المحتوى الرئيسى

بروفايل| فيلم "شجرة الدر".. التاريخ يتكلم

02/26 11:10

سلالة الملوك لا تكتب التاريخ وحدها، في أغلب الأوقات يصنع، مُكملين المشاهد الرسمية بطولات يفرد لها التاريخ أوراقه، وتضاء الشاشات الصغيرة لسرد حكاياتهم، وكانت الجارية ثم السلطانة صاحبة الإشراقة في أول فيلم تاريخي مصري ناطق، وسُمي على اسمها "شجرة الدر".

"درة روايات الموسم" عرضتها شركة "لوتس" للإنتاج السينمائي لصاحبتها وبطلة الفيلم أيضًا "آسيا" عام 1935 بسينما مسرح الأزبكية في القاهرة، وسينما "جومون بالاس" بالإسكندرية، فهو "الفيلم الذي يعود بك 700 عامٍ للوراء، ويجعلك تحيا مع فرسان مصر وأمرائها، ورجالها وشعبها وجواريها"، وهو "الفيلم الذي أجمع كل من شاهده على أنه أغنى الأفلام وأجملها وأبدعها"، كما وُصف في الإعلان الدعائي له.

احتفلت مصر بعيد الأضحى واحتفلت "آسيا" بطرح أول فيلم تاريخي ناطق في تاريخ السينما المصرية في 26 فبراير 1935؛ لتفتتح أفلامها التاريخية بواحد عن "الملكة العجيبة التي نصرت مصر في ساعات الضيق، وهزت جيوش الفرنجة، وأسرت ملكهم، وأدارت رحى الحرب، وسياسة البلاد، وعاشت عيشة حافلة بألوان المغامرات والأحزان والأفراح... الملكة (شجر الدر)".

ترجع أحداث الفليم، الذي شاركت في بطولته آسيا وماري كويني، إلى القرن الـ13، الذي تستحوذ فيه الجارية التركية "شجر الدر" على قلب "الملك الصالح" فيتزوجها، لتتدخل في شؤون البلاد، وترسم وتخطط المكائد والخطط عند نشوب الحرب ضد الصلبيين، ثم أن يموت "الملك الصالح" في أثناء الحرب فتخفي خبر موته؛ حتى لا يهتز الجند في المعركة، وتظل تحكم وتأمر باسمه حتى تم النصر على الصلبيين، ثم بعدها تعلن خبر موت "الملك الصالح" حتى يأتي ابنه من زوجته الأولى ويدعى "توران شاه"؛ ليحكم خلفًا لأبيه، لكه كان لا يحب الملكة شجر الدر، وكان عز الدين أيبك، كبير المماليك، يؤيدها، فيقتل توران شاه مع رجاله، وتتزوج شجر الدر من "عز الدين أبيك".

وتوجت "شجر الدر" ملكة على عرش مصر، إلا أنها وجدت "عز الدين أبيك" يمثل عقبة لها في الحكم فتؤجر مَن يقتله، وهنا تعود "سلامة" زوجة "عز الدين أبيك" الأولى كي تنتقم من "شجر الدر"، وتراسل الخليفة في بغداد كي يصدر أمره بخلعها، فيوفد الخليفة رسوله، وتخلع المرأة نفسها عن العرش، وتستطيع "سلامة" شراء حراس شجر الدر؛ لتنفرد بها وتقتلها في عقر ملكها، وتكون نهاية "شجر الدر" التي بقى اسمها في أوراق التاريخ، حسب موقع "سينما".

القصة التي جُسدت على الشاشة الفضية، هي الأوقع في نفوس المصريين ويعدونها هي الحقيقة، على الرغم من نفي المؤرخين لذلك، فقال المؤرخ قاسم عبده قاسم، في دراسة عنوانها "السينما والتاريخ.. هل هناك أفلام تاريخية مصرية"، إن الأفلام المصرية التي اقتربت من التاريخ تتواضع كثيرًا إذا قورنت بأفلام أجنبية مثل "الفارس الثالث عشر" المأخوذ عن كتاب "رحلة ابن فضلان" و"مملكة السماء" ففي هذين الفيلمين يمثل التاريخ "كما حكاه المؤرخون وكما كتبته المخطوطات التاريخية".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل