المحتوى الرئيسى

بروفايل| خالد محمد خالد.. "مُلهم الضباط الأحرار"

02/29 11:15

عدل عن تفكيره مرات كثيرة بالفكر وإعمال عقله ليل نهار، دؤوب في البحث، ومُحبٌ لدينه ودنيته، رأى في أول كتاباته أن للروحانيات شأن مختلف عن أمور الدنيا، ولا مجال للربط بينهما.

تغيرت قناعاته بعد سنوات، اكتشف فيها أن الاستنارة لا تأتي إلا مجتمعة من خواص جانبي الحياة، فأثّر في الناشئين بكتاباته، وألهم شبابًا غيّروا مجرى التاريخ، فكان الكاتب خالد محمد خالد هو "مُلهم الضباط الأحرار".

"من هنا نبدأ"، أول كتاب خُطَّ عليه اسم "خالد محمد خالد" في مارس 1950، مُحدثًا ضجة في الأوساط الإسلامية، لتضمنه أفكارًا، تدعو إلى فصل الدين عن الدولة، ما تسبب في تعميق الشرخ بينه وبين جماعة الإخوان التي اختلف عنها فكريًا كثيرًا، على الرغم من نشاته الدينية، وتخرجه في قسم الشريعة جامعة الأزهر، وقيل إن مشيخة الأزهر منعت تداول الكتاب.

رغم الحصار الذي فُرض على أولى مخطوطات تفكيره محليًا، واعتراف "خالد" بأنه عند الشروع في كتابته جاءته رؤية في المنام، وقال في حوار إذاعي: "وأنا في مرحلة الهم والعزم بكتابته رأيت في المنام رؤية شجعتني بقدر ما أسعدتني، رأيت رجلًا من أولياء الله، أُلقي في روعي أنه من أولياء الله، يحمل في يمينه كراسة أو كتابًا، وبعدين اتجه إلىَّ وقال: (خد يا سيدي توالي العطاءات) فاستبشرت خيرًا ومضيت في كتابة الكتاب"، وبعد تداول الكتاب عالميًا وترجمته للغات أوروبية عدة واستخدامه كوسيلة لإثبات أن الإسلام لا يصلح للحكم، عدّل خالد عن تفكيره وتعمق في فكرته أكثر.

الجمع بين "الحداثة والإسلام"، المنحى الذي استقر عليه "موسيقار الأفكار" كما أطلق عليه الكاتب الصحفي رجاء النقاش، وأضحى من المفكرين القلائل المعاصرين، الذين تركو تراثًا هائلًا من الفكر الإسلامي المستنير، تربى عليه أجيال من أبناء هذه الأمة، فكان خالد بشخصيته وفكره وعطاءاته الكثيرة دعوة حارة ومتجددة في الحياة الشريفة المرتبطة بقيم الإسلام، ومنغمسًا في الفكر السياسي ما جعل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر يحرص على قراءة كتاباته منذ كان ضابطًا، ويشجع زملاءه في حركة الضباط الأحرار على قراءتها ويشتريها لهم على نفقته الخاصة للاستفادة منها.

لم تنته علاقة "عبدالناصر" بالكاتب المستنير عند حدود الوصول إلى السلطة، فذكر خالد، في مذكراته، أنه كان يرسل كل كتاب يصدره إلى عبد الناصر بالبريد المسجل، وعندما أراد محافظ القاهرة صلاح دسوقي إهداء كتابه "بين يدي عمر" إلى الرئيس، وجد على مكتب الأخير النسخة، التي أرسلت بالبريد فقال له عبدالناصر إنه سيقرأ الكتاب مرتين، كما أُذيع في حلقة تليفزيونية عنه.

المبادئ لا تتغير كالأفكار، الدرب الذي سلكه "خالد" طوال حياته حتى مماته في 29 فبراير 1996، فعلى الرغم من إعجاب الضباط الأحرار بكتاباته حتى بعد توليهم للسطة، رفض أن يستمر في مهاجمة جماعة الإخوان بعد أن زُج بهم في السجون في عهد عبدالناصر، معتبرًا الهجوم على مَن لا يستطع الدفاع عن نفسه ليس من شيم الكبار.

لخالد محمد خالد مؤلفات دينية عدة منها، "وجاء أبوبكر"، "بين يدي عمر"، "وداعا عثمان"، "في رحاب علي"، "معجزة الإسلام عمر بن عبدالعزيز"، "أبناء الرسول في كربلاء" و"والموعد الله" و"لقاء مع الرسول " و"كما تحدث الرسول".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل