المحتوى الرئيسى

الطيب والشيعة.. شد وجذب

02/27 11:38

استهل الدكتور أحمد الطيب ولايته للأزهر عام 2010 بتصريح أثار الكثير من الجدل، في أكتوبر من العام نفسه، حيث أكد رفضه القاطع لتكفير الشيعة في بعض الفضائيات العربية، مضيفًا "نحن نصلي وراء الشيعة فلا يوجد عند الشيعة قرآن آخر كما تطلق الشائعات"، ووعد "الطيب" وفد عراقي شيعي التقاه في مشيخة الأزهر أنه سيزور العراق والنجف، المدينة العراقية التي تضم مقدسات شيعية أبرزها كربلاء ومرقد الإمام علي، وقال للوفد "أنا أب للسنة والشيعة".

مع تصاعد خطر تنظيم داعش وسيطرته على محافظات عراقية، وتحرك ميليشات "الحشد الشعبي" الشيعية الموالية للحكومة لقتال التنظيم، اتهم شيخ الأزهر "الحشد الشعبي" بارتكاب مجازر "ضد أهل السنّة" في العراق، ووصف الميليشيات الشيعية بـ"المتطرفة" واتهمها بالقيام بـ"جرائم بربرية نكراء" مطالبًا بـ"تحرّك عاجل لوقف المجازر".

وفي رد فعل سريع، استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير المصري في بغداد وسلّمته مذكرة احتجاج.

بعد تلك التصريحات بأيام، أعرب "الطيب" عن استعداده لزيارة العراق والاجتماع مع مراجع الدين في مدينة النجف، وقال "إنني مستعد للذهاب إلى العراق وإجراء محادثات مع كبار رجال الدين في البلاد بهدف تعزيز التقارب بين السنة والشيعة ومناقشة مكافحة الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش الإرهابي".

إلا أن هذه الزيارة، التي مر على الوعد الأول بها نحو ست سنوات، لم تتحقق حتى الآن، رغم ترحيب قيادات شيعية عدة بالزيارة، كان على رأسها تصريحات رئيس ديوان الوقف الشيعي العراقي السيد صالح الحيدري، في يناير 2015، الذي أكد على "حاجة العالم الإسلامى إلى توجيهات الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وأن يضع بصماته الخيرة لخدمة للشارع العربي والإسلامي".

وقال "إننا ننتظر بفارغ الصبر زيارة الإمام الأكبر، ونتمنى أن يزور فضيلة شيخ الأزهر العراق، وهى الزيارة التى يتطلع إليها ويتمناها الجميع فى العراق".

زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي دأب على التعليق على وضع الشيعة في مصر، كان آخرها هجومه على الحكومة المصرية على خلفية إغلاق مسجد الحسين عشية الاحتفالات بعاشوراء، وجه أكثر من رسالة لشيخ الأزهر تراوحت فحواها بين الهجوم والتودد.

حيث أعرب "الصدر" في نوفمبر الماضي، عن استعداده لوضع يده في يد "الطيب" "للحوار والأخذ بأيدى الأمة الإسلامية إلى بر الوحدة والأمان وإبعادها عن الفتنة والتشرذم"، وفق بيان الزعيم الشيعي.

سبق ذلك هجوم لمقتدى الصدر على شيخ الأزهر، ديسمبر الماضي، على خلفية تصريحات الأخير في لقائه الأسبوعي على التلفزيون المصري، التي قال فيها إن الشيعة الأوائل لم يعرفوا نظرية الإمامة كما هى عند المتأخرين، حيث استهل "الصدر" خطبة الجمعة الثانية من ديسمبر بمسجد الكوفة باتهام "الطيب" بإعطاء ضوء أخضر للدواعش لقتل الشيعة.

وأضاف "أنصحك بالرد على الأفكار الإلحادية والعلمانية والتحررية، بل وإعلاء صوتك من أجل ما يجري في بورما والدول المحتلة لتكون مع الشعوب المظلومة فهذا أولى لك من الرد على محبي وصي رسول الله".

تناول الإمام الأكبر، خلال لقائه مجلس العلماء الأندونيسيين، 22 فبراير الجاري، عدة قضايا في العالم الإسلامي كان بينها الشأن الشيعي، وتمسك بموقفه الثابت برفض تكفير الشيعة، قائلا: "لا يخرج من الملة إلا من ينكر معلومًا من الدين بالضرورة أو يكذب القرآن والسنة النبوية الصحيحة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل