المحتوى الرئيسى

غدًا.. الشمس تعانق وجه رمسيس الثاني

02/21 19:00

ما أن تشرق شمس غدٍ الاثنين، إلا وتتجه أنظار العالم أجمع وبصفة خاصة محبي وعشاق الحضارة الفرعونية نحو معبد أبو سمبل جنوبي مدينة أسوانK لمشاهدة الظاهرة الفلكية الفريدة التي يشهدها وجه الملك رمسيس الثاني مرتين كل عام والتي أبهرت العالم.

يسطع شعاع الشمس صباح يومي 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام، ليهبط فوق وجه الملك رمسيس الثاني فيضًا من نور الشمس داخل حجرته في قدس الأقداس في قلب أكبر معبد منحوت في الصخر في العالم، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة مكونا حزمة من الضوء تضئ وجوه ثلاثة تماثيل من التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس، وهم: تمثال رع حور أخت إله الشمس، وتمثال رمسيس الثاني الذي يتساوى مع الإله، وتمثال آمون إله طيبة في تلك الحقبة، في ظاهرة تثبت للعالم مدى تقدم المصريين القدماء في علوم الفلك.

وقد تباينت آراء علماء الآثار حول ظاهرة تعامد أشعة الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، حيث يتجه رأى إلى أن تعامد الشمس على وجه الملك يأتي يوم 22 أكتوبر ليتواكب مع يوم ميلاد الملك، ويوم 22 فبراير ليتواكب مع يوم تتويجه ملكا، أما الاتجاه الثاني فيرى أن تعامد الشمس على وجه الملك يوم 22 أكتوبر يأتي تواكبا مع بداية فصل الزراعة في مصر القديمة، أما تعامد الشمس يوم 22 فبراير فيحدث في مناسبة بداية موسم الحصاد.

رمسيس الثاني هو حاكم فرعوني مصري، حكم مصر لمدة 66 عاما من 1279 قبل الميلاد حتى 1212 قبل الميلاد، وهو ثالث فراعنة الأسرة التاسعة عشر، وقد لقبه القدماء بابن آلهة الشمس، حيث صعد إلى سدة الحكم وهو فى أوائل العشرينيات من العمر، وهو ابن الملك سيتي الأول والملكة تويا، ومن أشهر زوجاته نفرتاري، وبلغ عدد أبنائه نحو 90 ابن وابنة.

قاد رمسيس الثاني عدة معارك وحملات عسكرية شمالا نحو الشام وجنوبا نحو النوبة، ومنها معركة قادش الثانية، حيث اشتبكت القوات المصرية تحت قيادته مع قوات مواتاليس ملك الحيثيين عام 1274 قبل الميلاد، ولم يتمكن أي من الطرفين هزيمة الطرف الآخر على مر السنين التالية لها، وعقب ذلك أبرم رمسيس الثاني معاهدة سلام في عام 1258 قبل الميلاد مع حاتوسيليس الثالث، وتعد أقدم معاهدة سلام في التاريخ.

بني رمسيس الثاني عدة معابد، أهمها مجمع أبو سمبل جنوبي أسوان، الذي يتكون من معبدين كبيرين نحتا في الصخر، وقد بناه عام 1250 قبل الميلاد، وتتكون واجهة المعبد من أربعة تماثيل كبيرة بارتفاع 67 قدما (20 مترا)، وباب يؤدي إلى حجرات طولها 180 قدما، كما توجد ستة تماثيل في مدخل المعبد الآخر؛ أربعة منها لرمسيس الثاني واثنان لزوجته نفرتاري.

وهناك أيضا معبد الرامسيوم، وهو المعبد الجنائزي الخاص بالملك رمسيس الثاني، وقد أخذ هذا المعبد اسمه من اسم الملك، ويقع مدخله في الناحية الشرقية من النيل بالأقصر، وهو معبد له صرح عظيم.

دُفن الملك رمسيس الثاني في وادي الملوك، إلا أن مومياءه نُقلت إلى خزانة المومياوات في الدير البحري، حيث اكتشفت عام 1881، ونقلت إلى المتحف المصرى بعد خمس سنوات، حيث ما زالت محفوظة ومعروضة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل