المحتوى الرئيسى

مصنع “مسطرد” الموت بالمجان… والأهالي: جمعنا توقيعات لرفع دعاوي قضائية

02/23 12:09

مصانع مسرطنة تنتج إنبعاثات لغازات قاتلة، لا ينتبه إليها المسئولين فهم ينتظرون الموت بين ليلة وضحاها، مصانع حياة الفقراء، وتهدد أمن المواطن ومستقبل أبنائه، فـهناك 1.2 مليون مصري يواجهون مصير مجهول بعد استئناف العمل في مصنع مسطرد الذي تم إيقاف العمل فيه قبل ثورة يناير 2011، وكأن ثورة لم تقم.

كانت البداية في عام2007 عندما تم الإعلان عن إنشاء مصنع استثماري خاص في “منطقة مسطرد حتى شبرا الخيمة” لتكرير المازوت، فواجه المصنع رفض شعبي عارم من الأهالي، لـخوفهم من الأضرار الصحية التي ستصيب أبناء المناطق المحيطة بذلك المصنع داخل محيط القاهرة والقليوبية وهي “مسطرد، بهتيم، الخصوص، القلج، وعرب الحصن، المطرية، عين شمس”.

فقد قامت الشركة المصرية لتكرير البترول التي تأسست عام 2006 من رحم مجموعات شركات القلعة التي تاسست عام 2004، والذي يتولى رئيس مجلس إدراتها “أحمد هيكل” نجل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وهو أحد مؤسسيها أيضاً، بـمحاولة توعية الأهالي بـفوائد المصنع التي لا تحصي ونفعها العائد على أبنائهم من خلال تعيين ما يقرب من خمسين ألف شاب من أهالي المنطقة بالمصنع، وبالفعل تقدم بعض لبناء المنطقة للتوظيف في الشركة ولكن لم يتم تعيين أحد.

وتم إعداد تقرير قام به مركز الإستشارات والبحوث البيئية التابع لجامعة “عين شمس” ليؤكد على خطورة إنشاء المصنع وضرره على المناطق المحيطة به حيث جاء بالتقرير: ذكرت الدراسة أن المشروع يقع على بعد 40 كم من وسط القاهرة وهذا مجافي للحقيقة، حيث يبعد عن القاهرة (وميدان العتبة تحديداً) ب14.5 كم.

ويبعد عن القصر الجمهوري بالقبة بمسافة 6 كليومترات فقط!، ويبتعد عن مستشفى المطرية التعليمي بمسافة 3 كليومترات ونصف فقط، وعن مستشفى حميات بهتيم بمسافة 3 كليومترات، وفقاً لخريطة شرق القاهرة الصادرة عن الهيئة العامة للمساحة.

كما أنه ورد في الدراسة أن المنطقة خالية من السكان، وهو غير صحيح حيث أثبت التقرير أن تعداد سكان المنطقة بداخل المدينة 1.2 مليون نسمة تقريب، كما أنها تحتوي على 5 مدارس يدرس بها 9734 طالباً في مراحل التعليم المختلفة، بالإضافة إلى بعض المناطق العشوائية المجاورة للمنطقة.

وأشار التقرير إلى أن انبعاث ملوثات الهيروكربونات وH2S ،NH3 والأمونيا، بالإضافة إلى الإنبعاثات اليومية من المصنع تصل إلي 40.4 إلف طن، مثل ثاني أكسيد الكربون وينتج منه غاز أول أكسيد الكربون 28.289 طن “غاز سام” وثاني أكسيد الكبريت 202 كجم/يوم إضافة إلي 33.7 طن أكاسيد نيتروجين “مطر حمضي”، كما يؤكد وجود غازات الإحتباس الحراري مثل “ثاني أكسيد الكربون، والميثان،وأكسيد النيتروز، وأيضاً الأتربة العائقة والأبخرة العضوية” وجميعها لها تاثير خطير على الصحة.

وتحدث التقرير عن: أن المصنع سيقوم بسحب المياة من “ترعة الإسماعيلية ” للتبريد، الأمر الذى يؤثر على منسوب المياه، ذلك من ناحية ومن ناحية أخرة فإن مياة التبريد سوف تعود مرة أخري إلى الترعة مما يؤثر على الكائنات الحية الموجودة بها.

وبما أن ترعة الاسماعيلية مصدر للعديد من مياة الشرب بدءً من منطقة مسطرد ونهاية بمحافظة الإسماعيلية، في الوقت نفسه الذي يوجد صعوبة بالغة على محطات مياة الشرب في معالجة المواد العضوية الموجودة بها، مما يؤدى إلى مشاكل صحية بالغة الخطورة.

قال “عادل بهنسي” مدير إدارة شركة القاهره لتكرير البترول، أحد الشركات التي سيقام من خلالها المشروع: إن المصنع يعمل على تكسير الهيدروجين للمازوت “جهاز تفحيم” وإنه سينتج في النهاية 87 % مازوت و23 % منتجات أخرى.

وأضاف “بهنسي” أن هذا الجهاز سيؤدى إلى إنتاج الفحم الذي سوف يؤدى إلي إنتاج “أول أكسيد الرصاص”، و”ثاني أكسيد الرصاص” وكل ذلك سيؤدي إلى أمراض سرطانية كما ينتج عنه إمطار حمضية على مساحة 40 كم.

قال محمد عواد أحد أهالي المنطقة، وعضو إئتلاف شباب الثورة إنه بدأ في جمع توقيعات من أهالي المنطقة نتيجة إستئناف العمل في المصنع مرة أخري بداية من 2015 لرفع دعوي قضائية يتبناها المحامِ المعروف خالد علي.

وسيتم رفع القضية ضد إدارة المصنع والجهات المنهوض بها، كـوزارة البيئة ورئيس الوزراء، ووزيرالصحة، وذلك نتيجة لحفظ القضية القديمة المرفوعة، من قبل النائب العام، لأن الأخطر من بناء المصنع هو مجاورة المحطة المركزية لتعبئة وتوزيع غسطونات الغاز، ويليها مباشرة المحطة المركزية للتعاون، مؤكداً إنه سيتم التحضير لمؤتمر لتنديد ببناء المصنع، مشيراً عدم إستجابة شباب المطرية علي العروض المقدمة من قبل المصنع بالعمل بمرتب ضخم وتسليمهم الملابس العازلة لأي من رواسب وإنبعاثات المصنع.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل