المحتوى الرئيسى

السويسريون يرفضون طرد الأجانب الذين يرتكبون جرائم

02/28 21:26

استفتاء في سويسرا حول طرد الاجانب الذين يرتكبون جرائم

جنيف: رفض السويسريون الاحد، في غالبية الكانتونات، اقتراحا مثيرا للجدل لحزب اتحاد الوسط الديموقراطي الشعبوي بطرد تلقائي للاجانب الذين يرتكبون جرائم.

والمبادرة الشعبية حق ممنوح للمواطنين السويسريين بهدف اقتراح تعديل قانون، لكن تبني اي مشروع مماثل يقتضي تأييد غالبية الاصوات وغالبية الكانتونات.

وافادت اخر النتائج انه تم رفض اقتراح اتحاد الوسط الديموقراطي كون غالبية الكانتونات رفضته.

وبلغت نسبة الرافضين للاقتراح 59 في المئة بحسب تقديرات معهد "جي اف اس برن". ويتوقع اعلان النسبة النهائية في وقت لاحق.

وياتي هذا الاستفتاء في وقت تبنت دول اوروبية عدة خطابا متشددا حيال المهاجرين بعد وصول اكثر من مليون لاجىء الى القارة العام الفائت.

والعام 2010، وافق السويسريون بنسبة 52,9 في المئة على مبادرة لاتحاد الوسط الديموقراطي (اكبر حزب سويسري) للمطالبة بطرد المجرمين الاجانب. لكن البرلمان ادخل في اذار/مارس الماضي بندا يسمح للقضاة بتجنب الطرد التلقائي للمدانين في بعض الحالات.

وهذه المرة، تمت استشارة الشعب السويسري حول مبادرة اقسى بكثير تطلب "الابعاد الفعلي للمجرمين الاجانب". فهذه المبادرة القاضية بـ"تطبيق" قاعدة التلقائية في طرد المدانين الاجانب توسع من قائمة اسباب المخالفات التي تؤدي الى الطرد.

وصرحت كريستينا غاغيني المسؤولة في منظمة تمثل الاوساط الاقتصادية ان "هذه المبادرة تتنافى مع دولة القانون".

وتطالب المبادرة بالابعاد التلقائي لاي اجنبي صدرت بحقه ادانة في السنوات العشر الماضية، وارتكب بعدها  جنحا مثل "اصابة جسدية بسيطة" او تورط في مشاجرة.

وكانت الحكومة والبرلمان اعتبرا ان اقتراح حزب اتحاد الوسط الديموقراطي يتعارض مع "القواعد الاساسية" للديموقراطية. ولم يدعم اي حزب اخر هذه المبادرة.

وبحسب مكتب الاحصاء الفدرالي فان اعادة النظر في قانون العقوبات الذي اقره البرلمان العام الماضي كان سيؤدي الى طرد نحو 3900 شخص عام 2014 ، مقابل عدد وسطي يبلغ 500. ولو حظيت مبادرة حزب اتحاد الوسط بالتأييد، لكان هذا العدد سيرتفع الى عشرة الاف.

مشاركة تجاوزت ستين في المئة

وشكل هذا الرفض الواضح للسويسريين نكسة لاتحاد الوسط الذي جعل من قضية الهجرة في الاعوام الاخيرة شغله الشاغل.

والحزب المعروف بحملاته ضد الهجرة والاتحاد الاوروبي، هز الحياة السياسية في الاعوام الاخيرة خصوصا عبر حملات ناجحة لحظر بناء المآذن وضد ما وصفه بـ"الهجرة الجماعية".

لكن مبادرته هذه المرة اثارت تنديدا لدى معارضيها الذين اطلقوا حملة كثيفة في الاسابيع الاخيرة عبر توزيع ملصق في محطات القطارات جعل الصليب السويسري الابيض على خلفية حمراء صليبا معقوفا وقارن تاريخ 28 شباط/فبراير بتاريخ تعيين هتلر مستشارا لالمانيا العام 1933 وبدء التمييز العنصري في جنوب افريقيا العام 1948.

واكد البير روستي النائب عن اتحاد الوسط ورئيسه المقبل ان "كثافة" التعبئة لمعسكر رافضي الاقتراح "فاجأت" الحزب.

وافادت التقديرات الاولى ان نسبة المشاركة في الاستفتاء الاحد تجاوزت ستين في المئة، اي اكثر من المعدل الوسطي الذي يسجل عادة في سويسرا (ما يزيد قليلا على اربعين في المئة).

والمرة الاخيرة التي ناهزت فيها نسبة المشاركة ستين في المئة كانت في الثالث من اذار/مارس 2002 حين ايد 58,4 في المئة من المواطنين انضمام سويسرا الى الامم المتحدة.

وكانت الاستطلاعات الاولى قبل ثلاثة اشهر رجحت فوز المؤيدين للطرد التلقائي للاجانب، لكن الاستطلاع الاخير الذي نشرت نتائجه قبل اسبوعين من الاستفتاء اظهر تقدما طفيفا للمعارضين بنسبة 49 في المئة.

وقال المحلل السياسي باسكال سياريني للتلفزيون السويسري ان "تاييد المبادرة تبخر وهذا غير اعتيادي".

وكل ثلاثة اشهر، يتم استفتاء السويسريين حول موضوعات مختلفة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل