المحتوى الرئيسى

مفتاح صفقات مينديش (3) – نبوءة ديكو في برشلونة

02/23 16:40

"إذا لم يكتشفني مينديش، كنت سأعود للبرازيل وأصبح في طي النسيان".. هذه العبارة البسيطة تلخص قصة طويلة متشعبة كان جورجى هو بطلها الرئيسي، إنها حكاية تداخلت فيها الأقدار وتضمنت رحلات ويأس وأمل نهاية بالوصول للحلم.

كانت الصدفة وحدها هي السبب في تعرف مينديش على ديكو.

كان جورجي حاضرا في مباراة بملعب فريق اسبينيو (كوماندانتي مانويل أوليفيرا فيولاس) لمشاهدة لاعبه هوجو ليال الذي كان معارا حينها من بنفيكا لفريق ألفيركا، نفس الفريق الذي كان يتواجد فيه ديكو تحت نفس الظروف.

في المدرجات كان مينديش جالسا مع شريكه سرجيو ألفيش، وكلما لمس ديكو الكرة كان ألفيش يلكز جورجي بكوعه ويقول: "إنظر له، علينا أن نجعله معنا".

يقص مينديش "المرة الأولى التي شاهدت فيها ديكو اقتنعت به تماما. وفي اليوم التالي كنت بدأت بالفعل البحث عن طرق للتوقيع معه".

ما لم يكن يعرفه مينديش وألفيش حينها هو أن ديكو كان يمر بوضع بائس ومحبط للغاية.

يقص ديكو "كنت على وشك العودة للبرازيل وتحدثت مع أحد العاملين بالنادي لكي أعثر على حل، كنت حزينا للغاية، أخبروني بأنني سألعب في بنفيكا ولكن وجدت نفسي معارا لألفيركا. قلت لنفسي سأعود للبرازيل، فهنا لا أحد يساعدني".

لم يكن ديكو يلعب في دوري الدرجة الأولى كما وعدوه بل أنه كان يحصل على نصف الراتب المتفق عليه وكان يعيش في شقة متواضعة مشتركة مع زميل آخر.

كان يبكي كل يوم وحينها ظهر ألفيش ومينديش.

يقول اللاعب: "بعد هذه المباراة، وصلتني أخبار بأن مينديش يرغب في الحديث معي، لم يكن لديه حينها الكثير من الأسماء ولكن قلت لنفسي أنا على أي حال بلا وكيل وسأوقع معه".

على الجانب الأخر لم يكن مينديش وألفيش يصدقان الأمر: خلال أسبوع واحد تمكنا من تمثيل لاعبين واعدين، هوجو ليال وديكو الذي ذهب ليعيش في منزل ألفيش.

يضيف ألفيش "كان أفضل لاعب في العالم تقريبا عام 2004 ولكن في النهاية ذهبت الجائزة لغيره"، في اشارة للكرة الذهبية التي توج بها الأوكراني أندريه شيفيشينكو.

كان هناك بند في عقد إعارة ديكو من بنفيكا لألفيركا بقيمة 500 ألف دولار سواء للشراء أو الاستعادة، ولكن مينديش كان مقتنعا بأن النادي العملاق لن يُفعله لأن مدرب الفريق جرايمي سونيس كان مهتما فقط باللاعبين الإنجليز فيما أن الرئيس فالي إي ازيفيدو كان يمر بفترة مليئة بالمشكلات.

يكمل مينديش "كنا نعرف أيضا أنه اذا ما قرر ديكو العودة للبرازيل، فإننا سنخسر الكثير، لأنه في تلك الفترة لم يكن بامكاننا تحمل تكاليف السفر أكثر من مرة".

كان الحل الذي عثر عليه الثنائي هو انتقال اللاعب إلى سالجيروش، أحد أندية شمال بورتو، حيث أقنع مينديش رئيس النادي الصغير بالأمر وبموهبة اللاعب وبالراتب المرتفع بعض الشيء الذي سيدفعه، مؤكدا له أن هذا الأمر سيكون استثمارا جيدا في المستقبل.

حينها لم يكن لدى مينديش تلك الصفقة بين يديه ولكنه كان واثقا من حدوثها.

تعقدت الأمور مجددا فحينما بدأ ديكو يلعب ويثبت نفسه ظهر فريق في البرازيل يدعى سنترو سبورتيفو ألاجوانو واتضح أنه يمتلك حقوق اللاعب.

الآن لم يكن هناك حل سوى السفر، لذا خاض هذه الرحلة رئيس سالجيروش ومينديش وألفيش ولكنها كانت اقتصادية لأقصى الحدود، على متن طائرة خاصة قديمة ومتهالكة، يقودها في الأساس راهب سابق!

ألفيش يمزح بخصوص الموضوع قائلا: "أعتقد أن الرب ساعد الربان بكل تأكيد لأنه في الكثير من الأحيان كان يبدو أن المحركات ستتوقف".

تمكنت هذه البعثة الثلاثية من حل الأزمة والتوقيع على اتفاق ولكن ظهر فجأة أن ألاجوانو باع حقوق ديكو لألفيركا بمليون دولار، بهذه الطريقة أصبح ديكو قد بيع لناديين : سالجيروش وألفيركا لترفع القضية لـ(فيفا) ويضطر اللاعب للتوقف عن المشاركة والتدريبات مع زملاءه لمدة أربعة أشهر.

كان الأمر كما لو أن أحدهم وضع خنجرا فوق عنقه.

كان مينديش واثقا من موقفه وفي أكتوبر جاء النبأ السعيد حيث رفع الإيقاف واستمر ديكو مع سالجيروش، ولم يتبق سوى أن يفي جورجي بوعده لرئيس النادي وهو إبرام تلك الصفقة التي ستعود على خزائن المؤسسة التي يقودها بالربح.

خلال ديسمبر لعبت ودية بين سالجيروش وبورتو وتألق ديكو فيها، وفي نفس الشهر كان مينديش أوفى بعهده لرئيس النادي الصغير وديكو، حيث وقع صاحب الأصول البرازيلية لفريق الـ"تنانين" الذي صنع معه اسمه.

توج ديكو مع بورتو بالدوري ثلاث مرات ومثلها في كأس البرتغال، وتضخمت أسطورته تحت قيادة جوزيه مورينيو حينما كان أبرز نجوم الفريق في التتويج بكأس الاتحاد الأوروبي ودوري الأبطال بشكل متتالي.

يقول مورينيو: "كان هو رقم 10 الخاص بي، إنه رمز كبير لفريق حقق معجزة جيله"، ليس جيله فقط من اللاعبين بل أيضا وكيله مينديش الذي بدأ اسمه يكتسب شهرة أكبر وأكبر، ولكن جورجى لا يحب التوقف، فعلى الرغم من أن ديكو لم يقلها له صراحة إلا أنه كان يعرف أن حلم حياته هو اللعب في برشلونة.

في صيف 2003 رفض بينتو دا كوستا رئيس النادي رحيله ولهذا فإن ديكو لم يظهر أفضل أداء لديه خلال كأس السوبر الأوروبي أمام ميلان في 29 أغسطس 2003 بملعب لويس الثاني في موناكو.

ذلك الملعب الذي كان مينديش دعا إليه تحديدا رئيس برشلونة خوان لابورتا وسكرتير النادي الفني تشيكي بيجرستاين لكي يشاهدا ديكو بصورة مباشرة.

ديكو لم يلعب جيدا لدرجة أن لابورتا يقول: "في تلك المباراة كان سيئا، لدرجة أننا قلنا مازحين لجورجي: (كنا نعرف أنك في يوم من الأيام ستحاول تركيب ذيل لكل منا)".

يقول ديكو بنفسه: "في 2003 حينما أخبرني بورتو بأنه لن يسمح برحيلي، ظللت طيلة شهر تقريبا في حالة سيئة. أثناء تلك المباراة لم أكن في قمة تركيزي ولم ألعب جيدا".

بعدها بعدة شهور أعاد مينديش الكرة، وفقا لما يقصه إداري برشلونة أليخاندرو اتشيبريا، حينما لعب البرسا مع بورتو في نوفمبر 2003، حيث دعاه جورجي هو ولابورتا وبيجرستاين للغداء الذي لم يتوقف فيه عن قول: "اذا ما كنتم ترغبون في الفوز بدوري الأبطال، تعاقدوا مع ديكو".

تلك النبوءة التي تحققت في وقت لاحق.

بعدها لابورتا أخبر مينديش بأن يعيد إرسال شرائط الفيديو التي تخص ديكو، وعلى الرغم من أنه لم يحصل على رد فإنه لم يستسلم واستغل زيارة أخرى لرئيس النادي للشبونة وظل يكرر الاسم "ديكو ديكو ديكو".

يقص لابورتا "كنا في لشبونة للعب مباراة ودية ودعانا للعشاء، لا أتذكر المطعم ولكن لن أنسى تلك الأغنية التي جعلنا نسمعها في السيارة، كان الهتاف الذي ألفته جماهير بورتو لديكو".

وتابع "لا زلت أحفظ كلماته: إنه رقم 10 / يبدع بقدميه / أفضل من بيليه/ إنه ديكو أوليه أوليه".

لم يكن هناك حل أمام قيادات البرسا سوى النظر في الأمر بجدية والاقتناع باللاعب، لذا سافر لابورتا وبيجرستاين وفيران وروسيل لبورتو لاتمام الصفقة مع بينتو دا كوستا، في الوقت الذي كان خلاله ديكو متواجدا بمعسكر البرتغال استعدادا لكأس الأمم الأوروبية (يورو 2004 حيث استقبل النبأ السعيد.

وصل ديكو لبرشلونة في يوليو 2004 وكان بمثابة مدرسة داخل النادي حيث يقول لابورتا "ديكو كان صفقة ناجحة بالنسبة للبرسا، دائما ما أردد بأنه علم شابي وإنيستا المنافسة، كل منهما كان لديه موهبة كبيرة ولكن حظهما كان جيدا بتواجده معهما".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل