المحتوى الرئيسى

بالصور..«إسكافي ومخدرات ونفايات» في حرم مسجد «الخمسين جنيه»

02/21 18:52

عم "هشام".. إسكافي يعيش في كنف "الخمسين جنيه"

يمسك أحد النعول ويدقق نظره في القطع الذي صابه، ويجلس أمام ماكينة الخياطة ويشرع في إصلاحه وهو يتابع الأخبار عبر شاشة التلفاز الصغيرة التى يضعها خارج دكانته التي لا تتجاوز مساحتها أربعة أمتار تحوي بداخلها شنط جلدية وأحذيه متهالكة.. "هشام صلاح" الإسكافي الذى يعيش في كنف مسجد "الخمسين جنيه" أو "قجماس" الذي شيده الأمير قجماس الأسحاقي، أحد أمراء المماليك في عهد الملك الأشرفي قايتباي، بمنطقة الدرب الأحمر، عام 884.

سلالم متعددة الدرجات تصل بين بوابة المسجد النحاسية وطريق الشارع، حيث شيد بارتفاع عن الأرض، ويضم الجزء السفلي منه دكاكين، وبعد عبور البوابة الرئيسية، يوجد ضريح رخام يشد الأعين بقماشة الحريري الأخضر- مدفون به أحد أولياء الله الصالحين، الشيخ "أحمد أبو حريبة"، والذي أوصى الأمير قجماس، بدفنه فيه، وعلى يسار الضريح بوابة أخرى تصل إلى ساحة المسجد الداخلية المتسعة ذات الأحجار المزرقشة والمزخرفة بالآيات القرآنية.

عقد إيجار قديم أصفرت أوراقه، وتأكلت أطرافه، بتاريخ 1938، تابع لوزارة الأوقاف باسم السيد محمد علي حسين، كان آخر عقد شاهد على تبعيه "الدكان" لعائلة عم هشام منذ أكثرمن 150 سنة، المنزوي داخل جدران مسجد "قجماس"، وشاهد على سنوات حال تلك القامة الأثرية والمعمارية من الزهو، ليرسم على الخمسين جنيه، إلى التدهور والإهمال بحرمه.

"كشك عيش صباحًا ووكر للمخدرات ليلًا"

منذ ثلاث سنوات وبين يوم وليلة، أنشئ "كشك العيش"، داخل حرم المسجد ليكفي احتياجات سكان الدرب الأحمر من الخبز، كما يروي "هشام صلاح" أنه من 35 عامًا، منذ امتهن حياكة الأحذية عن أبيه، كانت تلك الرقعة يكسوها اللون الأخضر، وحين يجلس على كرسيه ويشرع في عمله، كان يرى على مرمى بصره، باب زويلة والذي يقع على نهاية الشارع، "كنت بشوف باب زويله من مكاني"، ولكن بعد ثورة 25 يناير وبعد أن اقتلعت تلك المساحة الخضراء، وأقيم عليها هذا الكشك، أصبح حرم المسجد يعج بالمشترين الذين تتعالى صيحاتهم طلبًا لمزيد من الخبز، وقبيل العصر وبعد أن ينفذ الخبز، يستخدمه العابرون كمظله يختبئون فيها من حدة شمس الصيف، وعندما يحل المساء ويخف وطأة الأرجل من الشارع، قائلًا "كشك العيش بيبقى وكر للمخدرات بليل"، وأضاف: "يتجمع فيه المسجلون والبلطجية متوارين عن أعين الشرطة التي تتمركز على بعد خطوات من المسجد".

زلزال 92 آخرترميم للمسجد.. ونفيات الفراخ تلوث جوانبه

يقف بتأفف ينظف القمامة الملقاه داخل حرم المسجد، ويرش المياه ويشعل البخور في محاولة بائسة منه لتفريق وابل الذباب الذي تجمع على نفايات الدجاج، التي يلقيها صاحب محل الدجاج، بأحد الجوانب الخارجية للمسجد "بوابات وجوانب بيت ربنا بقت مقلب زبالة لبتاع الفراخ" قالها عم هشام، مستنكرًا عدم حفاظ سكان منطقته وأصحاب المحال على أجمل وأعرق مساجد القاهرة، بالإضافة إلى المياه الراكدة ذات الرائحة الكريهة بسبب تلك القمامة، والتي أصابت أحد جوانبه بالتصدع، ويمكن أن تودي بحياة المسجد، فيما استنكر تباطئ الحكومة في الاهتمام بتلك المنطقة الأثرية بأكملها.

أضاف: "آخر مرة المسجد اترمم فيها فعليًا كانت بعد الزلزال، غير كده بيحطوا السقلات ويشلوها تاني من غير أي حاجة"، مستطردًا: "أربعة عمال تعينهم وزارة الأوقاف يتناوبون ورديات عملهم للاهتمام بالمسجد ليقتصر عملهم داخل أسوار المسجد فقط غير مبالين بحاله من الخارج".

 بنايات مخالفة تحيط بـ "أبو حريبة"

أربعة بنايات مخالفة حديثة البناء يصل عدد طوابقها إلى 12 طابقًا تحيط بـ "أبو حريبة"، -وهو الاسم المعروف للمسجد بين أرباب المنطقة الأثرية- من أربعة جهات مختلفة، يرجع تاريخ بنائها منذ ثلاث سنوات وبعد ثورة 25 يناير وفي غضون شهور بنايات فارهه على أسايات خاوية، متابعًا: "الترخيص دورين والعماير 12 دور والحي مبيسألش"، ويقول: أن عدد من سكان المنطقة أبلغوا إدارة الحي بوجود بنايات مخالفة، ولكن لم يبالى أحد "لو العماير دي وقعت المسجد هيتهد على اللي فيه"، مشيرًا لخير المسجد الذي يعيش في رحابه كما أنه يعد مصدر رزقه هو وبنات أخيه الذي يعولهم وينفق عليهم، قائلًا"خيره عليا وعلى بنات أخويا"

جيران المسجد يرون تعرضه للسرقة.. "ومفيش سياحة بعد الثورة"

بعد انتهاء صلاة العصر يجلسا ليستمعا خطبة الشيخ السيد حسن الذي عيّنته الأوقاف كإمام للمسجد منذ أربعة سنوات، بعد تعرّض المسجد للسرقة، الحاج سيد الأسيوطي، والحاج محمد أبو زيد، جيران مسجد أبو حريبة، فيقول سيد - صاحب محل الأحذية الذي يقطن في الدرب الأحمر منذ أكثر من 40 عامًا، أن بوابة المسجد الخارجية تعرّضت للسرقة، ولم يستطع أحد التعرّف على مرتكب ذلك الفعل، لتمر شهور عدة وتتطاول أيدى اللصوص لتنال من البوابة النحايسة الصغيرة التي تزين المأذنة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل