المحتوى الرئيسى

مايكل عادل يكتب: خمس فُرَص صحفيّة غير مُهدرة أمام “ليوناردو” و”أليخاندرو”

03/04 10:33

فقط خمسة أسئلة، خمس فرص صحفيّة لخمسة صحفيين في مجال الفَنّ على مستوى العالَم، ليتم من خلالهم محاورة نجوم اليوم.

والمختلف في هذا اليوم هو حصول النجم العالمي “ليوناردو دي كابريو” على أول جائزة أوسكار كأحسن ممثل في تاريخه، بعد ستّة ترشيحات لم يحصل خلالهم على الجائزة، بالإضافة إلى حصول مخرج فيلمه “العائد”، المخرج المكسيكي “أليخاندرو جونزاليز إناريتو” على جائزة أوسكار كأفضل مخرج للعام الثاني على التوالي بعد حصوله عليها عام 2015.

لم يكن مطلوبا من أي صحفي جاء بشكل رسمي للتغطية سوى تسجيل اسمه في الحضور ليدخل الغرفة الإعلامية والمشاركة في المؤتمر الصحفي، وبعدها سيتم اختيار فقط خمسة صحفيين بخمسة أسئلة يتلقاها كلا النجمين للإجابة عليها منهما.

حفلٌ واحدٌ في العام، وفرصة واحدة لصحفيّ ربما لا تتكرر مرّة أخرى، ينتهز خلالها فرصة مثول الفنّان أمامه ليطرح عليه سؤاله الأهم بين ما يدور في ذهنه من أسئلة يتحيّن تلك الفرصة ليجد لها جواباً، أو بشكل أكثر احترافيّة هو سؤاله الأهم الذي سيُبرز من خلاله جانباً من شخصية الفنان يريد أن يختبر وجوده، ومن ثَمّ تراه الجماهير.

وفي المؤتمر الصحفي للفائز بأوسكار أفضل ممثل لعام 2016 “ليوناردو دي كابريو”، والفائز بأوسكار أفضل مخرج للعام ذاته، تم إعطاء الاستثناء لسؤالٍ سادسٍ، أي فرصة سادسة لا تسنح دائماً لأحدهم، ولكن كان لدينا خمس فرص صحفيّة فقط غير مُهدرة تم من خلالها فتح مجال الشرح والسرد من قِبَل كلا النجمين أكثر من مرّة.

في السؤال الأول، قام الصحفيّ بطرح سؤاله على “أليخاندرو” عن ما يمثّله له فوزه للعام الثاني على التوالي بجائزة أوسكار كأفضل مخرج، وأضاف في مزحة مع “دي كابريو” متسائلا عن ما إذا كان سبق له الفوز بالجائزة ليجيبه “ليو” ضاحكاً “لم يحدث ذلك، آسف!”، ثم تقدّم “أليخاندرو” ليجيب قائلاً بإنه في هذا العام يشعر بسعادة أكبر، فكُل فيلم له هو بمثابة ابن وابنه لهذا العام هو تلك التجربة والمشروع الفني الذي شاركه فيه “ليو” وفازا معاً بالجائزة، وكذلك فاز أيضاً “إيمانويل لوبزكي” بجائزة أوسكار كأفضل تصوير سينمائي عن الفيلم نفسه، بالإضافة لترشّح عدد كبير من فريق العمل للجائزة، والذي وصفه “إيناريتو” بأنه فريق مميّز وقد سعد بالعمل معهم وسعد أكثر بالاحتفال معهم اليوم.

أما السؤال الثاني فقد وجّهت الصحفية كلامها لهما على حد سواء متسائلة عن ما يجده الفنّان ويحبّه في أن يكون راوٍ وحكّاء للقصة الدرامية. وهنا بدا الإعجاب على وجه ليو، وبدأ بالفعل في سرد جزء من تفاصيل نشأته في شرق لوس أنجلوس وكم كان قريباً لاستوديوهات هوليوود وكم كان ينفصل تماماً عن حياته بأكملها ويهيم في متابعة صناعة الفن والدراما، وكم كان محظوظاً حيث كان والداه يشجعانه ليكون جزءا من تلك الصناعة، ويذهبون به بعد المدرسة للمشاركة في تجارب الأداء مع الأطفال، وأضاف “ليو” أن ذلك كان حلمه منذ أن كان في الرابعة من عمره، فتلك هي حياته، وفيلم “العائد” بالنسبة له كان خطوة هامة في ذلك الطريق خاصة ما تداوله مع المخرج وفريق العمل خلف الكاميرات من نقاشات حول القصة وكيفية تقديمها، والتي تم ترجمتها سينمائيّاً إلى ما شاهده الناس على الشاشة، وختم إجابته بأن ذلك الفيلم كان قَصّاً لقصّة حقيقيّة، وأنه كان رحلة ممتعة وخبرة هامّة أنتجت عملاً سيعيش لسنوات طويلة.

وأضاف “أليخاندرو” بأن صناعة القصّة وسردها بذلك الشكل هو أمر ممتع جدا بحيث أنك كمبدع تمتلك إمكانيّة التخليق والتحكّم في تفاصيل حياتيّة تنتقل خلالها بين مشاعر متباينة من حب وخوف وشجاعة وغضب، وكل ذلك دون خوف من مفاجآت الحياة الواقعيّة، واسترسل في الشرح قائلاً بأنك هنا كأنك تمتلك كبسولاً من الأكسجين تدب الحياة من خلاله في القصة وتفاصيلها.

وفي السؤال الثالث أرادت الصحفيّة أن تقدّم سؤالها بصيغة تحمل بعض المزاح، حيث أرادت أن تستفهم عن مدى أهميّة الجائزة بالنسبة لـ “ليوناردو” من خلال سؤالها عن أين سيحتفظ بجائزته الأولى. وهنا ضحك “ليو” وأضاف لسؤالها قائلاً بأن عليها أن تسأل “أليخاندرو” عن أين سيضع جائزته الثانية ليقوم “إيناريتو” هنا بوضح التمثال الذهبي على رأسه ضاحكاً، ثم يبدأ “دي كابريو” في الحديث قائلا بأنه من المدهش أن اثنين من الأجانب وهم المُخرج ومدير التصوير أصحاب الجنسية المكسيكيّة أن يحصل أحدهما على جائزتيّ أوسكار والآخر على ثلاث جوائز، ويكون البطل الأميركي للفيلم هو من يحصل للمرة الأولى على الجائزة حين يتعاون معهما، وأضاف بأنه فخور بالعمل مع هذين الرجلان، لأنهما يمثلان أجمل وأفضل ما في تلك الصناعة من مبادئ ومنجزات، ليلتفت إلى “أليخاندرو” ويهنئه بالفوز.

أمّا السؤال الرابع وقد طرحه اثنان من الصحفيين، أحدهما قام بتوجيهه إلى “أليخاندرو” والأخرى إلى “ليوناردو”، وقد كان عن ما قاله كل منهما أثناء تسلّمه للجائزة. وقد تحدّث “أليخاندرو” عن ما قال من رفضه للكلام بشأن السود والبيض ومكانهما من الجائزة، حيث شرح بأن الإنسانية قد تجاوزت كل تلك التصنيفات التي تجعل الإنسان يرى الأمور بزاوية أقل عمقا وأكثر ضحالة، فبدلا من أن نتجاوز تصنيف بعضنا البعض لأبيض وأسود وشرق أسيوي ولاتيني وقوقازي، فعلينا أن ندرك من زاوية أخرى كم نحظى بذلك التنوّع الثقافي والعرقي واختلاف الرؤى الفنيّة والإنسانيّة لكل شيء.

وفي هذا الشأن تحدث “ليو” عن أنه قرر استغلال مشاهدة مئات الملايين من البشر له في تلك اللحظة ليتحدث عن شيء حقيقي، يحدث بالفعل ويهدد الجميع وهو ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيّر المناخي، فهناك في الصين والهند وأوروبا وأفريقيا شعوب بأكملها مهددة وتعاني بالفعل من تلك الظاهرة، وأنه يدعو الجميع بأن يتركوا صراعاتهم السياسية والعرقيّة ويلتفتوا إلى ما يتربّص بالجنس البشري من مخاطر حقيقية قد لاحظها ولمسها بنفسه حينما اضطروا كفريق عمل إلى الذهاب إلى أقصى الشمال، أو على نحو تعبيره، إلى أقصى أطراف كوكب الأرض ليجدو الجليد الذي يحتاجونه في تصوير الفيلم.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل