المحتوى الرئيسى

مسارح الفنّ المستقل في مصر.. الثقافة بعيداً عن "مقص الرقيب"

02/23 12:13

رغم إغلاق مسرحي “روابط” و”تاون هاوس” وسط القاهرة في الذكرى الخامسة لثورة “٢٥ يناير”، فإن مراكز الثقافة البديلة مازالت تعمل بنشاط لتقديم جرعات من الفن والترفيه الراقي للشباب، بعيداً عن مظلة الثقافة الرسمية.

كان لـ “روابط” - ومن قبلها “ساقية الصاوي” قبل أن تتقارب مع السلطة -، دورٌ كبيرٌ في التمهيد للثورة قبل أن تحدث، وذلك من خلال تبنيها للإبداع الفني الجديد المتمرد على القيود ورفعها سقف حرية الإبداع.

ويخشى المثقفون المصريون من إغلاق أماكن الثقافة والترفيه المستقلة، التي يجد فيها الشباب متنفساً ثقافياً بعيداً عن مظلة وزارة الثقافة وأماكنها التي لا تحظى بجمهور كبير.

ورغم وجود بعض المسارح التي سمحت برفع سقف حرية الإبداع لدى الشباب، فإنهم فضلوا التوجه إلى “ميدان عابدين” بالقاهرة، للمشاركة في فعاليات “الفن ميدان” الذي انطلق عقب ثورة يناير/كانون الثاني 2011، واستمر لـ 3 سنوات كتعبير عن الثورة، حتى تم منعه من قبل وزارة الداخلية المصرية في أغسطس/آب 2014.

وتوقع الكثيرون أن يتحول “الفن ميدان” إلى مؤسسة ثقافية تجمع تحت لوائها كل الفرق الفنية التي احتضنتها مسارح الفن المستقل - فرق الاندرغراوند (underground) -، إلا أن الهاجس الأمني من تحول الفن ميدان إلى تظاهرةٍ ثقافيةٍ معارضةٍ للنظام حال دون استمرار التظاهرة الشهرية.

إذا كنت من هواة مسارح الفن المستقل وفرق الاندرغراوند (underground)، نقدم لك فيما يلي أهم الأماكن التي يمكنك زيارتها:

في العام 1998، أسس الكندي ويليام ويلز مع الفنان المصري ياسر جراب “غاليري تاون هاوس” وسط القاهرة كملتقى لعشاق الفن التشكيلي، ليعمل على تنشيط ودعم حركة الفنون المحلية المصرية من خلال إتاحة فرص العرض والإعداد والتجهيز للفنانين المستقلين وخاصة من الشباب.

وخلال سنوات طويلة من العمل، نجح الغاليري في أن يصبح ملتقى للفن والإبداع المستقلين عن دائرة العمل الرسمي في وزارة الثقافة وروتين بيوتها وأماكنها. وقدم عدداً كبيراً من عروض المسرح والسينما والموسيقى، بالإضافة إلى تخصصه الأساسي في معارض الفنون التشكيلية المعاصرة.

وبعد أعوام من تأسيس “تاون هاوس” أو “بيت المدينة”، استغل الغاليري مرآباً قديماً للسيارات في شارع قريب وحوله إلى مسرح “باسم روابط”، الذي صار مكاناً للعروض الفنية ومنصة للفنون الأدائية، وذلك عندما شعر الفنانون بالحاجة إلى مساحة فنية للفرق المستقلة للتعبير عن أنفسهم دون أي رقيب أو تدخل من أحد، وهو متاح لأي فنان، وكل ما عليه فعله أن يتوجه إلى إدارة المسرح لاستئجاره. لكن المسرح مغلقٌ حالياً من قبل أجهزة الأمن حتى إشعار آخر.

في مارس/آذار 2014، تأسست سينما “زاوية” بدار سينما اوديون في وسط القاهرة، لتصبح أول دار عرض للسينما البديلة في مصر، من قبل شركة “أفلام مصر العالمية - يوسف شاهين”.

أتاحت “الزاوية” للشباب فرصة التعرف على ثقافة الشعوب من خلال السينما، عبر عرضها أفلاماً من بلدان مختلفة على عكس الرائج في دور السينما المصرية.

ينقسم برنامج “زاوية” ما بين العروض السينمائية والفعاليات، ويشمل مختارات من دول مختلفة، كالأفلام القصيرة والتسجيلية والروائية والتجريبية.

يأمل فريق العمل أن يتحول لسلسلة دور عرض السينما البديلة في جميع أنحاء مصر.

في العام 2004، أسس د. أحمد المغربي المتخصص في التراث المركز المصري للثقافة والفنون الذي يحمل اختصاراً اسم “مكان”. يهتم المركز بالفنون التراثية والشعبية في مصر، خصوصاً أنها تعبر بصدق عن الشعوب، لذلك يسعى المركز إلى إعادة إحيائها.

كما يهتم المركز بتوثيق كل ما يتعلق بالهوية التراثية المصرية من مواويل، وموشحات صوفية ونوادر شعبية وغيرها. وقد استطاع خلال السنوات الماضية جمع نحو 15 ألف غيغابايت من الأعمال، بالإضافة إلى مكتبة ضخمة عن الفنون الشعبية والتراثية متاحة للجميع.

في العام 2008، تم تأسيس “درب 17/18” لنشر الثقافة في حي الفسطاط بمنطقة مصر القديمة، التي تتميز بأماكنها التراثية والدينية. ويهدف الدرب إلى متابعة حركة الفن المعاصر في مصر، ويعود الفضل في إنشائه إلى الفنان التشكيلي المصري معتز نصر.

يوفر “درب 17/18”، عدة قاعات لتنظيم المعارض الفنية والثقافية، بالإضافة إلى وجود قاعة سينما لعرض الأفلام. وينظم المكان ندوات وبرامج تنموية، وبعض الحفلات للفرق المستقلة. ولم يقتصر نشاط الدرب على مصر القديمة، حيث نظم عدداً من الفعاليات الفنية في المحافظات المصرية كالفيوم.

ويعد الدرب من الأماكن الفنية التي تمردت على منطقة وسط القاهرة التقليدية.

إلى جانب مكتبة الإسكندرية الشهيرة، تحفل المدينة بمراكز للفن المستقل، الذي يعبر عن روح الشباب وتمرده على الثقافة الرسمية، نذكر منها:

في محطة الرمل بالإسكندرية، يوجد مركز “كابينة” الذي أسس في أحد الأبنية التابعة لسينما “ريالتو”، وهو يتبع مؤسسة “جدران”.

وخلال السنوات الماضية ظهرت حركة فنية معاصرة شابة متجهه للشارع، ولأن هذا النوع من الفنون لا تتوافر له مساحة للاهتمام به في الإسكندرية تم تأسيس هذا المركز لاستيعاب الحركة الفنية التي تغرد خارج السرب الرسمي.

يهدف “الكابينة” إلى التأكيد على مفهوم خروج الفن والفنانين من إطار القاعات الفنية التقليدية نحو مساحات بديلة مرتبطة أكثر بالشارع بكل متغيراته.

كما يدعم الفنانين المعاصرين الشباب عبر توفير مساحات مناسبة للتدريب، ويوجد فيها مساحات مجهزة للفرق الموسيقية والمسرحية.

تأسس صندوق موسيقى للفنون المستقلة “بيانولا” على يد مجموعة من الشباب المهتمين بمجال الفنون المستقلة في الإسكندرية بهدف تمكين جميع شرائح المجتمع الإسكندري من الفن والثقافة لكي يستخدمها في التعبير عن نفسه بحرية.

نرشح لك

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل