المحتوى الرئيسى

إهمال حقوق الإنسان لن يحقق الاستقرار بمصر

02/27 15:09

التخلي عن حقوق الإنسان لن يحقق الاستقرار في مصر”.. هكذا عنون الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي البارز إليوت أبرامز مقالته على موقع "مجلس العلاقات الخارجية" الأمريكي والذي انتقد فيها بالتحليل خطة الإدارة الأمريكية للفصل بين المساعدات الممنوحة لمصر وبين تحسين ملفها الحقوقي، مؤكدًا أنَّ تدهور حقوق الإنسان في مصر هو السبب الرئيسي في انتشار التطرف والإرهاب.

في شهادته التي أدلى بها أمس الأول الخميس أمام الكونجرس، واجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحديات حول جهود الإدارة الأمريكية الساعية إلى تجاهل ملف حقوق الإنسان بمصر.

ويلزم القانون الإدارة الأمريكية بتعليق قدر معين من المساعدات الممنوحة إلى مصر ما لم تتحقق واشنطن من التقدم الذي تحرزه القاهرة في مجال حقوق الإنسان، لكن البيت الأبيض يرغب في عدم الربط بين ملف مصر الحقوقي وبرنامج المساعدات.

لماذا أوضح كيري أن ثمة تهديد حقيقي ناتج عن الإرهاب والتطرف في مصر.

وأوجز مجلس العلاقات الخارجية تصريحات " كيري على هذا النحو:

أقر وزير الخارجية الأمريكية جون كيري خلال جلسات استماع متعلقة بالموازنة في الكونجرس الأمريكي هذا الأسبوع بأن ثمة " اعتقالات عشوائية وأحكام بالجملة،" لكنه "دافع عن موقف بلاده من خلال الإشارة إلى الأهمية الاستراتيجية لمصر بالنسبة للولايات المتحدة والمنافسة بين اللاعبين العالميين لممارسة نفوذ في القاهرة، ناهيك عن صعوبات البيئة الأمنية في مصر."

وقال كيري:" لدينا اهتمام كبير في ضمان عدم انزلاق مصر إلى أوضاع أكثر صعوبة عما هي عليه الآن،" مضيفا " هناك تحدٍ كبير يتمثل في التطرف والقنابل التي تنفجر في القاهرة وتلك التي تنفجر في شرم الشيخ، بالإضافة إلى تحديات مختلفة."

و أخبر لجنة المخصصات التابعة لمجلس الشيوخ الأربعاء الماضي بأنّ التحدي الأمني الذي تواجهه القاهرة " ليس عذرًا للإقدام على مثل تلك الممارسات."

وتابع: "لا أقترح ذلك، لكن يتعين علينا العمل لموازنة المصالح المختلفة الموجودة بالفعل."

تصريحات كيري مثيرة نظرًا لكونها خاطئة تماما، فثمة تهديد مروع ناتج عن التطرف والإرهاب في مصر، لكن السيد/ كيري يبدو أنه يعتقد أن القمع الذي يمارسه النظام المصري هو السبيل الوحيد لمحاربة الإرهاب.

وأقر كيري في شهادته قائلا:” رأينا تدهورا خلال الشهور الماضية مع اعتقال الصحفيين وبعض شخصيات المجتمع المدني.”

فهل يعتقد كيري أن اعتقال الصحفيين و" شخصيات المجتمع المدني" يحارب التطرف؟ هل سجن الشعراء والمدونين يوقف الإرهابيين؟

وفي الواقع فإن النظام يلجأ إلى قمع الأصوات المعارضة لأنه فشل في حربه ضد الإرهاب والتطرف- أو أنه يغذي الإرهاب والتطرف بالفعل..

ويذهب من قالوا إنه يتعين علينا تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان من جانب نظام مبارك إلى أنه ينبغي أن نغض الطرف عن قمع هذا النظام باسم الاستقرار. ولذا سقط مبارك بين عشية وضحاها. لكن النظام الحالي في مصر أكثر قمعا من نظام مبارك، لكنه يتشابه مع الأخير في أنه لا يقدم إجابة للمصريين الطامحين لرؤية تغيير وتقدم في بلادهم.

وبات الحلفاء الخليجيون للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منهكين من الاعتذارات التي تقدم لهم مكان الإصلاحات الاقتصادية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل