المحتوى الرئيسى

"رزق": "السيسى" الرجل الوحيد الذي يتحدث عن السعادة

02/22 12:15

انتقد الكاتب الصحفى حمدى رزق، المسئولين بالحكومة بسبب رغبتهم الدائمة فى رفع الأسعار، مشيرًا إلى أنه فى حالة مراجعة تصريحات كبار المسئولين خلال شهر مضى، جميعها فى كل الوزارات والهيئات تتحدث بلسان واحد، زيادة الأسعار، وكأن الأسعار رخيصة.

وكان نص مقال "رزق"، بصحيفة "المصرى اليوم":

وكأن هناك روحاً شريرة سكنت البلد، غضب، زهق، شكوى، الشكوى لغير الله مذلة، صناع السعادة فى شغل، والقلق عشش فى البيوت، والقرف بادٍ على الوجوه، اللى نبات فيه نصبح فيه، غار ماء الرضا بعيدا، السخط يتترى على ألسنة كانت تلهج بالحمد.

مود البلد وحش، من الوحاشة، يتلاشى الأمل، وينسج اليأس خيوطه العنكبوتية يكاد يزهق الأرواح، كل هذا الغضب، كل هذا الألم، مفيش كلمة حلوة ترد الروح المتعبة، كله غم فى غم، كل هذا الغم، نادى الأمل يكاد يغلق أبوابه، نحلم بصبح.. وما الإصباح منك بأمثل.

لا نسمع سوى صخب، صيحات الغضب والاستهجان، فى الجوار يتحدثون عن السعادة، يصدّرون السعادة، يتاجرون فى السعادة، ونحن نصدّر الألم ونتاجر فى الحزن، وزيادة غضب، غضب على غضب، كل هذا الغضب يعتزل فى النفوس المتعبة.

الأطباء غاضبون، والمهندسون متبرمون، ومعلمات محو الأمية يتظاهرون، والموظفون ناقمون، ورجال الأعمال قلقون، والشباب يفسفسون ويغردون، تغريدات الغضب، وفسفسات اليأس، وغيرهم كثير من الغاضبين فى الدرب الأحمر، يتميزون من الغضب.

كيف تبخر الأمل بخر الماء من بحيرة السد فى ظهيرة صيف قائظ، كيف جفت قطرات الندى من على ورق الشجر الأخضر، صارت أشجار الوطن تنزف أوراقها الصفراء، تذروها الرياح، خريف مقيم، لماذا تأخر الربيع طويلا عن حدائق الوطن؟!.

الحلقة الشريرة التى تمسك بخناق الوطن تحكم قبضتها، رحمتك يا رب، نحن فى أمس الحاجة إلى «كونصلتو» من صناع السعادة لتشخيص الحالة، الاكتئاب الوطنى العام الذى نمر بمنعطفه النفسى خطير، وأعراضه بادية على الوجوه مارة فى الشوارع ذاهلة، تحس الناس حيارى سكارى وما هم بسكارى، من الخنقة، الناس مخنوقة قوى، مش مستحملة، حكة على المناخير لتثور وتغضب وتحطم وتقتل، الغضب الذى يعتور الناس يتركهم أسرى لشائعات خبيثة تورثهم اليأس والقنوط من إصلاح الحال والأحوال.

قدرنا، ربنا رزقنا بمسؤولين لا يقدمون حلولاً، يبتدرون الشعب بسوط عذاب، وغياب كامل للرؤية، عن ابتكار الحلول، عن صناعة الأمل، حتى الأمل يضنون ببصيصه على الناس، انظر إلى وجوه المسؤولين، لا تراها إلا شاحبة فى الكوارث والنكبات، وسوى لمحات تخبو سريعاً من قبيل الإنجازات تجهض سريعاً يلفها موج السخط العام، نادراً ما تجد مسؤولاً مرحاً، ابن بلد، شاطر فى تصدير الأمل، لا يصدر عنهم سوى الشكوى، وقلة الحيلة، غير مدربين على الظهور باسمين على الرأى العام بما يشفى صدره من آلام مبرحة.

راجع تصريحات كبار المسؤولين خلال شهر مضى، جميعها فى كل الوزارات والهيئات تتحدث بلسان واحد، زيادة الأسعار، وكأن الأسعار رخيصة، احلبوه احلبوه، لم يبق فى الضرع لبن، تكاد تنبجس الدماء، نفر منهم يرهن المستقبل لفواتير الماضى.

الغرض مرض، وعلاج المرض بإشاعة الأمل فى النفوس، جيد الواقعية فى الطرح الموضوعى للمشكلات التى تتهددنا، حافظون كتاب اليأس كلمة كلمة، من الجلدة للجلدة، ولا نطلب منكم ضحكاً على الذقون، ودعنا هذا، لسنا داقين عصافير خضر بتطير، ولكن نطلب خططاً طموحة، تشيع الأمل وتمسح الإحباط من النفوس، قل لى ماذا يحمل غداً، إنما القادم أحلى!.

السعادة مش فلوس، السعادة أن يشع الأمل فى النفوس، وسعادة النفوس بالرضا، وأمامكم شعب قنوع، وبيبوس يده وش وظهر، ومستورة والحمد لله، وماشية، وإحنا أحسن من غيرنا، وربنا يديمها ويحفظها من الزوال، نعمة الأمن، وجربنا الخوف والخشية على الصغار مهددة فى أعشاشها وغلقنا الأبواب، الأرضية مهيأة لمن يغرس أشجار الأمل، ولكن هناك من يصدّر الإحباط واليأس والقنوط، السعادة تبنى صروحاً والإحباط يهدم صروحاً، وياما دقت على الرؤوس طبول.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل