المحتوى الرئيسى

الكويت.. دور إنساني رائد وعلاقات متميزة مع مصر

02/24 10:03

تشهد سفارة الكويت بالقاهرة ومندوبيتها الدائمة لدى جامعة الدول العربية هذا الأسبوع مجموعة من الفعاليات التي تتواكب مع الاحتفالات الوطنية بالذكرى الـ 55 للعيد الوطني والـ 25 ليوم التحرير وذكرى مرور عشر سنوات على تولي أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم.

وبهذه المناسبة تقدم سفير دولة الكويت لدى مصر سالم غصاب الزمانان بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلي سمو الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت وإلي سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء وإلي معالي الشيخ صباح الخالد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وإلي الشعب الكويتي، داعياً الله أن يحفظ الكويت وأهلها ويديم عليها نعمة الأمن والأمان والتقدم والازدهار.

وأشاد الزمانان بالمشاركة المصرية والعربية الكبيرة في الاحتفالات بالأعياد الوطنية، فضلاً عن حرص عدد كبير من المسئولين والسياسيين والفنانين والمثقفين والرياضيين علي المشاركة في احتفالات السفارة والمندوبية الدائمة لدي جامعة الدول العربية، مؤكداً أن تلك المشاركة تعكس مدى عمق ومتانة العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع الشعبين المصري والكويتي في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة.

ويأتي احتفال سفارة الكويت بالقاهرة ومندوبيتها الدائمة لدي جامعة الدول العربية هذا العام بذكرى عزيزة لديها ولدى شعوب المنطقة قاطبة، خاصة الشعب المصري وسط ظروف وتطورات إقليمية بالغة الدقة من ناحية وتدعو للتفاؤل من ناحية أخري وتعكس في الوقت نفسه مدي قوة التعاون الثنائي الذي سجل معدلات عالية من التقارب خلال العام الماضي من خلال عدد من اللقاءات والفعاليات، في مقدمتها زيارة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لمصر في مارس للمشاركة في فعاليات المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ التي تلتها زيارة ثانية في أغسطس لحضور مراسم افتتاح مشروع ازدواج قناة السويس وسبقت هذه الزيارات زيارة تاريخية قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لدولة الكويت في يناير من العام الماضي، حيث حققت هذه الزيارات العديد من النتائج الإيجابية وجسدت قوة وخصوصية التعاون الأخوي بين البلدين الشقيقين.

وتعود ذكرى العيد الوطني للكويت إلى تاريخ تولي الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح مقاليد الحكم في 25 فبراير من عام 1950، وقيادة البلاد في مرحلة مهمة في تاريخها المعاصر، وهي مرحلة التحضير لاستقلال البلاد والإعلان رسمياً عنه، الذي تم فعلياً بعد نحو عقد من الزمان في يونية من عام 1961.

ولم تكن كلمات الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم لمواطنيه بمناسبة إعلان الاستقلال سوى تمهيد لعهد جديد سار عليه من خلفه من حكام البلاد لتبدو الكويت اليوم وعقب مرور أكثر من نصف قرن من هذا التاريخ في أبهى صورها الديمقراطية حينما ختم كلمته لمواطنيه بمناسبة إعلان الاستقلال، بقوله: «نرجو، ونحن على أبواب عهد جديد، أن تبدأ الكويت انطلاقتها بتقوية أواصر الصداقة والأخوة مع شقيقاتها العربيات».

وفيما كانت كلمات الشيخ عبدالله السالم عنواناً للكويت خلال مراحل تاريخها السابق، كانت أيضاً شعاراً تمسكت به قيادتها حتى اللحظة، لتحقيق هذه المكانة الرفيعة التي تحتلها الآن وسط أقرانها وبين حليفاتها من دول العالم المختلفة،  واستطاعت الكويت بحكمة قادتها، الوصول إلى درجة من التطور والتقدم جعلتها تتبوأ مكانة فاعلة ومؤثرة بين دول المنطقة.

ولا تقتصر الإنجازات الكويتية على تنمية القطاعات الوطنية أو التنمية البشرية، وإنما تتجاوز ذلك لتشمل الدور الخارجي لها وعلاقاتها مع أشقائها العرب لاسيما مصر، وهو ما يعطي مثالاً واضحاً في مد يد العون والمساعدة للأشقاء والأصدقاء والحلفاء من خلال صندوق التنمية الاقتصادية العربية، الذي يمارس دوره انطلاقاً من إيمان كويتي عميق بأن تمويل الخطط والبرامج والمشروعات الإنمائية في الدول الآسيوية والأفريقية وغيرها، هي ضرورة تمليها عليها قيمها الدينية والاجتماعية ومكانتها الإقليمية قبل أن تكون دوراً تفرضه عليها سياستها الخارجية مع دول العالم، وهي السياسة التي توصف بدورها بالاعتدال والتوازن والشمول.

وعلى الصعيد الدولي شهدت الكويت في الأعوام الأخيرة سلسلة من الفعاليات التي استهدفت تعزيز العلاقات التي جمعت بين الكويت وأشقائها العرب وأصدقائها في مختلف دول العالم، واستضافت الكويت عدداً من القمم الدولية المهمة على أرضها توجت جميعها بالنجاح الساحق مما يؤكد الدور النشط والفعال للكويت فى المنطقة فى ظل القيادة الحكيمة لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

ففي 30 يناير من عام 2013 افتتح الشيخ صباح الأحمد أعمال المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا بمشاركة 59 دولة، وخلال المؤتمر أعلن عن تبرع دولة الكويت بمبلغ 300 مليون دولار للشعب السوري الشقيق.

كما ترأس أعمال القمة الخليجية في دورتها الـ 34 التي استضافتها الكويت في الفترة من 10-11 ديسمبر من العام نفسه علي خير وجه واستطاعت بقيادته  الخروج بقرارات مهمة تسهم في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك وتحقق آمال وتطلعات الشعوب الخليجية المنشودة ممثلة في إعلان الكويت الذي تضمن إنشاء قيادة عسكرية موحدة لدول مجلس التعاون الخليجي، وإنشاء أكاديمية خليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية، بالإضافة إلى إنشاء جهاز للشرطة الخليجية لدول المجلس (الإنتربول الخليجي)، إلي جانب اعتماد عدد من القواعد الموحدة في مجال تكامل الأسواق المالية بالدول الأعضاء في إشارة لاستمرار خطوات التكامل بين دول المجلس في المجالات الاقتصادية كافة.

كما ساهمت رعايته لأعمال القمة العربية الأفريقية الثالثة (شركاء في التنمية والاستثمار) التي استضافتها الكويت بمشاركة 71 دولة ومنظمة عربية وإقليمية ودولية في نجاحها التي تعد القمة الأولى من نوعها منذ 2010، وقد أعلن خلاله عن تقديم قروض ميسرة لدول أفريقيا بمبلغ مليار دولار، إلى جانب استثمارات بمليار آخر، بالتعاون والتنسيق مع البنك الدولي والمؤسسات الدولية الأخرى. فضلاً عن إطلاقه جائزة سنوية للأبحاث التنموية في أفريقيا بقيمة مليون دولار باسم الدكتور الراحل عبدالرحمن السميط تكريماً له علي جهده في نشر الإسلام في القارة السمراء ومثَّل مصر فيها الرئيس السابق المستشار عدلي منصور علي رأس وفد كبير ضم وزراء الخارجية والتعاون الدولي والتجارة والصناعة.

وفي مارس من عام 2014 استضافت الكويت الدورة الخامسة والعشرين للقمة العربية وسط مشاركة عربية جماعية ومثل مصر فيها المستشار عدلي منصور ونجحت القمة في اعطاء دفعة جديدة لمسيرة التضامن العربي وساهمت في تحجيم الخلافات بين عدد من الأطراف.

واستمراراً لدعم الكويت بقيادة الشيخ صباح الأحمد غير المحدود للشعب السوري ومساعيه للحد من معاناة اللاجئين والنازحين منهم  فقد دعا لعقد ثلاثة مؤتمرات للمانحين لسوريا في الكويت والتزمت خلالها بتقديم 1300 مليون دولار للاجئين السوريين.

واستضافت الكويت هذه المؤتمرات وسط مشاركات عربية وإقليمية ودولية غير مسبوقة ونجحت في حشد كافة الجهود الدولية لتوفير المزيد من الدعم المالي للأشقاء السوريين في أزمتهم، وهو ما لاقي قبولاً واستحساناً دولياً واسعاً تجلي في إشادة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بجهوده واسهاماته التي تدل علي محورية القضية السورية في السياسة الكويتية والدور الإيجابي الذي تلعبه لاحتواء أزمات المنطقة وبادر بإطلاق لقب قائد الإنسانية عليه تقديراً من المجتمع الدولي لهذه الجهود، وتم اختيار الكويت مركزاً للعمل الإنساني الدولي وتكريم الشيخ صباح الأحمد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك تقديراً لجهوده في هذا المجال، كما تم تكريمه في احتفال مماثل بمقر الجامعة العربية بالقاهرة ولم تتوقف الكويت عن دعمها لأزمة اللاجئين، حيث شارك الشيخ صباح الأحمد في رئاسة المؤتمر الرابع للمانحين الدوليين الذي استضافته العاصمة البريطانية لندن أوائل فبراير الحالي وقدمت الكويت تبرعاً جديداً بقيمة 300 مليون دولار ليرتفع إجمالي المساعدات الكويتية للشعب السوري إلي 1٫6 مليار دولار فيما تستمر الجهود السياسية لإيجاد مخرج سريع للأزمة السورية يجنب هذا البلد الشقيق مخاطر الانقسام وإراقة المزيد من الدماء.

كان عام 2015 عاماً استثنائياً في العلاقات بين مصر والكويت، حيث شهد ثلاث زيارات متبادلة علي مستوي القمة لكل من الشيخ صباح الأحمد والرئيس عبدالفتاح السيسي، فضلاً عن عديد من الزيارات علي مستوي الوزراء وكبار المسئولين في كلا البلدين وتواكب ذلك مع انتهاء كافة استحقاقات خارطة المستقبل، ما أفضي إلي موجة جديدة من التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، وحراك غير مسبوق شكل انعكاساً لقوة الروابط التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين من خلال عدد من برامج الدعم بدأت بحزمة المساعدات الاقتصادية بقيمة 4 مليارات دولار التي أعلن عنها خلال مؤتمر شرم الشيخ ليبلغ إجمالي الدعم الكويتي لمصر منذ ثورة 30 يونية 8 مليارات دولار، فضلاً عن استمرار التعاون عبر آليات أخري في مجالات الطاقة والبتروكيماويات.

وقد جاء ذلك الدعم منسجماً مع العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين منذ عقود طويلة وكجزء من مساعي الكويت للمساهمة في تنمية الدول العربية قاطبة منذ استكمال استقلالها عام 1961 حيث تقوم سياسة الكويت علي دعم أشقائها في أزماتهم، وخير شاهد علي ذلك الدعم الذي وجهته للعديد من الدول العربية مثل المغرب والبحرين وفلسطين والسودان ولبنان جنباً إلي جنب مع الدعم المقدم للاجئين السوريين.

ولم يقتصر الدعم الكويتي علي صورة المنح بل برز أيضاً استخدام آلية القروض وخلال الفترة الأخيرة قدمت الكويت لمصر قرضا بقيمة 108 ملايين دولار لتطوير منظومة السكة الحديد المصرية، وهو ما تم بموجب اتفاقية وقعها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية مع الحكومة المصرية لتحديث نظام الإشارات الضوئية لخطوط السكة الحديدية من خلال استبدال نظام الارتباط الميكانيكي بنظام ارتباط إلكتروني حديث يتم التحكم بواسطته في تشغيل الخط بالكامل واتبع ذلك توقيع اتفاقية قرض جديدة للمساهمة في تمويل مشروع محطة توليد كهرباء أسيوط «الوليدية» لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية في مصر بهدف العمل علي تخفيض حدة مشكلة انقطاع الكهرباء التي عانت منها مصر في الأعوام السابقة, فضلاً عن قرض آخر بقيمة 100 مليون دولار للمساهمة في تمويل حصة مصر في مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية تم توقيعه في نوفمبر من عام 2015، وهو ما يضاف لسلسلة مساهمات الصندوق الكويتى للتنمية في عملية التنمية في مصر، حيث ليرتفع بذلك إجمالي القروض المقدمة لمصر إلي 2٫4 مليار دولار عبر 40 قرضاً إلي جانب عدد من المنح الفنية الأخري.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل