‏"مصر وكوريا".. سبعون عامًا من التعاون: 40 اتفاقية اقتصادية جمعت البلدين.. والزيارات ‏المتبادلة بدأت منذ عهد "مبارك".. و"السيسي" يعيد الحياة للعلاقات

محطات‎ ‎من النجاح الدبلوماسي والسياسي، مرت بها مصر وكوريا الجنوبية، الذي امتدت علاقتهما لأكثر ‏من 70 عامًا، عقد فيها الطرفان، العديد من الاتفاقيات المثمرة في مجالات كثيرة، حتى باتت كوريا من أهم ‏دول شرق آسيا بالنسبة لمصر.‏

وتتوج تلك العلاقات ممتدة الجذور، بزيارة جديدة يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في 2 مارس المقبل، ‏ضمن جولة رئاسية في شرق آسيا التي بدأها أول أمس بزيارته إلى جمهورية كازاخستان، وتلاها اليوم في ‏زيارة إلى اليابان، وأخيرًا يختتمها بزيارة إلى كوريا الجنوبية.‏ ‏70 عامًا، هي عمر العلاقات الثنائية الدبلوماسية بين مصر وكوريا الجنوبية، حيث تعود بدايتها إلى عام ‏‏1948، ذك التاريخ الذي اعترفت فيه مصر رسميًا باستقلال جمهورية كوريا الجنوبية عن الشمالية.‏

ومنذ ذلك الحي، تمددت أواصر العلاقة بين البلدين، بعدما اتفقا على التعاون في كل المجالات السياسية ‏والاقتصادية والثقافية، وافتتحت جمهورية كوريا قنصليتها العامة في القاهرة عام 1962، بينما أنشأت ‏مصر قنصليتها في العاصمة الكورية سول عام 1991.‏

وفي عام 1995، اتفقت مصر وكوريا، علي ضرورة تدعيم وتطوير العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى ‏مستوى سفارة، فقامت جمهورية كوريا بتعيين ملحق عسكري لها في القاهرة عام 1996، بينما عينت ‏مصر عام 2005، ملحق تابع لوزارة الدفاع في جمهورية كوريا.‏

‏‌وفي عام 1996، أنشئت لجنة مشاورات سياسية بين البلدين، والتي عقدت آخر دوراتها بالعاصمة سول ‏في نوفمبر 2009، كما تم إنشاء مجلس أعمال مشترك بين البلدين إبان زيارة الرئيس الأسبق محمد حسني ‏مبارك في سول الكورية عام 1999.‏

وفي عام 1999، قام مبارك بزيارة هي الأولي من نوعها لرئيس مصري إلي كوريا، ووضعت هذه ‏الزيارة أساسًا متينًا للعلاقات بين البلدين، وفي عام 2006، رد الرئيس الكوري السابق "رو موو هيون" ‏بزيارة إلي مصر، وشهدت تلك الزيارة وحدها توقيع ثماني مذكرات تفاهم وبروتوكولات تهدف إلي ‏تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات.‏

وفي عام 2011، قام وزير الإستراتيجية والمالية الكوري الجنوبي يون جوني، بزيارة إلى مصر اجتمع ‏فيها بوزير المالية آنذاك يوسف بطرس غالي.‏

وفي ديسمبر 2013، زار وزير الخارجية المصري آنذاك الدكتور نبيل فهمي العاصمة الكورية سول، ‏أجرى خلالها مشاورات رسمية مع وزير خارجية كوريا الجنوبية "يون بيونج- سي"، بحضور وفدي ‏البلدين، وتم توقيع عقد بقيمة 4,8 مليارات دولار، لإنشاء مجمع للبتروكيماويات في منطقة العين السخنة، ‏شارك فيها الجانب الكوري في التمويل بنسبة 30%.‏

وبرئاسة الدكتور محمد عبدالمطلب نائبًا عن الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري، قام وفد ‏رفيع المستوي في إبريل الماضي، بزيارة لكوريا الجنوبية للمشاركة في أعمال المنتدى العالمي للمياه ‏تحت شعار "الماء من أجل مستقبلنا".‏

وفي 23 سبتمبر، بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، استقبل السيدة باك كون هيه، ‏رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية، على هامش أعمال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحثا ‏الجانبان آنذاك القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.‏

وفي نوفمبر 2014، استقبل رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم محلب آنذاك، نظيره الكوري الجنوبي، يونج ‏هونج وون في القاهرة، وعقدا جلسة من المباحثات.‏

وفي نوفمبر الماضي، قام وزير الخارجية سامح شكري، بزيارة لكوريا الجنوبية، التقى فيها مع "كيونج ‏وون نا" رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الكوري.‏

كما تعد العلاقات الاقتصادية بين البلدين من أبرز أشكال التعاون الثنائي بينهم، حيث تم عقد أكثر من ‏أربعين اتفاقية بين البلدين منذ عام 1979، في مجالات الطاقة والطيران وقطاع البيئة وتكنولوجيا ‏الاتصالات والمعلومات، وفي عام 2004، وقع البلدين مذكرة تفاهم تم بموجبها إنشاء لجنة مشتركة في ‏مجالي الاتصالات والتكنولوجيا. ‏

وفي عام 2010، سجلت الصادرات المصرية نحو 938 مليون دولار، في حين تم استيراد سلع ومنتجات ‏بقيمة 2.240 مليار دولار من كوريا، ليسجل حجم التجارة إجماليا قدره 3.178 مليار خلال عام 2010، ‏كانت معظمها في مجالات الطاقة.‏

وتتركز معظم الاستثمارات الكورية في مصر على الصناعات البتروكيماوية والمنسوجات والصلب ‏والسيارات والالكترونيات والإنشاءات والمقاولات. ‏