"الناس معادن".. بطل الجودو يرفض مصافحة إسرائيلي و"عكاشة" يستضيف سفيرهم

يجلسان معا في حميمية شديدة، يتجاذبان أطراف الحديث الذي يحلو بداخل منزل بلدي في وجود طعام مصري شهي قوامه "المحشي"، الذي ألف الحضور وسط تجمع الأحباب، يتناقشان في أمور بلد لم يقرر بعد مد جسور الود الشعبية مع "الكيان"، ولم ينس أهله يوما أنهم الذين تيتم أبناؤهم وترملت بناتهم وثكلت أمهاتهم أندر ما في عمرهم.

تلك الجلسة التي تخللتها الصور المبهجة والابتسامات العريضة لم تكن بين صديقين طال الشوق بينهما، وإنما كانت بين النائب البرلماني المصري توفيق عكاشة، الذي دائما ما نسب نجاح ثورة الشعب في 30 يونيو لمجهوداته وصبغ على نفسه صبغة الوطنية والنزاهة، وحييم كوهين، سفير دولة إسرائيل التي دائما ما تتصدر كلمة "الصراع" دخولها مع العرب في جملة واحدة.

"الناس معادن".. ينطبق ذلك المثل المصري على أحمد وحيد، "ابن البهية مصر" وبطل لعبة الجودو، يفوز على نظيره الإسرائيلي في بطولة الجائزة الكبرى بألمانيا منذ أيام، إلا أن حركات جسده التي نصرته على خصمه توقفت عند يده التي رفضت أن تمتد لتصافح يد ذلك اللاعب الإسرائيلي، مثله في ذلك مثل ذلك الطفل التونسي الذي نبغ في هوايته، ونجح في الوصول لنهائي بطولة "الشطرنج" المقامة بمدينة أباشي في رومانيا منذ 3 أعوام، إلا أن حلم البطولة تبخر بمجرد ظهور اسم إسرائيلي ينتظر مواجهته، ليعلنها "محمد حميدة"، 10 سنوات، مدوية صارخة.. إنه لن يواجه قاتل إخوته، والأصح أن يواجهه في القدس.. رغم عدم قيام حرب ضروس رسمية بين بلاده ودولة إسرائيل.

"الرياضيون كلهم ليسوا مجاهد".. لم يكن موقف بطل الجودو المصري هو الحجر الأول في وجه لاعبي إسرائيل، ولكن قدوته وزميل لعبته "رمضان درويش" كان سباقا في تلقين الإسرائيليين دروسا في عدم المصافحة، ولعل هذا رد غير مباشر على تصريحات مدير علاقات اتحاد الكرة المصري عزمي مجاهد، الذي أعلن موافقته يوما على لعب منتخب بلاده مع إسرائيل.