الهدنة السورية.. رياح بما لا تشتهي السعودية وتركيا
"بالنسبة لتركيا فقد خذلها الأمريكان، وهي الخاسر الأكبر من الاتفاق، فكعضو في التحالف الدولي، ليس لديها الحق في فتح النار على مواقع الأكراد السوريين، في حين أن الأخير، في حال احترامهم للاتفاق، سيواصلون هجومهم ضد داعش في جميع أنحاء الحدود الواقعة مع تركيا" هكذا بلورت مجلة أكسبرت" الروسية كيف ضُرت تركيا من اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
ولم تكن تركيا فقط الخاسرة من الأمر فحليفتها السعودية هي الأخرى عُرقلت مساعيها للتدخل بسوريا بسبب الهدنة التي أفادت خصمها وهو النظام السوري، فكما قالت المجلة الروسية :"للوهلة الأولى، الاتفاق ملائم للغاية بالنسبة لبشار الأسد، ففي الواقع الهدنة تلزم قوات النظام بوقف إطلاق النار، ما يوفر الفرصة لإعادة التسليح وبناء قواتها."
السؤال المنطقي هنا كيف سيكون الرد التركي السعودي خلال فترة الهدنة التي جاءت بما لا تشتهيه الدولتان؟.
المملكة جمعت الفصائل السورية المعارضة للتشاور لديها منذ الاثنين الماضي حول الهدنة التي ستبدأ السبت المقبل.
وعقدت الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن فصائل في المعارضة السورية اجتماعا في الرياض قبل انطلاق جولة ثانية من المفاوضات مقررة مع وفد دمشق في جنيف الخميس برعاية دولية.
تركيا والسعودية سيواصلان استعدادهما للتدخل البري في سوريا لعلمهما أن الهدنة سوف تسقط عاجلا أم آجلا، هكذا رأى ميسرة بكور المحلل السوري ومدير مركز الجمهورية للدراسات.
وأشار بكور في حديثه لـ"مصر العربية" أن تركيا أوقفت قصفها لمدينة إعزاز تحت الضغط الأمريكي وهو ما ستحاول استغلاله الميليشيات الكردية.
وتابع:" السعودية سائرة في نهجها فهي غير واثقة في بشار الأسد، وهي استعدت بتدريبات رعد الشمال بجانب تدريبات في تركيا إضافة لإرسال طائراتها لتركيا".
وأكد أن الدولتان ستواصلان التأهب للتدخل البري في سوريا لتنفيذه فور سقوط الهدنة في سوريا.
وأوضح أن السعودية وتركيا ستحاولان استغلال الهدنة في توصيل مساعدات للمعارضة فلم تشترط الهدنة وقف تداول الأسلحة، مفيدا بأن الثوار كانوا في حاجة لهذه الهدنة لإعادة ترتيب الصفوف.
من جانب آخر اعتبر زكريا عبدالرحمن المحلل السوري أن أمريكا وروسيا تقدمان بهذه الهدنة مشروع مناهض للثورة السورية، متهما أمريكا بالضغط على حلفائها لإقناع فصائل المعارضة بالتراجع وتقبل النظام السوري بدعوى أنه بات أقوى ومسيطر.
وأكمل:" الرهان الآن على المعارضة وقياداتها هل ستبتلع الطعم وتتراجع أم سترفضه وتقاومه".
وأكد أن تركيا والسعودية تنتظران موقف المعارضة فإن قبلت بالمشروع الأمريكي الروسي لن تكونا "ملكيين أكثر من الملك"، وإن رفضت المعارضة هذا المخطط سوف تجبران السعودية وتركيا على تقديم الدعم للمعارضة بشكل أكبر.
ولقيت الهدنة ترحيبا من معظم الأطراف المعنية بالحرب السورية ولكنه ترحيبا محفوفا بالحذر أو التشاؤم أحيانا، إذ أعلن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، أن فصائل الثورة السورية أبدت موافقة أولية على التوصل إلى هدنة مؤقتة، بشرط أن يتم ذلك وفق وساطة دولية.
وقال بان كي مون إنه يرى في الإعلان عن وقف إطلاق النار في سوريا "بارقة أمل".
ورحبّت تركيا اليوم بالإعلان عن وقف إطلاق النار لكنها لم تبد تفاؤلا حول تطبيقه وتوعدت بالرد على الميليشيا الكردية في حال تعرضت لهجوم.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش أمام الصحافيين"أرحب بهذه الهدنة لكنني لست متفائلا جدا إزاء احترامها من قبل كل الأطراف".
وكان موقف بريطانيا مقاربا لموقف تركيا حيث اعتبرت أن وقف إطلاق النار لن يكون ناجحا ما لم تغير روسيا وسوريا موقفيهما على الأرض بشكل ملحوظ.
وقال وزير خارجيتها فيليب هاموند إن هناك أدلة مقلقة للغاية على تنسيق بين القوات الكردية السورية والحكومة السورية وسلاح الجو الروسي.
ووصف بوتين اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا بأنه خطوة حقيقية لوقف حمام الدم،
Comments