المحتوى الرئيسى

جهات رسمية وشخصيات عامة متهمة بـ«التطبيع»

03/03 17:21

اتسعت رقعة الاتهامات بالتطبيع مع إسرائيل، التي تلاحق شخصيات سياسية وبرلمانية وإعلامية ورياضية، في نقطة تحول على الساحة المصرية، طالت مؤخرًا، مؤسسات الدولة الرسمية، عقب تعيين القاهرة، الأسبوع الماضي، سفيرا جديدا لها في تل أبيب، بعد أن ظل هذا الموقع شاغرا منذ أن استدعى،الرئيس المعزول محمد مرسي، السفير المصري عام 2012.

وشهد الفضاء الإعلامي، خلال الأيام الماضية، تصاعدا لأزمة تلاسن واتهامات متبادلة حول تطبيع شخصيات عامة مع جهات إسرائيلية، رغم تحذيرات سابقة أطلقتها، ذات الشخصيات، من خطر المشروع الإسرائيلي على مصر.

وفي تقرير لها قالت وكالة "قدس برس" إن منحنى التلاسن اتخذ شكلاً تصعيديًا في أعقاب استقبال النائب السابق توفيق عكاشة للسفير الإسرائيلي لدي القاهرة حاييم كورين، الأربعاء الماضي في منزله، وهي الخطوة التي أثارت غضب البرلمان ، ما دفعه لإحالة "عكاشة"، إلى لجنة تحقيق خاصة، استجابة لبيانات عاجلة وطلبات إحاطة ،قدمها عدد من النواب، تطالب بإسقاط عضويته، وأسقطت عضويته أمس، بأغلبية الأصوات.

وأعقب حادثة النائب "عكاشة"، دخول عضوي مجلس النواب "مرتضى منصور"، ونجله "أحمد"، المسؤولان في نادي الزمالك الرياضي المصري، خلال اليومين الماضيين أيضًا على خط الاتهام بالتطبيع، عندما نشرت تقارير صحفية محلية مستندات تفيد بتعاملهما مع أحد البنوك الإسرائيلية، في صفقة التعاقد مع المهاجم الزامبي "إيمانويل مايوكا"، وهو ما تم نفيه بشدة من جانب منصور، عتبرًا أنه لا أساس له من الصحة.

وعلى المستوى الرسمي، تقام علاقات سياسية واقتصادية، مع الجانب الإسرائيلي، كان آخرها عودة سفير إسرائيل إلى القاهرة، مؤخرًا، بعد غياب منذ ثورة 25 يناير 2011، فيما تواجه هذه العلاقات رفضًا كبيراً على المستويين الشعبي والنقابي، لسنوات طويلة.

غير أن السلطات المصرية لا تُفصح عادة عن إجراءات تتخذها مع إسرائيل خوفًا من الغضب الشعبي، لكنّ الاتهامات المتبادلة بالتطبيع مع الحكومة الإسرائيلية، خلال اليومين الماضيين، شملت المؤسسات الرسمية للدولة، وذلك بعد تعيين القاهرة، الأسبوع الماضي، "حازم خيرت" سفيرا جديدا لها في تل أبيب.

وبات خيرت، أول سفير مصري يتولى مهام هذا المنصب، بعد أن كان "مرسي"، قد استدعى سفير بلاده، عاطف سالم، من تل أبيب عام 2012 ، احتجاجاً على شن إسرائيل حربا على قطاع غزة، 14 نوفمبر من العام نفسه، واستمرت 8 أيام، دون أن يعيده، حتى الإطاحة به في يوليو2013.

وفي ذات السياق، أفصح الإعلامي والنائب البرلماني السابق توفيق عكاشة في تصريحات تليفزيونية عن معلومات قال إنها "موثقة بالمستندات"، تشير إلى ترتيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للقاء جمع الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي باراك أوباما، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما لم ترد الرئاسة بعد.

وقال "عكاشة"، في حديث تلفزيوني الأحد الماضي، عقب الهجوم الذي طاله لاستقباله السفير الإسرائيلي، إن "الدولة المصرية بكافة مؤسساتها تتعامل مع إسرائيل على كافة المستويات".

وزاد من حدة الانتقاد للسلطات المصرية ما صدر خلال الأشهر الأخيرة، من تصريحات عن مسؤولين إسرائيليين، تشيد بالعلاقة مع مصر، التي تعتبر أول دولة عربية تبرم اتفاق سلام مع إسرائيل عام 1979.

وقبل نحو أسبوعين، زار وفد صحفي مدينة تل أبيب، من بينهم "رامي عزيز" الصحفي والكاتب المصري (قال نقيب الصحفيين إنه غير مقيّد في سجلات النقابة)، وفق تصريحات للناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي، رحب فيها بزيارة الوفد لإسرائيل، ووصفها بـ"المبادرة الرائعة".

الواقعة أثارت غضب ناشطين عرب على مواقع التواصل الاجتماعي، فشنوا هجومًا على الصحفي المصري، مطالبين بضرورة التحقيق معه.

وأعادت زيارة وفد الصحفيين المصريين، إلى الأذهان، واقعة حدثت في 14 سبتمبر2009، عندما اتخذت هالة مصطفى، رئيس تحرير مجلة "الديمقراطية" (قومية)، قرارًا، بدون علم مؤسستها الصحفيه "الأهرام"، باستقبال السفير الإسرائيلي في القاهرة، شالوم كوهين (آنذاك).

ولم تقتصر الاتهامات بالتطبيع مع إسرائيل، على السياسيين، بل امتدت لطبقة الرياضيين، حينما كشف المتحدث باسم الاتحاد المصري لكرة القدم، "عزمي مجاهد"، في تصريح تليفزيوني، قبل حوالي أسبوع، أن اللاعبين المصريين محمد النني (المحترف في الدوري الإنجليزي)، ومحمد صلاح (المحترف في الدوري الإيطالي) لعبا مباريات في تل أبيب.

وقال، في ذات التصريحات، إن "الرياضة لا علاقة لها بالسياسية"، داعيًا في الوقت نفسه إلى إقامة مباريات مع الفريق الإسرائيلي في تل أبيب.

صفحة "إسرائيل في مصر" باللغة العربية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تلقفت دعوة المسؤول الرياضي وطرحت تساؤلاً، الأحد الماضي، "هل من الممكن أن تعقد هذه المباراة في يوم من الأيام ؟ لنتخيل أنه في الأسبوع القادم سوف تعقد مباراة ودية بين الفريقين المصري والإسرائيلي، وإننا سوف نتمنى أن تكون مباراة حماسية وسوف نتمنى التوفيق للفريقيين".

إزاء ما سبق فإن السلطات في مصر ما تزال صامتة بشأن اتساع رقعة التطبيع مع إسرائيل، وسط غضب شعبي عارم طالب في كثير من المواقع، بإحالة المطبعين إلى المساءلات القضائية والفصل من مواقعهم الرسمية، وكان أبرزها مؤخرا إسقاط عضوية عكاشة التي راها نواب تعبير عن الرفض الشعبي للتطبيع مع إسرائيل، فيما أكد رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، أن الإسقاط ليس متعلقاً بمقابلة سفير دولة أجنبية ولكن مناقشة موضوعات تمس الأمن القومي أثناءها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل