كيف يتعامل مريض التصلب المتعدد مع مشاكل الرؤية؟

80% من المصابين بمرض التصلب المتعدد يعانون من مشاكل في الرؤية، النوع الأكثر شيوعا منها هو التهاب العصب البصري، مما قد يتسبب في عدم وضوح الرؤية وانخفاض حدة البصر، وانخفاض الرؤية المحيطة وانعدام الرؤية المركزية، والتي يرى فيها المريض ثقبا أسود في مركز مجال الرؤية، كما أن بعض المرضى قد يعانون من رؤية بقع سوداء صغيرة متناثرة، وفي بعض الأحيان قد يصاب المريض بالعمى، وغالبا ما يؤثر التهاب العصب البصري على عين واحدة في كل مرة.

وعلى الرغم من أن التهاب العصب البصري قد يكون عرضا مزعجا ومقلقا لكثير من المرضى؛ فإنه عادة ما يزول تماما، ولكن المخيف هو أن بعض المرضى يستيقظون ليجدوا أنهم أصيبوا بمشاكل في الرؤية، ولكن الإصابة بالعمى نادرا ما تحدث لمرضى التصلب المتعدد.

عند حدوث مشاكل في الرؤية يجب استشارة الطبيب على الفور لعودة الحالة إلى طبيعتها حتى لا تحدث انتكاسات أخرى، وغالبا ما يصف الطبيب علاجا عن طريق الحقن لبضعة أيام.

هناك أعراضا نادرة أخرى تحدث نتيجة التهاب العصب البصري، وهي أكثر دواما عن غيرها، مثل تغير رؤية الألوان، وانخفاض استجابة الحدقة للتغييرات الطيفية وغيرها.

حكى أحد المصابين بمرض التصلب المتعدد عن تجربته مع مشاكل الرؤية قائلا: "كنت أجد مشكلة عند القيادة ليلا، وكنت ألجأ إلى ارتداء النظارات الشمسية ليلا لأتمكن من قيادة سيارتي، وعندما شعرت بمشكلة في تغير رؤيتي للألوان اعتقدت أنها مشكلة مؤقتة، وفي البداية ظننت أن نظارتي غير نظيفة وملطخة ولكن بعد أن قمت بتنظيفها وجدت نفس المشكلة، فأدركت بأن المشكلة ليست في نظارتي وإنما في عيني".

وأضاف: "ذهبت لرؤية طبيب العيون ولكنه لم يجد خللا في أعصابي البصرية وقال إنه لا بأس بها، ولكن لم تختفي المشكلة، وأدركت بعدها أنني أعاني من مشاكل في الرؤية مرتبطة بإصابتي بمرض التصلب المتعدد".

على مريض التصلب المتعدد الذي يصاب بمشاكل في الرؤية أن يقبل التغييرات ويستوعب حالته والوقع الذي يعيشه ولا يتجاهل الأمر، وقال أحد المرضى: "لا أقول إنني سعيد بوجود هذه المشاكل لدي، فليس من السهل أن يتقبل الشخص أن لديه مشاكل في بصره، ولكن عليه تقبل الأمر والاقتناع بأن العصب البصري لازال سليما ولكنه يعاني من مشاكل بسيطة ويجب التعامل معها".

وأضاف: "عانيت من مرض في عيني لبضعة أشهر، وكنت أشعر بالإنزعاج أكثر في الليل، فكلما حاولت النوم وأغمضت عيني شاهدت فلاشا من الضوء، وكان يفقدني الكثير من ساعات النوم، ولكنني في نهاية المطاف استطعت العلاج من هذه المشكلة بفضل الصبر والثقة في طبيبي وفي العلاج، واستجابة عيني بسهولة للأدوية وتقدمت حالتي كثيرا حتى استقرت".

مريض التصلب المتعدد بحاجة إلى الاهتمام بنفسه واستيعاب احتياجات جسمه، والبحث عن طرق لعلاج المشكلات التي يمر بها، بما فيها الرؤية، فعليه أن يستوعب أن رحلته مع مرض التصلب المتعدد ستضطره لمواجهة مشاكل الرؤية مرات متعددة حتى لا يصاب بالعمى، ولذلك عليه التعامل مع جسمه على هذا الأساس واتباع الخطوات التي تحد من أعراض المرض مثل الاسترخاء ومكافحة القلق والتوتر.