المحتوى الرئيسى

القلق يساور نصف مليون لبناني يعملون في الخليج بينهم 300 ألف في السعودية

03/03 17:44

حالة من الخوف والترقب يعيشها نحو 300 ألف لبناني يعملون في المملكة العربية السعودية، من إجمالي نصف مليون في دول الخليج، في ظل تأزم علاقة بلادهم مؤخراً مع السعودية ودول الخليج، بسبب حزب الله.

نبرة الخوف والقلق هذه بدت ظاهرة في كلمات رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير، الذي عبر عن تخوّفه على مصير عشرات الآلاف من اللبنانيين المرتبطين بالخليج والشركات اللبنانية الموجودة في تلك الدول.

وبانفعال سأل شقير عما سيكون عليه مصير الاقتصاد اللبناني في حال قررت دول الخليج، وبينها السعودية، إقفال حدودها أمام الصادرات اللبنانية، خاصة أن دول الخليج تمثل وجهة 75% من الصادرات الزراعية، و53% من الصادرات الصناعية للبنان.

كما تعد الاستثمارات السعودية من أبرز الاستثمارات الأجنبية في لبنان، خصوصاً في القطاعين العقاري والفندقي.

قيمة تحويلات اللبنانيين من دول الخليج بلغت 7 مليارات و500 مليون دولار عام 2015، وفق المحلل الاقتصادي رئيس قسم الأبحاث في بنك بيبلوس، نسيب غبريل، الذي يرى أن المخاوف من ترحيل اللبنانيين وتراجع التحويلات التي تشكل أبرز دعائم الاقتصاد اللبناني، "غير واقعية وتأتي من باب التهويل".

قناعة غبريل تميل إلى أن قرار المستثمر السعودي أو الأجنبي عموماً لا يرتبط بالتوجهات السياسية الرسمية، وإنما يستند إلى دراسات الجدوى ودراسات السوق، وفق معايير علمية.

عديد من اللبنانيين عبّروا من خلال وسائل الإعلام عن خشيتهم من خسارة مورد رزقهم في دول الخليج، ومن بين هؤلاء رجل أعمال يعمل في الإمارات - رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس - قال: "يجب أن أجدد إقامتي قريباً، وأنا أخشى فعلاً ألا أحصل على هذا التجديد".

المحلل السياسي والسفير السابق في واشنطن عبدالله بوحبيب صرّح لـ"فرانس برس" بأنه يرى اللبنانيين غير قادرين على خوض حرب بالوكالة عن السعودية في المنطقة، في ظل وجود خلاف سُني شيعي، لكنه يؤكد حاجة لبنان إلى التوازن، والحفاظ على الوحدة الوطنية أكثر من حاجتها إلى التضامن مع أي بلد صديق في الخارج.

وتأتي الأزمة اللبنانية السعودية على خلفية أزمة سياسية حادة في لبنان مرتبطة بالانقسام حول النزاع السوري.

وتنقسم الحكومة اللبنانية بين كتلتين سياسيتين كبيرتين إحداهما مدعومة من السعودية (قوى 14 آذار)، وأخرى من إيران (حزب الله وحلفاؤه)، ما يجعلها عاجزة عملياً عن اتخاذ أي قرار.

وتشهد العلاقة بين السعودية ولبنان توتراً غير مسبوق في تاريخ البلدين بعد سلسلة إجراءات اتخذتها المملكة ضد لبنان، محمّلة حزب الله المدعوم من إيران مسؤوليتها، ما يشكل - وفق محللين - رداً واضحاً من الرياض على طهران يدفع ثمنه اللبنانيون.

ويقول رئيس قسم العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في بيروت، هلال خشان، لوكالة فرانس برس إن "التوتر في العلاقة بين البلدين غير مسبوق".

ويضيف: "تجد السعودية نفسها في مأزق بعد تفاهم الولايات المتحدة مع إيران (الاتفاق النووي)، ومع روسيا في سوريا، في وقت ترى إيران تتمدد في المنطقة. يعتبر السعوديون أنه لابد من الرد على إيران بطريقة ما، لذا فهم يردون عليها في لبنان بالضغط على حزب الله".

أما الباحث اللبناني وضاح شرارة فيعتبر أن التطورات الأخيرة بين السعودية ولبنان "جزء من النزاع الإقليمي العريض بين السعودية وإيران".

وقرر مجلس التعاون الخليجي، أمس الأربعاء 2 مارس/آذار 2016، اعتبار "ميليشيات حزب الله بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها، منظمة إرهابية"، وأعلن عزمه اتخاذ إجراءات بحق الحزب اللبناني.

ويأتي القرار بعد أقل من أسبوعين على وقف السعودية مساعدات إلى الجيش وقوى الأمن اللبنانية بقيمة أكثر من 3 مليارات دولار، بسبب "مواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة".

وأتبع هذا الموقف بطلب دول خليجية من رعاياها مغادرة لبنان وعدم زيارته.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل