المحتوى الرئيسى

العُكش «المظفلط»

02/27 22:06

لا يوجد على مؤخرة رأسه - قفاه يعنى - موضع جديد لـ«ضربة قلم».

منذ التقى «العُكش» مع «حاييمه»، والأقلام الصحفية والفضائية نزلت ترف على الحتة إياها، حتى إنه لو كشف عنها النقاب فى الوقت الراهن، لوجدها انتفخت واحمرّت - من «الحمورية» - حتى أصبحت أكبر من قبة البرلمان الملوثة بجلوسه تحتها. عندها لن يطلب الكلمة - «الهرتلة» يعنى - وإنما الغناء على وصلة «آه يا قفا».

عزيزى العُكش «مفجر ثورة التطبيع»: أنا فى «ورطة». الكتابة عنك «عايزة دماغ عالية»، وأنا عمرى ما دخنت حتى «سيجارة واحدة بريئة». أفتش فى قاموس الهجاء منذ «جرير والفرزدق» إلى «أديب ومنصور» عن أى كلمات تنقذنى من ورطتى، فأجدهم - على رأى عمرو دياب - «خلّصوا فيك كل الشتيمة». أبحث لـ«أم شخصيتك» - بمناسبة مورتديلا - عن «مَسْكة»، فأجدها - لامؤاخذة - «آخر ظفلطة».

فى مسألة «ظفلطة العُكش» هذه، هناك رأيان: الأول يخلع عليه كل أوصاف الجنون، من «المخبول» مروراً بـ«المعتوه» وحتى «اللاسع»، ويستند أصحاب هذا الرأى إلى فكرة «لا يمكن لعاقل أن يكون على هذا النحو من الخبل والعته واللسعان الذى يقدمه على الهواء مباشرة». أما الرأى الثانى فيراه «ابن حنت» فاهم كويس، و«هارش» الخريطة الجديدة للعولمة، وعنده «اتصالات على أعلى مستوى» تقدم له أصل المعلومة وتفاصيلها، ويستند أصحاب هذا الرأى إلى فكرة «ابن الذين ده اللى بيقوله بيحصل بالظبط، وبعدين لغة المصاطب اللى بيستخدمها على الهوا بتاكل جامد مع الناس البسيطة».

أنا مع الرأيين معاً، وأراه - مثل كثيرين غيرى - «يسوق الهبل على الشيطنة»، غير أننى أراه يمارس رقصته الأخيرة على مسرح الأحداث. لا أنظر إلى دعوته التى وجهها إلى السفير الإسرائيلى للالتقاء به فى منزله بعين الاعتبار، وإنما أنظر من وراء نظارة الشك والقلق والخوف أيضاً إلى تلبية الأخير لهذه الدعوة، فلا يمكن - بحال من الأحوال - أن نكتفى بنظرة «قاصرة» إلى تلبية الدعوة على أنها «فرصة تطبيع» ألقى بها هذا «الكائن» فى ملعب ذاك «الكيان»، واستغلها الأخير فى إحراز هدف - ولو معنوياً - بمرمى الدولة التى صارت تمثل له، فى زمن الانهيار العربى، العدو الأول.. والأخير.

المسألة فيها «إن»، والـ«إن» هنا لا تقف عند حدود الواقعة، ولا قضية التطبيع - كقضية قديمة تُعاد إثارتها - مع الكيان الصهيونى. المسألة هنا ترتبط ارتباطاً وثيقاً - من وجهة نظرى - بفكرة «استمرار محاولات تمزيق مصر من الداخل»، وأرجوك لا تستخف بكلامى، وتقول فى سرك: «يا عم إحنا شبعنا نظريات مؤامرة». يا سيدى أمرك، ولكن قُل لى بالله عليك: هل لقاء السفير الإسرائيلى بهذا «العُكش» وحديثهما - كما صرح الأخير - عن سد النهضة وقضية الغاز وأزمات المنطقة فى تلك المرحلة الحرجة يمكن أن نأخذه على محمل «قتل وقت الفراغ» بالنسبة للأول، وانتقام من رئيس البرلمان بعد أن وجّه له «أول طردة» بالنسبة للثانى؟. أما زلت ترانى «عمرو مصطفى» فى حديثه الشهير عن الماسونية ونظريات المؤامرة.. ليَكُن، ولكن عليك التفكير أولاً فى الإجابة عن هذا السؤال الأخير: إلى أى مصير ستنتهى بِنَا عملية «التنقيب المستمرة» تحت جدران الدولة المصرية؟. «العُكش» وإخوته - وهم كثرٌ - يقودون الدولة إلى المصير نفسه: الهدم. انسَ «نظرية المؤامرة»، واختر لها «اسم دلع» يناسب أفكارك وتوجهك الأيديولوجى كما تشاء. غادر قليلاً «الغضب من الدولة»، وتمهّل فى «البحث عن الثورة المسروقة»، ولا تستسلم لفكرة «الخوف من الديكتاتورية القادمة». فقط تعالَ لنجيب عن سؤال «ما بعد هدم الدولة»، والإجابة هنا نموذجية وواضحة ومتكررة - وإن كرهتها وسخرت منها: «هنبقى زى سوريا.. وكمان اليمن وليبيا والعراق».

«العُكش» بلقائه السفير الإسرائيلى ضرب الثابت الوحيد الباقى للقومية العربية برفض «التطبيع» مع الكيان الغاصب للأرض والعرض، بينما يوجد بداخل كل منا - وآسفاه - «عُكش صغير» يضرب كل يوم فى ثوابت الدولة المصرية، ويمارس ضدها كل وسائل «التركيع»، لتنضم إلى أخواتها فى التفكك والانهيار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل