المحتوى الرئيسى

وجهة نظر | زراعة كرويف، ووطن الكتلان، هكذا هيمن برشلونة! - Goal.com

03/01 17:17

   بقلم | ريتا الصياح     تابعها عبر تويتر  | ريتا الصياح     تابعها عبر تويترلا يد تعلو على يد برشلونة على مستوى الأندية على كرة القدم العالمية حيث يعيش حاليًا أطول فترة هيمنة على كرة القدم في التاريخ الحديث، ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن تستمر سيطرة النادي الكتالوني لأكثر من خمس سنوات، لا سيما في ظل كل المشاكل التي عصفت بالنادي من تغيير مستمر في مجالس الإدارات أو عقوبات من الفيفا.صحيح أن ليونيل ميسي كان رمزًا لهذه الهيمنة الكتلونية، وتعززت هذه الهمينة بمساندة لويس سواريز ونيمار له مؤخرًا، لكن أسباب هذا التفوق الساحق ظهرت ملامحها في الوقت الذي كان فيه برشلونة وجمهوره يئن تحت وطأة الإنكسارات وحين رفعت المناديل البيضاء في "كامب نو" اعتراضًا على لويس فان خال.في الماضي القريب كان الخصم الأزلي يأكل الأخضر واليابس، لكن برشلونة الذي كان نوتنجهام فورست يتفوق عليه في أمجد مسابقات أوروبا بنى أسطورته من وطنه ومن أبناء بلده، فما سر هذه الهيمنة وما أبرز عواملها؟من أراد أن يتكلم عن سر نجاحات برشلونة لا بد له أن يتكلم عن فلسفة كروية قائمة بحد ذاتها وضع أسسها الهولندي يوهان كرويف وأبرز أعمدتها كانت مدرسة لا ماسيا بما أنتجته من أساطير، وجمهور يؤمن بأن فريقه أكثر من مجرد نادي بل هو كتيبة دفاع عن حقوق وطن يبحث عن الاستقلال، ولاعبين يقاتلون لأجل شعار يحملونه في قلوبهم قبل أن يضعوه على صدورهم. لا بد من التكلم بالتفصيل عن كل عنصر من عناصر هذا النجاح.١. أكثر من مجرد نادي... أكثر من مجرد شعارأكثر من مجرد نادي هو شعار نادي برشلونة، ولكن هذه الكلمات القليلة التي يرددها الجمهور رفقة اللاعبين واﻹدارة تعدت كونها مجرد شعار لتصبح أسلوب حياة للنادي الكتلوني. فبرشلونة لا يكتفي بكونه نادي رياضي يسعى للفوز بالبطولات في مختلف الرياضات، بل هو واحد من خطوط الدفاع اﻷولى عن قضية إقليم كتالونيا الساعي للإنفصال عن المملكة اﻹسبانية، لدرجة أننا لا نرى أي علم لدولة إسبانيا أمام مقر النادي. كما خلق رابطًا مميزًا بين الجماهير وناديها وهو نادرًا ما نراه لدى باقي اﻷندية وأصبح برشلونة مدعومًا تقريبا من إقليم بأكمله وأصبح رمزًا من رموز قضية الشعب الكتالوني ولذلك لا نرى أي إنشقاقات جماهيرية كبيرة كما تحدث العادة في الأندية الأخرى. الجميع خلف برشلونة.٢- كرويف زرع وبرشلونة يحصد. لا يخفى على أحد دور اﻷسطورة الهولندية يوهان كرويف في ما يعيشه برشلونة حيث تحول إلى رمز من رموز برشلونة، فالأخير اليوم يحصد ما زرعه كرويف، إذ يعود له الفضل في ترسيخ الأسلوب الذي يلعب به الفريق اليوم، أسلوب الكرة الشاملة، والهيمنة والاستحواذ وامتصاص حماس الخصم. ولا يمكن نكران أن هذا اﻷسلوب هو اﻷنجح حاليًا، ولم يستطع أحد إيقافه بالرغم من الكبوات القصيرة التي مر بها النادي إلا أن جل ما احتاجه برشلونة كان تعديل بسيط مع الحفاظ على اﻷسلوب ذاته. وما لم يتم إيجاد طريقة لقتل هذا اﻷسلوب فإن برشلونة سيستمر بسيطرته على كرة القدم أكثر وأكثر. والدليل اﻷكبر على أن نجاح برشلونة مرتبط بشكل كبير بإيمانه بما زرعه كرويف هو أنه بعد السنة اﻷخيرة الكارثية لفرانك ريكارد استطاع النادي بسنة واحدة أن يحقق سداسية تاريخية مع بيب جوارديولا الذي طالب به كرويف شخصيًا مدربًا للنادي وكان الأسطورة الهولندي الجندي المجهول الذي يدير أغلب اﻷمور من خلف الكواليس، ليعود برشلونة ويعاني مع الراحل تيتو فيلانوفا وتاتا مارتينو، ثم ليعود إلى سكة اﻹنتصارات مع لويس إنريكي، هو اﻵخر الذي يمكن اعتباره إبنا كرويًا لكرويف.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل