المحتوى الرئيسى

"غرفة".. وصايا المخرج أبرهامسن

02/25 10:56

مساء 10 شباط 2016، تستضيف استديوهات "وورنر بروذرز" عرضاً خاصّاً بفيلم "غرفة" لليني أبرهامسن، الحاصل على 4 ترشيحات رسمية لـ "أوسكار 2016"، بحضور المخرج، للإجابة على أسئلة جمهور مُكوَّن من طلّاب أكاديميّين في مراحل تخصّص مختلفة، في الإخراج والتمثيل والـ "سينماتوغرافيا" والإنتاج.

يدور النصف الأول، المثقل بالكتلة الدراميّة الكبرى للفيلم، في غرفة معزولة وموصدة من الخارج، يسكنها طفل في الأيّام الأولى من عامه الخامس، مع أمّه التي أنجبته وربّته فيها، من دون أن يخرج أحدهما منها، هي منذ أكثر من 7 أعوام، وهو منذ ولادته. الأم (بري لارسون) اختُطفت وهي قاصر، ووُضعت في الغرفة هذه في فناء دار الخاطف، وأنجبت طفلها جاك (جاكوب تريمبلاي) بعد اغتصاب الخاطف لها. ضمن هذه المعطيات، وحتى هذا الحدّ من الفيلم، تُفهم علاقة الأم بابنها، وعلاقتهما التقايضيّة القسريّة مع الخاطف، إلى درجة الاعتقاد أنّ ذروة الحكاية ونهايتها ستكونان بهروب وتحرّر من المعاناة تلك، المرصودة منذ بداية مشوار الشخصيات.

المفاجأة تتّضح لاحقاً: الحريّة كانت من نصيب الأم والابن في السّاعة الأولى، ما يُغيِّر من ملامح الفيلم في وعي المُشاهد مباشرةً. بهذا، ينتقل الصّراع من "خارجيّ" إلى "إشكال ضمنيّ"، تترجمه الشخصيات في محاولاتها بدء حياة جديدة في العالم الخارجيّ.

يُقدِّم "الغرفة" نموذجاً من البطولة غائبا منذ زمن عن وعي الجمهور المتابع للسينما الأميركية، التي تنهال عليه ـ في عقدها الأخير ـ بأفلام الأبطال الخارقين. بطولة في فعلٍ نبيلٍ من أمّ لابنها، ومن ابن لأمّه.

بعد مشاهدته، تتشكّل شريحة لا بأس بها من الجمهور، تعتبر أن الفيلم تحفة عابرة للزمن، في مقابل شريحة أخرى تعتبر أنه جهدٌ ضائعٌ في مفاصل كثيرة منه. لا يخلو الفيلم (118 د.) من ثغرات في سياق الحبكة، ومن تحوّلات لم تكن مقنِعَة أحياناً، أو غير مشبعة بحدّ كافٍ أحياناً أخرى. بعد دقائق قليلة على انتهاء الـ "تيترات"، ينضمّ أبرهامسن، صاحب تجربة ناضجة على الرغم من حداثة عهدها، للتحدّث مع الجمهور، وللإجابة على الأسئلة كلّها المتعلّقة بالفيلم خاصة، وبمسيرته عامة. هذه بعض النقاط التي تصدّى لها:

1ـ) التعصّب المطلق للرؤية الإخراجية المسبقة يصطدم عادة بعرض الحائط، وغالباً ما يضطر المخرج إلى أن يكون مرناً بما يفوق رغبته وطموحاته.

2ـ) أميركا، على عكس ما يعتقد كثيرون من المبتدئين المحليّين والأجانب، أصعب مكان للانطلاق كسينمائيّ صاعد يبحث عن تمويل لفيلمه. هذا شرط تغيّر جذريّاً لأبرهامسن بعد نجاحه الأخير.

3ـ) أعدّ أبرهامسن ممثّليه قبل أسابيع قليلة على بدء التصوير، كي يعتاد بعضهم البعض الآخر. إعداده لهم بعيدٌ البُعد كلّه عن روتين الـ "بروفات" التقليديّة، إذ يكتفي بساعة أو ساعتين يومياً في الغرفة، تقضيها لارسون مع تريمبلاي عن كثب. العمل ضمن قيود الميزانيّة المحدودة يدفع المخرج إلى حلول مبتكرة، ويحرّضه على التركيز على أداء الممثّلين بالدرجة الأولى.

4ـ) الفيلم المقتبس عن رواية، لن يخلو من تضحيات بتفاصيل تحملها الرواية، ولا مكان لها في شريط سينمائي. إقناع كاتبة الرواية إيما دونوغيوه ـ المقتبس عنها الفيلم، وهي "من أكثر الروايات مبيعاً" بحسب الصحيفة اليومية الأميركية "نيويورك تايمز" (2010) ـ مقتصرٌ على خطّة عمل واضحة. فعلى عكس مخرجين كثيرين يجاملون ويستطردون في مديح كتّاب روايات ناجحة جماهيريّاً، يمدح أبرهامسن، بحسب قوله، جهودها 3 ثوانٍ فقط، قبل تقديمه اقتراحاً يحمل رؤية سينمائية مفصّلة لـ 30 دقيقة. بهذا الأسلوب، وعلى تلك الدرجة من الجدّية، يحصل على حقوق الرواية بسعر جيّد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل