المحتوى الرئيسى

لماذا لم تحقق جوجل نجاحاً مع شبكتها Google+ (تحليل)

02/22 11:52

في اغسطس من العام الماضي تناقلت وسائل الإعلام تقارير حول إعلان شركة جوجل بتغيير استراتيجيتها بشأن جوجل بلس، وهو ما أعتبره البعض مؤشرات للفشل بالنسبة لهذه المشروع التي أطلقته جوجل منذ عدة سنوات بهدف منافسة الغريم التقليدي فيسبوك، الحقيقة المؤلمة التي تعلمها جوجل هي أننها تحظى بعدد ضخم من المستخدمين، ولكن في المقابل لا تحظى بالنشاط الكافي والمتوقع من المستخدمين مقارنة بالفيسبوك او تويتر او انستاجرام أو لينكد ان على سبيل المثال.

في يناير من العام الماضي، قام المدون كيفن أندرسون بنشر تقرير اعتمد فيه على البيانات التي جمعها الباحث إدوارد موربس، يقّيم البحث أعداد مستخدمي جوجل بلس، والذين تم تعريفهم بأنهم أولئك الذين قاموا بنشر بوست على جوجل بلس في يناير 2015.

جميع المؤشرات حتى الأن ترجح فشل جوجل بلس وربما قد تحدث تغييرات هيكلية فيه كما حدث مع مشروعات أخرى، ولكنها في نفس الوقت لا تتوقع انهياره تماماً مثل المشروعات السابقة، لكونه واحداً من أكبر مشروعات الشركة العملاقة جوجل والتي تصنف حالياً كأكبر شركة في العالم من الناحية السوقية، جوجل أيضاً لا تسعى لإنهاء شبكتها الاجتماعية حتى لو كانت تمر بمرحلة الموت إكلينيكيا، لأنها تسعى بقوة لضمان تواجدها في مجال الشبكات الاجتماعية.

هناك العديد من الأسباب أدت لهذه النتيجة، ولكننا سنسلط الضوء على أهم 3 عناصر تسببت في ذلك وهي:

أكبر خطأ وقعت فيه جوجل هو أن هدفها الاساسي هو منافسة فيسبوك، وإنشاء شبكة مشابهة لها، ربما تأثرت جوجل كثيراً بفشل مشروع جوجل ويف، ولكن كان من الأولى ان تهتم جوجل بفكرة المشروع لكي يقتنع المستخدم بالتفاعل فيها (ولا تكون مجرد نموذج مكرر للفيسبوك)، فعلى سبيل المثال: تتميز تويتر بأنها مخصصة للتدوين المصغر (لا يزيد عن 140 حرف)، وتتميز لينكد ان بكونها شبكة لمجال الأعمال والشركات، بينما فشلت جوجل بلس في تحديد رؤية وصورة واضحة لها من البداية أو تقديم منتج بشكل مختلف.

أطلقت جوجل شبكتها الاجتماعية بدون خطة واضحة لعمل أي شيء يُميزها عن خدمة فيس بوك، كانت فقط تُراهن على القائد ذو الشخصية الكاريزمية مع رؤية خاطئة أو معدومة، وتجاهلت مؤشرات مُقلقة حول عدم إمكانيتها الحصول على مُستخدمين لشبكتها الاجتماعية واستمرت في تجاهل إضافة مميزات يطلبها المستخدمون، وكان العديد يُشير إلى Google+ تتجه للموت الإكلينيكي بعد فترة قصيرة من إطلاقها.

في عام 2015 قام كريس ميسينا وهو أحد المطورين الذي عملوا على إنشاء جوجل بلس بكتابة مقال لاذع معلنا فيه فشل الشبكة الاجتماعية لعملاق التكنولوجيا جوجل، تطرق فيه بعض الأسباب والانتقادات حول فشل هذه الشبكة الاجتماعية، قال في مقالته أنه بينما كان يجري تطوير شبكة تحت الاسم الرمزي "بحر الزمرد"، كان يطلق على غوغل بلس داخليا "Google Me" ويشير الى أن الفكرة كانت في ذلك الوقت هي جعل خدمات جوجل القاعدة الرئيسية للمستخدمين، حيث يمكن أن يقرروا ما هي المعلومات التي يرغبون في مشاركتها عن أنفسهم ومع مَن يرغبون في مشاركتها.

قال ميسينا أنه أصيب بخيبة أمل "لا ينبغي أن يتحدد مستقبل الهوية الرقمية من خلال شركة واحدة (أي فيسبوك)." "ما زلت أعتقد أن المنافسة في هذا الفضاء هي أفضل بالنسبة للمستهلكين، للمبتدئين وللصناعة نفسها."

أكبر ما سبب الضرر لجوجل بلس هو التأخر كثيراً في إطلاق المشروع، حيث كان الفيسبوك وتويتر بالفعل يسيطرون على مستخدمي الشبكات الاجتماعية، وبذلك أصبح من الصعب إقناع هؤلاء المستخدمين التخلي عن شبكتهم إلا إذا قدمت منتج أفضل وقد يستغرق هذا وقت أطول (وهذا لم تفعله جوجل)، حيث انشغلت قبل عام 2010 بإنشاء مشروعات من أجل منافسة مشروعات معينة مثل جوجل باز وجوجل ويف وهي مشروعات لم يكتب لها النجاح.. 

ولكن جوجل سقطت مرة أخرى في خطأ فادح وهو التسرع في تقديم الشبكة الاجتماعية بدون أن يكتمل بشكل أفضل، لو عدنا إلى يونيو 2011 وقت صدور جوجل بلس نجد أنها تضمنت 3 مميزات وهي الدوائر Circles لتجميع جهات الاتصال وتخصيصهم ضمن  دوائر تبعاً لعلاقة المُستخدم بهم، وهانغاوتس Hangouts لدردشة الفيديو الجماعية، والصور Photos والتي تضمنت العديد من الأدوات الخاصة بتحرير الصور، حتى أن بعض موظفي غوغل بلس بدا لهم شيء مُشابه لفيس بوك، وربما مع محادثة تشابه مع تويتر، لدرجة أن الموظفين في جوجل أنفسهم اعتبروا أن المشروع مُشابه تماماً لفيس بوك، وانه مجرد شبكة اجتماعية مشابهة للموجودين وليس هناك اختلاف.

كان المشروع يحمل الاسم الرمزي “Emerald Sea“، ولديه جدول زمني موضوع مُسبقا للإطلاق مُحدد بمئة يوم، ومبنى سري مُخصص للمشروع وتواجد الرئيس التنفيذي للشركة فيه بشكل شبه دائم.

وصف أحد موظفي جوجل بلس سابقاً الأمر كله بالجنون المُطلق، وذلك بالنسبة للسُرعة والكثافة الكبيرة للأعمال المطلوب إنجازها خلال فترة زمنية مُحددة وخلال الأشهر الأولى الحاسمة، وقال الموظف السابق أنه كانت أفضل طريقة للنجاح في نظر Vic Gundotra هو السرعة، وأضاف أنه كان برأيه أن يجب بذل المزيد من العمل والتفكير على الاستراتيجية بدل التسرع.

تعد واجهة استخدام جوجل بلس من أسوء عيوبه وربما كانت سبباً في احجام البعض عن المشاركة فيه، حيث تتسم بالتعقيد والصعوبة، لو عدنا إلى السبب وراء ذلك، نجد أنه تم أصل تصميم جوجل بلس كان من قبل جوجل لحل مشاكل الشركة الخاصة، وليس لإنشاء منتج يجعل من السهل على مستخدميه التواصل مع الآخرين. 

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل