المحتوى الرئيسى

ما وراء كرة القدم - كيف طوع ميتلاند فيلم "Money Ball" للصمود أمام مانشستر يونايتد

02/26 19:09

المنافسة سهلة والمنافس ضعيف، يبدو أننا في نزله. ربما ظن جمهور مانشستر يونايتد ذلك حين أوقعتهم القرعة في مواجهة ميتلاند الدنماركي بدور الـ 16 من بطولة الدوري الأوروبي.

ميتلاند انتصر ذهابا بهدفين في الدنمارك مقابل هدف، وفي الإياب تقدم مرة أخرى، لكن مانشستر يونايتد عاقبه بخماسية.

ولكن كيف وقف ميتلاند ندا لمانشستر يونايتد؟ صرح فان جال قبل المباراة أن خصمهم الدنماركي سجل 48 هدف من ركلات ثابتة مشيرا إلى تلقي فريقه هدفين في المواجهة السابقة في الدوري الإنجليزي الممتاز ضد سندرلاند. وربما يكون تركيز الفريق الدنماركي على الركلات الثابتة جزء من الإستراتجية التي يتبعها الفريق الذي أسس حديثا عام 1999 والأداء القوي الذي يقدمه الفريق الذي انتصر على ساوثامبـتون متسببـا في إقصائهم بوقت مبكر من هذا الموسم.

لمن لم يشاهد الفيلم الرياضي الدرامي "Money Ball" بقصة مقتبسة من الواقع الرياضي لرياضة البيسبول الأمريكية حيث اضطر فريق وايت سوكس لبيع نجومه بعد فوز اليانكيز لذا سعى المدير الرياضي "بـيلي" لشراء اللاعبين وتكون فريق جديد قادر على المنافسة ورغم عدم قدرته على جذب لاعبي بأرقام مرتفعة وميزانية منخفضة ليقابل خبير إقتصادي "بيتر براند" يقترح عليه شراء بعض اللاعبين بأفكار اقتصادية تعتمد على أرقام اللاعبين والإحصائيات إلى جانب البرمجيات الحسابية لاختيار اللاعبين لدعم النادي.

وبينما كل مشجع يحلم بضم فريقه لأفضل اللاعبين على المستوي المحلي يأتي فريق ميتلاند الذي يقدم أداء متباينا ما بين موسم 2011/2012 في المركز الثالث وهبوط للمركز السادس في موسم 2012/2013 ثم قدم موسمين للتاريخ حيث وصل إلى المركز الثالث مجددا قبل أن يكتب الفريق الذي أنشيء حديثا موسم للتاريخ بالفوز ببطولة الدوري الدنماركي الممتاز موسم 2014/2015 ليصفه المشجعين أنه أفضل شيء حدث لهم حيث قد فاز الفريق بجميع المباريات على أرضه هذا الموسم وجعلهم يشعرون بالفخر.

وراء كل إنجاز كروي عظيم رجل أعظم

إذا كان خلف جيل الجلاكتيكوس بـيريز وفيرجسون مع مانشستر يونايتد وأبراموفيتش مع تشيلسي لا بد أن نتحدث عن ماثيو بـينهام مالك نادي بـرينفورد الإنجليزي وصاحب شركة المراهنات المشهورة سمارت أودز الذي صنع معهم التاريخ بعدما تأهل من دوري الدرجة الأولى للشامبـيونشيب ثم وصل الأدوار الإقصائية المؤهلة للدوري الممتاز ويعد هذا إنجاز كبير للفريق الصغير. حيث أحضر الإيطالي الساحر جياني فيو مدربا للركلات الحرة الذي أهتم الميلان بضمه لصفوف طاقمه التدريبي منذ فترة طويلة ومدرب آخر للتسديدات بـارتيك سيلفرتزاك وأخيرا خبير في فلسفة كرة القدم ليساعد اللاعبين على إدراك أحداث المباريات والمنافسات فليمينج بـيديرسن ويقدم كل اللاعبين أفضل ما لديهم.

ثم واصل بـينهام سحره الذي أنقذ الفريق من الإفلاس عام 2014 الذي كسب الملايين من شركته في المراهنات الكروية لذا قرر الإستثمار في الدوري الدنماركي حيث كان يجمع نتائج الفرق سويا لصنع خوارزمية تستطيع تعقب نتائج الفرق وقوتها التي لا تعتمد على عدد الأهداف المسجلة إنما على الأداء والأرقام التي يحققها الفريق على الملعب لفصل جميع عوامل الحظ والتوفيق التي تحدث في كرة القدم وأحد تلك الطرق هو عدد التسديدات والأهداف

. دعنا نتخيل أن هناك فريقا قد سجل 25 هدفا وأضاع 75 كرة لذا يقدر عدد المحاولات على المرمي بـ 100 محاولة لذا تكون نسبة تحويل الأهداف تساوي 0.25 وإذا قمنا بنفس الطريقة وتم حساب عدد الأهداف التي تلقاها أي فريق وإن كانت نسبتها 0.1 (10 أهداف من أصل 100 محاولة على المرمى) لذا يساوي إجمالي نسبة الأهداف 0.15 وهذا يعطيك إنطباع جيد عن أداء أي فريق ومن هو المرشح للفوز في المباراة بصورة أفضل.

وكان هذا للتغلب على الأرقام الكبيرة التي تنفقها الفرق وإحداث الفارق بصورة مختلفة ليستمر الفريق في جذب اللاعبين بأسعار منخفضة وجودة عالية مما يجعلهم قادرون على تحديد نسب النجاح للاعبين بناء على الأرقام وليس فقط الحس البشري لأن مباراة واحدة ليست كفاية للحكم على مستوى لاعب أو حتى عدد كبير من الفيديوهات ويتطور دور الكشافين ليحللوا إن كان اللاعب قادرا على التأقلم من وجهة نظر شخصية ونفسية.

كيف يتم اصطياد المواهب بـالأرقام؟

بناء على نسب التسديد السابق ذكرها يتم ترتيب الفرق الأوروبية المختلفة في قائمة واحدة لذا قد تجد فريق ينشط في الدرجة الثانية لديه نسبة كلية أكبر لتسجيل الأهداف أكثر من نظيره الآخر في الدوري الإنجليزي الممتاز وقد تجد فريق في الدرجة الثانية الإسبانية لديه نسبة أكبر من فريق آخر يلعب في الدوري البرتغالي. وهذا يعني شيء واحد فقط, أنه يجب أن تتابع هذه الفرق لمعرفة من هم اللاعبين القادرين على إحداث الفارق وهذا سيعطيك الفرصة للحصول على أفضل اللاعبين بـأقل الأسعار مثلا كتيم سبارف الذي كان يلعب في الدرجة الثانية الألمانية جريثور فورس ليصبح أحد نجوم الفريق الموسم الماضي بعد استثمار يقدر بـ 6.2 مليون استرليني فقط! صعد الفريق إلى منصة تتويج الدوري الدنماركي بميزانية تكون في المرتبة الرابعة على مستوى ميزانيات الدوري الدنماركي.

الموسم الماضي كان فريق ميتلاند يقدم أداء مميز بـاستغلال الركلات الثابتة حيث سجل الفريق في مباراة واحدة أربعة أهداف من ركلات ثابتة وحدوث ذلك الموسم الماضي ثلاث مرات ليس محض الصدفة. وجاء الفريق الدنماركي جنبا إلى جنب مع أتليتكو مدريد كأفضل فريق يسجل من الركلات الثابتة خاصة بعد استقدام بريان بريسكي الذي لعب مع هاري ريدنابـ في بورتسموث ويدير "لجنة الكرات الثابتة" حسبما أسماها النادي التي تحتوي على الأرقام والفيديوهات والملفات الخاصة بجميع الركلات الثابتة للفريق مع وجود تدريب خاص لفريق الشباب على الركلات الحرة.

ويسعى الفريق على سبيل المثال للبحث عن لاعبين أصحاب قدم يسرى ما بين سن ال 22 وال 26 ولم يصاب في آخر 18 شهر ليناسب استراتجية الفريق الذي يمتلك الآن فريق يستخدم الأرقام للبحث عن المرشحين المناسبين.

وبدأ بـينهام ذلك الأمر مع نادي بـرينفورد نظرية الأرقام عندما ضم أندري جراي مسجلا 18 هدف في موسم 2014 حيث جاء بمبلغ يقدر بـنصف مليون استرليني وتم بيعه بـ 12 ضعف هذا المبلغ إلى بـيرنلي هذا الموسم ليسجل 16 هدف وتم اصطياد هؤلاء اللاعبين طبقا للغة الأرقام السابق ذكرها حيث يتابع الأخصائيون الأرقام المختلفة في المباريات الودية والرسمية وحتى في التدريبـات.

على صعيد آخر سعى الفريق الدنماركي إلى الاستعانة برينيه بـيتيرسن ليجعل الفريق على قلب رجل واحد حيث استعان ببعض الطرق الاستثنائية مثل وصف اللاعبين لبعضهم البعض عن طريق الألوان المختلفة على سبيل المثال كان اللون الأصفر دليلا على الإبداع والأخضر يشير إلى الأشخاص الذين يكترثون لبعضهم البعض والأزرق يعكس الثبات أما الأحمر يفصح عن رغبة الفوز تحت أي ضغط وهذا التحليل النفسي بعد اختيار كل لاعب لون بطاقته المفضلة ساعد المدير النفسي إلى جانب الفني لمعرفة طريقة التحدث إلى كل لاعب على حدى وهذا ساعد الفريق الموسم الماضي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل