المحتوى الرئيسى

«جبهة النصرة» تستقطب الفصائل الإسلامية في سوريا ردًا على الضربات الروسية

02/24 20:43

«أنصار الشريعة، المنتصر بالله، وأخيرًا شام الأمة»... تنظيمات وفصائل إرهابية عديدة في سوريا، لا تلبث كل يوم وتعلن انضمامها لتنظيم جبهة النصرة المعارضة في دمشق، ذراع تنظيم القاعدة، حيث بايعها خلال الفترة الأخيرة، عددًا من الفصائل الإرهابية الأضعف منها، الأمر الذي يقويها رويدًا رويدًا في وجه تنظيم داعش الإرهابي على أرض حلب.

خبراء الإسلام السياسي عللوا ذلك بأن جبهة النصرة تستخدم سياسة توازن الضعيف، وهي الاستنجاد بفصائل أضعف منها لتقويتها، في ظل الضعف الذي تعاني منه بسبب الضربات الروسية السورية، فضلًا عن كونها تسعى للزعامة والظهور في صورة القائد في صراعها مع تنظيم داعش.

وكان تنظيم شام الأمة آخر الفصائل الإرهابية التي أعلنت أمس مبايعتها لجبهة النصرة، من أجل التوحد في مواجهة الجيش السوري الحر، والطائرات الروسية، التي وجهت عددًا من الضربات للمعارضة المسلحة في حل خلال الفترة الأخيرة.

إسلام الكتاتني، المنشق عن جماعة الإخوان، رأى أن استقطاب النصرة للتيارات والفصائل الإسلامية في سوريا له جانبين، الأول نفسي مُتمثل في حب الزعامة والقيادة، بأن تظهر في ثوب التنظيم الأكبر الذي تخضع له كل الفصائل، وتندرج تحت لوائه بسبب قوته، مشيرًا إلى أن السبب الثاني هو محاولتها لتقوية نفسها بالاستعانة بمن هو أضعف منها.

وأوضح أن ضربات الجيش السوري بالتعاون من الطائرات الروسية، استطاعا تحقيق نجاح كبير على جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات، وتوجيه ضربات مُوجعة لها خلال الفترة الأخيرة، في ظل دعم إيران وحزب الله، الأمر الذي دفعها للجوء إلى هذه التيارات، لتضمن بقائها أطول فترة ممكنة في الحرب.

وأكد أن هذه التنظيمات تحركها القوى الغربية والإقليمية سواء بالمبايعة أو الانضمام تحت لوائها، من أجل تقسيم الدول العربية واضعاف أنظمتها، موضحًا أن ضم جبهة النصرة للفصائل الإسلامية المصغرة في سوريا لا يعتبر مؤثرًا على قوتها في مواجهة النظام السوري، نظرًا لأن نفوذها محدود وقدراتها ضعيفة.

ولم يكن تنظيم شام الأمة أول فصيل إرهابي يعلن انضمامه إلى النصرة، فقد سبقها حركة أنصار الشريعة، وكتيبة المنتصر بالله، كذلك مقاتلوا تنظيم جند الأقصى السوري، أعلنوا في بيان لهم يوم الخميس الماضي، انضمامهم إلى جبهة النصرة.

وفي مطلع العام الحالي، بثت جبهة النصرة فيديو، يظهر فيه زعيمها أبومحمد الجولاني، يدعوا فصائل الثوار إلى توحيد صفوفها؛ من أجل الوقوف في وجه الحملة الصليبية الروسية، معتبرًا أن التدخل الروسي في سوريا هو السهم الأخير لنظام بشار الأسد.

وأوضح هشام النجار، الباحث في الشؤون الإسلامية، أن كل الفصائل الإرهابية في سوريا باتت مستهدفة، ومُعرضة للانهيار الكامل، فتدعوا للتوحد تحت سياسة توازن الضعيف، بمعنى محاولة استقواء التنظيم الضعيف بالأضعف منه من أجل القوة.

ولفت إلى أن الساحة الشرقية السورية تشهد صراع بين تنظيم داعش وتنظيم القاعدة الذي تعد جبهة النصرة أحد أذرعه، فتحاول ضم الفصائل الإسلامية الأخرى لتظهر القاعدة في صورة الأقوى من تنظيم داعش، في ظل الصراعات الموجودة للتنظيمات الإرهابية.

وشدد على أن مستجدات الحرب الروسية والجيش السوري، جعلت التنظيمات الإرهابية كـ«المورتوة» تبحث عن من تسنتجد به، موضحًا أن بداية الحرب في سوريا كانت داعش والنصرة يسيطران على أجزاء كبيرة من سوريا، ولديهم نفوذ في مساحات واسعة، حتى باتوا كالدولة داخل الدولة، ألا أن الحرب الروسية قلبت كل شيء رأسًا على عقب، ودفعهم للتفكير في التوحد.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل