطوات في وقف الحرب ولو مؤقتا لأنها تخسر نصيبا من سوق الأسلحة.

لماذا دشن التحالف الإسلامي العسكري؟

الغرب هو من دعا للدفع بقوات سنية لقتال داعش في سوريا، فهم يريدون أن يكون واحد من حلفائهم شريكا في سوريا من أجل أي ترتيبات مستقبلية بدلا ترك الساحة إلى أن تسيطر روسيا والأسد على كامل سوريا، حتى أن تركيا دخلت التحالف الإسلامي بإيعاز من أمريكا وحلف "الناتو" فتركيا لا تتحرك إلا بضوء أخضر من أمريكا والناتو حتى حين أسقطت الطائرة الروسية فلم تكن لتقدم على هذه الخطوة دون موافقة أمريكية.

وما الحكمة من دفع تركيا لدخول التحالف الإسلامي؟

دفع تركيا للدخول في التحالف الإسلامي لتجنيب حلف الناتو الانزلاق للحرب، فالحلف الأطلنطي قلق من أن تصطدم روسيا بتركيا في سوريا لأن في هذه الحالة يجب أن يتدخل الناتو لأن تركيا عضوا مهما به ولكن إذا ما دخلت تركيا الصدام مع روسيا ولكن تحت راية التحالف الإسلامي ففي هذه الحالة سيكون حلف الناتو بريئا منها ولن تندلع حرب عالمية.

وأردوغان حاول انتزاع تصريح من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن الاعتداء على تركيا هو اعتداء على أمريكا ولكن ذلك لم يحدث.

وكيف يمكن حل الأزمة السورية في وجهة نظرك؟

الحل تردد فيما قبل ذلك وهو اختيار حكومة وحدة وطنية خلال 6 شهور تحت قيادة الأسد وهي ستحكم سنة ونصف وبعدها يترشح من يريد أن يترشح ويأتي السوريون برئيس جديد سواء من المعارضة أو من نظام الأسد فالشعب من سيحدد.

هل تؤيد التدخل الأجنبي لضرب داعش ليبيا؟

يجب أن نعلم أن الغرب يحاول التدخل في ليبيا بعد زيادة نفوذ داعش وتوجهه ناحية الهلال النفطي حيث توجد آبار أمريكية وفرنسية ويحاول الغرب حماية مصالحه في ليبيا وليس أكثر، لذلك هم متعجلون في أمر تشكيل حكومة وفاق ليبية حتى يحصلوا منها على طلب ليشرع التدخل العسكري في ليبيا.

والأفضل لليبيا ليس التدخل الأجنبي ولكن رفع حظر التسليح المفروض على الجيش الليبي دون داعٍ، فكان هذا الحظر موجودا لمنع معمر القذافي من قتل شعبه ولكن الآن لم يعد هناك القذافي فما الداعي من وجود الحظر.

الأحسن لليبيا تشكيل حكومة وفاق ومن ثم رفع الحظر ودعم الجيش الليبي بصفقات أسلحة كبير وليس مجرد ذخيرة بجانب الدعم اللوجيستي والتدريب وهو كفيل بالتوجه لداعش والقضاء عليه وإن شعر الجيش الليبي أنه في حاجة لمساعدة فهو من يقرر حينها الاستعانة بمصر أو أي دولة أخرى ووقتها ستتدخل مصر لتحقيق الأهداف التي تخدم مصلحة ليبيا وليس المصالح الغربية، وبوجه عام أي تدخل أجنبي على غرار 2011 الذي تسبب في تدمير ليبيا وتسريح الجيش ما تسبب في تشكيل ميليشيات تقتل فيما بينها هو أمر مرفوض.

ويجب أن نعرف أن الطيران الغربي حينما تدخل في ليبيا دمر مخازن الأسلحة المتطورة جميعها في ليبيا ولم يبق سوى الأسلحة الصغيرة، رغم أنه كان مخولا فقط بالحظر الجوي أي منع طيران معمر القذافي من التحليق لقصف المدنيين، وهذه الأسلحة الصغيرة لا تسمح للجيش بالقضاء على داعش.

وكيف نبت داعش في ليبيا؟

شرق ليبيا آهل بالقبائل وهم أكثر ترابطا وسيطرة على الأوضاع بجانب دعمهم للجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر أما في الغرب فبه مجرد عائلات صغيرة فظهرت ميليشيات متعددة وفي ظل هذه الفوضى ظهرت جماعة متطرفة حاولت  السيطرة على مدينة درنة وهي منطقة أعلى البحر ومحاصرة بالجبال وأعلنوها ولاية إسلامية ليتحكموا في البترول ، ولكن وجدوا أنفسهم ضعفاء فقرروا مبايعة تنظيم داعش بحثا عن العزوة والنفوذ وحتى يصبح راية ينضم لها أشخاص آخرون وهذه خطورة داعش أنها فكرة من الممكن أي قطاع طرق يعلنون مبايعتهم لداعش وييستخدمون اسمهم دون أن يكون لهم علاقة بالتنظيم.

وبدأ عناصر السلفية الجهادية في ليبيا خاصة العائدين من الدول الإفريقية في الانضمام لمن أعلنوا تأسيس داعش ليبيا فبدأ حجم التنظيم الوليد يتزايد ويتوسع في ليبيا ويتوجهون للهلال النفطي.

سنة مضت على انطلاق عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية بعد انقلاب الحوثيين على شرعية الرئيس اليمني منصور هادي .. وإلى الآن لم تحرر صنعاء من قبضتهم فلماذا؟

صنعاء محاطة بالجبال من كل الجوانب بـ360 درجة، هذه الجبال نسميها في العسكرية هيئات حاكمة أو استراتيجية تدافع عن المدينة بشكل كبير، بجانب أن اليمنيين مقاتلون أشداء، فبأقل إمكانات وأضعف أسلحة يمكن للمقاتل اليمني المكوث تحت أي صخرة لفترات طويلة لمنع أي قوات من التدخل.

بجانب ما سبق أي قوات تريد دخول صنعاء ستمر خلال دروب ملتوية عرضها "شبر أو شبرين" وأي أحد يغلق هذه الطرق  بأي وسيلة سيعرقل هذه القوات كما أن السعودية تسمح بمرور المساعدات الإنسانية بعكس ما يحدث في سوريا، ولكن يستغل الحوثيون ذلك ويأخذون المعونات لأنفسهم ما يساهم في صمودهم.

هل يعني ذلك أن تحرير صنعاء لم يحسم عسكريا؟

تحرير صنعاء سيحدث عاجلا أ آجلا، فمهما صمد الحوثيون سينهارون في النهاية ، ولكن الأمر سيستغرق بعض الوقت، ولكن المهم الوصول لحل سياسي بدلا من العسكري، مفيدا بأن الحسم العسكري سيخلف وراءه خلايا تثير القلاقل  استمرار.

عقدت السعودية والإمارات ومصر في الفترة  الماضية أكبر صفقات عسكرية في تاريخهم والبعض رأى أنها كانت مبالغة بعض الشيء فهل تتفق أم تختلف مع هذا؟

ليس هناك أي مبالغة  فنحن واقعون بين ثلاثة قراصنة ينتظرون احتضار الوطن العربي لينالون منه وهما تركيا التي تريد إعادة الإمبراطورية العثمانية، وإيران التي دولة صفوية لذلك تريد السيطرة على السعودية لتنشر الفكر الشيعي من خلال الحرم، والثالث إسرائيل التي تريد الجميع أن يفني بعضه لتتدخل هي في النهاية.

وبالنسبة لمصر فطوال الفترات الماضية كان هناك تفوق هائل بين إسرائيل ومصر لأن أمريكا كانت المسؤولة عن تسليح الطرفين فكانت ترجح دفة إسرائيل دوما ولكن بعد 30 يونيه كسرت مصر القيود ونوعت مصادر تسليحها لتقليل الفجوة وأبرمت صفقات مع روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا حتى لا يلوي أحد ذراعنا.

ولماذا ترفض روسيا منح إيران صواريخ إس 400 رغم أنهما حلفاء؟

هذه مساومات سياسية حتى لا تغضب روسيا الدول العربية التي شرعت في شراء أسلحة منها وتضخ دولارات مليارات في الخزانة الروسية لتعطي رسالة للخليج "أنا إديتهم صواريخ إس 300 وما اديتهمش إس 400" وفي النهاية تعلم روسيا علم اليقين أن العرب لن يهاجموا إيران وإسرائيل لن تفكر يوما في قتال إيران لأنها تريدها "بعبع" للعرب وهدف كل من إيران وإسرائيل تقسيم المنطقة.

 إسرائيل تتحدث دوما عن تنسيق أمني كبير بينها وبين مصر حول سيناء فما صحة ذلك؟

التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل حول سيناء منطقي مادام عدوهما مشترك تجنبا للفهم الخاطئ، فمصر وإسرائيل جارتان وبينهما معاهدة سلام ولديهما عدو مشترك وهو الإرهاب ربما يهدد مصر أو إسرائيل لذلك من الطبيعي أن يكون هناك تنسيق معلوماتي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل