المحتوى الرئيسى

الهدنة السورية وخيوط الحل السياسي الواهية

03/02 10:25

وقف إطلاق النار في سوريا مقدمة لتفاهمات سياسية

واشنطن تحضّ موسكو على احترام الهدنة في سوريا

أوباما يحذر من الإفراط بالتوقعات حول الهدنة

إيلاف تنشر اتفاق الهدنة في سوريا

دي ميستورا: الضامن الحقيقي لاتفاق الهدنة في سوريا واشنطن وموسكو

غارات روسية على معاقل للفصائل المقاتلة قبل سريان الهدنة في سوريا

واشنطن وموسكو تبدوان غير واثقتين من نجاح الهدنة في سوريا

ليست هدنة في سوريا، بل هي خطوة أولى نحو حل سياسي، تبدو خيوطه واهية، فلكل دولة أجندتها الخاصة، ونقاط التقاطع قليلة.

واشنطن: يؤكّد المسؤولون الأميركيون باستمرار أن وقف إطلاق النار في سوريا مقدمة لتسوية سياسية، لكن قلة تعتقد أنه أكثر من استراحة في نزاع لا ينتهي، بل أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن شكه في صمود وقف إطلاق النار، الذي لا يشمل جماعات إسلامية، في مقدمها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

الأكثر من ذلك أن لدى الروس والإيرانيين، الذين يدعمون نظام بشار الأسد، تعريفًا فضفاضًا للتطرف الإسلامي. وأظهرت الضربات الجوية الروسية أن أكثر من ثلثيها ضربات استهدفت فصائل من المعارضة المعتدلة تدعمها الولايات المتحدة. 

مع ذلك، يقول المسؤولون الأميركيون إن هناك سببًا وجيهًا للاعتقاد بأن الروس تحديدًا يريدون الحدّ من التصعيد في هذه الحرب الشاملة لأسباب عدة، منها أن موسكو حققت هدفها الأول، وهو منع سقوط نظام الأسد، إذ كان النظام قبل التدخل الروسي في موقف يائس، بحسب محلل أميركي مخضرم. لكن ميزان القوى تغير، بحيث إن فصائل المعارضة المعتدلة هي التي تريد وقف القتال.

كما يتمتع الروس بوجودهم في دائرة الضوء كأنداد للأميركيين. وقال مسؤول أميركي رفيع: "رأى الروس فرصة، فانتهزوها، وكانوا يعرفون أنهم لا يستطيعون إبقاء الأسد في السلطة إلى أجل غير مسمى"، في إشارة إلى الاتفاق الأميركي - الروسي على وقف إطلاق النار تمهيدًا لحكومة انتقالية.

أصرّ المسؤول على أن الأسد سيرحل في غضون ستة أشهر، لافتًا إلى أنه يسيطر على 18 في المئة فقط من الأراضي السورية.

لكن مسؤولين آخرين لا يتفقون مع هذه النظرة المتفائلة، ويلاحظون أن نظام الأسد يسيطر على غالبية الأراضي "الثمينة" في البلد، ومعظم الباقي من الكتلة الأرضية مناطق قليلة السكان وصحراوية باستثناء أجزاء من حلب تحت سيطرة المعارضة ومناطق شرق وجنوب دمشق يريد النظام استعادتها.

يخطط الأسد لإجراء انتخابات في المناطق الواقعة تحت سيطرته في نيسان (إبريل) المقبل، وكأنه يبدي ازدراءه بالمناطق الأخرى الواقعة خارج سيطرته.

كما لاحظ محللون أميركيون أن حلفاء أساسيين بدأوا يغادرون خيمة التحالف، على حد تعبير مصدر في وزارة الخارجية الأميركية. 

على سبيل المثال، أعلنت الإمارات أنها ستخفض تمويلها للفصائل المدعومة أميركيًا بسبب ارتباطات مالية أخرى (مثل دعم مصر). وبحسب مصادر داخل الادارة الاميركية، استعداد المملكة العربية السعودية الذي أُحيط بتغطية اعلامية واسعة لارسال قوات إلى "المعركة" هو مساهمة متواضعة بقوات خاصة للمساعدة على تدريب مقاتلي المعارضة وتسليحهم. كما تراجع السعوديون أخيرًا عن التزامهم تقديم 3 مليارات دولار إلى الجيش اللبناني لشراء اسلحة فرنسية. 

ويقول محللون إن افعال السعوديين والاماراتيين هذه تبيّن تأثير انهيار اسعار النفط عالميًا على قدرة دول الخليج الأكثر ثراء لتمويل أجنداتها السياسية الاقليمية.

لكن لعل مبعث القلق الأكبر لصانعي السياسة الاميركية هو الخلاف المتزايد بين الادارة وحلفائها الاوروبيين على كيفية التعامل مع الفوضى السورية. كان واضحًا منذ بداية الانتفاضة ضد الأسد، قبل أن يخطف الاسلاميون الثورة، أن البيت الأبيض في عهد اوباما لن يسمح بتوريط نفسه عميقًا على الرغم من المناشدات الاوروبية.  

والآن، بعدما تصاعد النزاع إلى أزمة سياسية حقيقية في اوروبا بسبب النزوح الجماعي من سوريا، فإن الادارة تمسكت عمليًا بموقفها الأصلي. والتغيير الوحيد هو الاستعداد لاستخدام السلاح الجوي مع وجود قوات محلية على الأرض. لكن هذه القوات المحلية تتألف في الغالب من مقاتلين اكراد سوريين معروفين باسم "وحدات حماية الشعب"، وهي عمليًا الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، المدرج على قائمة المنظمات الإرهابية، ليس في تركيا فحسب، بل في الولايات المتحدة ايضًا. لكن الولايات المتحدة، خلافًا لتركيا، تميز بين حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب.

وفي الحقيقة زار مبعوث اوباما الخاص إلى سوريا بريت ماكغيرك مدينة كوباني السورية، حيث هزمت وحدات حماية الشعب الكردية، بإسناد من القوة الجوية الاميركية، مقاتلي داعش في معركة شرسة استمرت اسابيع. وعلى حد تعبير مسؤول في الادارة: "نحن مستمرون في دعم الاكراد".

تتمثل المشكلة، من وجهة النظر الاوروبية، في أن الدعم الاميركي غير المشروط للأكراد يؤثر في قدرتهم على التعامل مع تركيا وزعيمها المزاجي رجب طيب إردوغان. ويعتقد الاوروبيون أن أولوية الادارة العليا هي الاستمرار في توجيه الضربات إلى داعش على أمل هزمها، وبذلك تخفيف امكان وقوع "هجوم على الوطن". 

لكن، مع تهديد أزمة اللاجئين بتمزيق اوروبا سياسيًا، لا سيما الاتحاد الاوروبي، قال دبلوماسي اوروبي: "وطننا معرّض للهجوم فعلا". والأكثر من ذلك، يقول الاوروبيون إنه باستبعاد الولايات المتحدة اقامة "منطقة حظر جوي" (محفوفة بالاخطار مع وجود طائرات روسية تحلق حولها) يجد الاتراك انفسهم بين إحجام الاوروبيين عن استقبال عدد غير محدود من اللاجئين وتصميم الولايات المتحدة على دعم الاكراد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل