المحتوى الرئيسى

تسرع أو انعدام للحرفية: مواقف لمراسلين عرب تكاد تكون كارثية

03/02 16:33

ينشغل العالم منذ يومين بأخبار جائزة أكاديمية فنون وعلوم السينما، جوائز الأوسكار. من فوز ليوناردو دي كابريو أخيراً بعد ترشحه للجائزة ست مرات سابقة لم ينلها فيها، إلى الدعابات الطريفة التي أطلقها مقدم الحفل عن عدم ترشح أي ممثل أو تقني من أصول أفريقية لأي جائزة هذه السنة، موجهاً رسالة واضحة إلى إمكانية التمييز العنصري الذي حصل في الأكاديمية. بالنسبة إلى العرب، كان خبر خسارة الفيلم الأردني "ذيب" من أبرز ما تحدثت عنه وسائل الإعلام العربية.

أما اليوم الأخير، فانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي العربية، بخبر مختلف في هذا الخصوص، أكثر طرافة، إنما أكثر إحراجاً. فخلال المؤتمر الصحافي الذي أقامه دي كابريو بعد حفل توزيع الجوائز، تقدّمت صحافية مصرية، عرفت عن نفسها بأنها الصحافية المصرية الأولى التي تغطي حفل الأوسكار، وطرحت على الممثل العالمي سؤالاً أثار سخريته وضحك جميع من في القاعة استهزاءً.

ليست الصحافية المصرية شيماء عبد المنعم المثال الأول للصحافة العربية في تقديم الحد الأدنى من المهنية وفي مواقف عدة وسياقات مختلفة. من عدم المهنية في تغطية حدث ما، إلى الانحياز الواضح إلى طرف ما في نزاع، وإلى مواقف لا إنسانية، إليكم قصة الصحافية المصرية، وأسئلة أخرى طرحها صحافيون عرب، كان يجب أن لا يطرحوها في مواقف مختلفة.

أخيراً وبعد انتظار دام طويلاً، نال ليوناردو دي كابريو جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم The revenant، الأمر الذي جعل المؤتمر الصحافي الخاص به مزدحماً بالأسئلة والافتراضات والتوقعات. قبل أن تعرف عن نفسها، حاولت شيماء عبد المنعم أن تخاطب دي كابريو لتلفت انتباهه بقولها: "هاي ليو". وبعد أن عرفت عن نفسها، طرحت سؤالها: "?Your first Oscar, what about it" ويعني: "جائزة الأوسكار الأولى لك، ماذا عنها؟". لم يفهم دي كابريو ماذا تقصد، فحاول أن يتملص من الموقف المحرج بأن سألها أن تعيد السؤال فأعادته نفسه، وبعد الضحكات التي أطلقها الجميع، حاول الفنان احترامها، وأجاب بأن الشعور رائع، وبضع كلمات عامة أخرى.

اعتبر الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأمر فضيحة للعالم العربي وللصحافيين العرب، وتم تحميل الفيديو، ومشاركته على الكثير من صفحات موقعَيْ Facebook وTwitter مع تعديلات ساخرة وإضافات للهجة المصرية وغيرها، بينما قال آخرون: "لو أرسلنا ريهام سعيد لكان أفضل".

في سبتمبر 2012، وقعت مجزرة ضخمة في مدينة داريا السورية في الريف الغربي للعاصمة، والملتصق بها في الغوطة الغربية، أوقعت نحو 230 قتيلاً مع التحفظ على الرقم، كون الاحصاءات الدقيقة من قلب الحرب السورية غير ممكنة. بشكل أو بآخر تتشابه المجازر التي حصلت في سوريا كلها بأجزاء من السيناريوهات بحسب كل طرف من الصراع، لكن ما أثبتته قناة الدنيا السورية في تقريرها عن هذه المجزرة، هو انعدام إنسانيتها. فبغض النظر عن إحدى القواعد الأولى في الصحافة التي تقتضي بعدم التركيز على المشاهد الدموية ووجوه الضحايا، تجولت مراسلة القناة بين الجثث، متهمة "الإرهابيين بقتل المدنيين"، ثم تصادف امرأة كبيرة في السن جريحة وملقاة على الأرض فتسألها: "احكيلنا مين ضربك خالة؟"

من منا لا يذكر حيدر، الذي تعرض لإصابة كبيرة في انفجار برج البراجنة الأخير في الضاحية الجنوبية لبيروت نوفمبر العام الماضي؟ لم يكن حيدر وحيداً في الشارع حين وقع الانفجار، بل كان مع ذويه في السيارة، وفقد والديه في الانفجار. وفي الوقت الذي يجول فيه مراسل قناة المنار على المستشفى ليجري مقابلات مع الجرحى، يلتقي حيدر، وبعد أن يسأله: "مين عمل فيك هيك؟" ويجيبه الطفل: "الانفجار"، يعاجله بسؤال آخر: "ماما وبابا وينن؟". فما كان من الطفل المسكين الذي لم يعلم شيئاً عن أهله، إلا أن أجابه: "بعدهن بالسيارة".

يوم 17 نوفمبر 2012، وقع حادث مروع في محافظة أسيوط المصرية. إذ أدى اصطدام قطار بحافلة مدرسية إلى كارثة بشرية، وصل عدد ضحاياها إلى 50 تلميذاً وسائق الباص وواحدة من معلمات المدرسة. كانت الكارثة هائلة إلى درجة تقديم وزير النقل المصري استقالته إثر وقوعها، بعد أن سبقها حادث مروع آخر بأيام. وذهب مراسل قناة الجزيرة إلى مستشفى أسيوط لينقل الخبر الدقيق إنما بعيد كل البعد عن المهنية، إذ حاول أن يتكلم مع أهالي الضحايا ويحثهم على قول أشياء لم يكونوا في حالة مناسبة لقولها. وبعد أن يسأل أحد الأطفال المصابين من الحادث عما حصل ويجبره على إعادة الجملة نفسها مرات عدة، يسأله عمن كان معه في الباص، فيقول الطفل: "صحباتي"، فيقول له المراسل: "عارف إن في ناس فيهم ماتوا؟".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل