المحتوى الرئيسى

سمر الزهيري تكتب: بالصور.. جولة في المتحف المصري.. السياحة ترويج مش هز كتاف

02/25 10:17

لا يختلف كثيرا إحساس المواطن المصري القنوع الحبيب الودود المهاود  بما تحاول أجهزة الحكومات المتعاقبة زرعه في لاوعيه بأنه دائما في أفضل حال عن غيره من شعوب الدول المجاورة؛ بل ويتم برمجة اللاوعي عنده على هذا النحو إلى أن يصل لتمام الاقتناع وربما يستشري فيه المرض ليقوم بزرع تلك البرمجة ونقل العدوى إلى أبنائه وأصدقائه ومحيطه بهذه الأفكار المعطوبة، فتأتي المفاجأة عند سفر أحدهم إلى الخارج أو الاطلاع الذي لم يعد بعيدا على الإطلاق على أحد، بعدما أصبحت خدمات الإنترنت المتنوعة  في متناول الصغير قبل الكبير.. فيصاب بنفس الصدمه التي اصطدمت بها (حورية) القديرة “سعاد نصر” في مسرحية الهمجي من أن هناك عالما آخر وطريقة معيشة أخرى غير تلك التي سعى زوجها (آدم) “محمد صبحي” لإقناعها أنهم في أحسن حال من غيرهم؛ لكن تبدل الحال والقناعات لديها بعدما كانت راضية ومستسلمة ومستكينة في تلك الغرفة التي تضاهي في صغرها علبة الكبريت، إلى أن قادتهما الصدفة إلى زيارة منزل صديق زوجها الثري وزوجته. بحيث لم تعد قادرة على الاقتناع بمثل تلك الأكاذيب والوعود المخدرة المستهلكة كما كانت في السابق.

فبمجرد سماعها لنفس النغمة القديمة وهو يردد: يا حورية كل حد لازم يبقى راضي بعيشته.

انتفضت مذعورة متمردة: عيشة إيه يا أبو عيشة؟! عيشة إيه؟! ما تبص حواليك شوف الناس عايشة إزاي؟

عيشة إيه أيها السادة المسؤولين؟

كل هذا يوضع في كفة.. وانهيار السياحة بشكل متواتر وفج، يوضع في الكفة الأخرى.

السياحة.. هنا على كل مصري أن يهب واقفا متسائلا: سياحة إيه يا ابو سياحة؟

ماذا تفعل يا كل مسؤول في الدولة وفي الحكومه لإنقاذ السياحة؟ لإنعاش السياحة؟ لتوفير أكثر العوامل جذبا للسائحين؟

ماذا لديك من مزارات سياحية، وكيف تعمل على تطويرها وتنميتها والترويج لها؟

في الواقع إن الدولة تعتمد بالأساس على سياحة الشواطيء، بل وتكتفي بذلك.

نعم.. هذا هو تحديدا ما تعنيه دولتنا المصون حينما تلوح بتصريحات عن انهيار السياحة.. تشير بشكل رئيسي إلى انهيار سياحة المنتجعات والغردقة وشرم الشيخ، نظرا لتقديم هذه المنتجعات والفنادق عوامل جذب و ترفيه للسائحين لا تستطيع الدولة مضاهاتها فيه/ حيث ان أغلبها -إن لم يكن جميعها- يعود ملكيته إلى مستثمرين أجانب وشركات أجنبية، وهو ما لا تستطيع الدولة المنافسة عليه بأي حال من الأحوال على جميع المستويات..  لا على مستوى الخدمة أو النظافة أو الترفيه.

أصبح أي خلل في سياحة الشواطيء أمرا جللا؛ يهدد عرش السياحة في بلد يمتلك ثلثي آثار العالم!

أخذتني العزة بالإثم وقادتني قدماي إلى المتحف المصري العريق القابع في وسط القاهرة متوسطا ميدان التحرير في شموخ، حيث كان آخر عهدي به زيارة مدرسية منذ حوالي العشرين عاما.

المتحف الرئيسي للدولة.. المتحف الأكبر في عاصمة دولة -اكرر ثانية- تحوي ثلثي آثار العالم.

منذ أن دلفت من باب الدخول الرئيسي، وكأن الزمن لم يحرك ساكنا بهذا المكان، اللهم إلا أنه أصبح أسوأ حالا وإهمالا، لا يمكن أن يليق بصرح مثل ذلك، أو من المفترض أن يكون كذلك، نسبة لما يشمل بالداخل من مقتنيات وآثار متراكمة لا تقدر بثمن.

وعلى الرغم من التحذير من التصوير بالداخل، إلا أنني نجحت في التقاط بعض الصور التي تفضح هذا الكم من الفساد بالداخل.

يعتمد المتحف على نظام إضاءة عتيق يضيء بلمات غاية في الصغر من فئة اللمبات الموفرة للطاقة.. نعم.. يكاد يكون نصفها لا يعمل.. تضيء أعلى القاعات لتصبح وميضا لا يكاد يرى بالعين المجردة، لتصب قتامتها على فتارين عرض قاتمة، فتكون النتيجه إضاءة باهتة كئيبة تصيب الزائر بالعمى والكآبة والضجر.

أضف إلى ذلك عدم وجود تهوية جيدة على الإطلاق، مع انعدام وجود أي مكيفات هواء مركزية بالمكان، فتكون النتيجة مجتمعة مع رائحة الغبار الموجود نتيجة انعدام النظافة المطلوبة، شيئا يتسبب في حالة من الضيق والاختناق ويجعلك تشعر أنك داخل مقبرة فرعونية، أو داخل أحد سجون القلاع الحصينة في العصور الوسطى بمعنى الكلمة.

ليس هذا فحسب.. لا يخفى على أحد افتقار المكان ﻷبسط قواعد الذوقيات والجماليات والمتع البصرية والنقوش والزخارف المطلوبه؛ والتي لن يعجز في تحقيقها أبدا أصغر فرقة طلبة مستجدة من كلية الفنون الجميلة، ما إذا أوكلت لهم مثل تلك المهمة.

أما عن المراحيض العامة المخصصة للزوار والسائحين، فحدث ولا حرج.. لا تختلف كثيرا عن تلك المخصصة لساكني مساكن الإيواء، والتي لم أزر أيا منها من قبل، لكنها قطعا لن تكون أسوأ من هذه على أية حال.

هذا فقط الجزء، وليس الكل، أما هنا، فصور للمطعم الوحيد الموجود بالمتحف الفخم، لابد أن يكون هذا حال مطعمه الأنيق:

هنا.. صورة لقط نائم في سكون متحسرا على حالة الركود التي لا تحرك للمسؤولين ساكنا:

سؤالي للسيد الفاضل مدير المتحف المصري ووزير الآثار المبجل:

كم تبلغ يا سيدي عدد الثريات باهظة الثمن التي تزين مكاتب سيادتكم.. وكم عدد القائمين على نظافة وصيانة كل ما يتعلق بهما.

وما هي المهام الضخمة المنوط بها سيادتكم والخطط التطويرية التي تسعىون لتنفيذها وتطبيقها ولا يحالفكم فيها الحظ.

يا سيدي.. أنت خارج المنافسه بالمرة .. هكذا تكون متاحف العالم وإضاءات متاحف العالم والزخارف والمتع البصرية لمتاحف العالم:

والسؤال هنا: إذا كان هذا الخراب هو حال أكبر متاحف القاهرة.. المتحف الرئيسي .. فكيف الحال بالمتاحف الأخرى؟

وما هي نسبة الإقبال على تلك المزارات الهامة والرئيسيه التابعة للدولة ؟ والتي يصب ريعها في خزينة الدولة؟

كم عدد المتاحف المصرية الهامة والرائعه والتي لا يعلم بها المواطن المصري صاحب البلد ، فكيف الحال بالسائح الغريب؟

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل