المحتوى الرئيسى

بالصور .."فيرا فرح" في حوراها مع "الدستور": ثقافة التغيير طريق النهوض.. وأعمالي تجمع الهلال بالصليب.. والشعب يدفع ممارسات حزب الله.. ولبنان ليست راقصة بملابس فاجرة.. وهيفاء وهبي لا تمثل بلدها

02/21 14:08

جاءت إلى بلاد الألف مئذنة، حاملة بين ضلوعها تحيات الشعب اللبناني إلى أشقائهم في مصر، ناقله معها بيئتهم وحياتهم من خلال مسيرة الإحساس الذي يتحد مع أناملها ورؤيتها وأنوثتها فأخرج قطعة فنية بريقها الفرح المشع من الخطوط والألوان المجسدة موضوعاً منقولاً من الواقع بخيال الرسامة والنحاتة ومصممة الأزياء عالية الذوق والمحبة "فيرا فرح".

أطلت من لبنان جبل الأرز والثلج والجمال، وأخصب جبال العالم، مقار النساك والزهاد والعباد والرهبان والقديسين والمتصوفين والأبدال، لتقول لأشقائها في مصر أجمل تحيات اللبنانين إلى القاهرة، عاصمة النهضة العربية الأولي.

فيرا رغم تعدد مواهبها إلا أنها اختارت أن تكرس نفسها فنانة تشكيلية منطلقة من ارتباطها الوثيق بالطبيعة ومدعومة من الغرب الايطالي الشهير بمدارسه التصويرية والنحتية.

"فيرا" قالت، في حوارها مع "الدستور" إذا كان الفن رسالة حرية وجمال وإبداع لمد جسور الحوار واللقاء والانفتاح والتعارف والتواصل والتفاهم والتكامل بين الشعوب فان معرضي "الوادي المقدس" سيكون لقاء محبة لأهل الفن ومتذوقيه، ليعرف إنسان اليوم أن جمال التغير لا يكون إلا بالثقافة والفن.

وأضافت أن ثقافة التغيير هي طريقنا الصحيح إلى الإحياء والنهوض والقيامة، بدون أن ننسى أن عالم الروح هو الذي سيقودنا إلى الحرية والتحرر وحب الجمال، وكانت هذه أولى كلماتها عن معرضها الذي أقيم مؤخراً في نقابة التشكيليين، تحت عنوان "الوادي المقدس".

وأكدت فيرا فرح، أن معرض الوادي المقدس في القاهرة، عناق أزلي بين مصر ولبنان، ورسالة إلى العالمين، كما هو عناق لوادي النطرون في مصر، ووادي الأنبا أنطونيوس الكبير أب الرهبان وشفيع الرهبان الموارنة الذين شيدوا على اسمه الكبير دير في الوادي المقدس، والذي كانت فيه أول مطبعة في الشرق سنة1610.

وأشارت إلى أنها رسمت 24 لوحة عن الوادي المقدس بمنطقة "إهدن" التي تربت فيها، وهي وادي تاريخي ذات الطبيعة الخام والروحانيات والصوفية والسكون ومشاهدة رياضيات الرهبان، وترتفع 1500 متر عن سطح البحر، إلى جانب أنها تضم كاتدرائية و13 كنيسة ومحمية حرش إهدن الطبيعية، ويطلق عليها اسم عروسة مصايف الشمال، والمنطقة بها كافة الطوائف.

وعن الصليب الذي يغلب كل لوحات الفنانة، أوضحت أنها مجموعة من الأعمال ضمت الكنائس والمساجد، ومن ضمنهم أعمال عن طرابلس عاصمة الإسلام، وعندما جاءت بالأعمال عملت على التعبير عن بيئتها، لافته إلى أن لبنان حياة مشتركة ووطن وأحد يعيش فيه شعب متماسك ومتكاتف، ومعرضها يعد رسالة للعالم بأن العرب شعب واحد، ويحمل حب الطبيعة والإنسان.

وأشار فيرا إلى أنه بعد حصولها على جائزة فنانة لبنان الأولي عام 2014، تطورت ريشتها للسريالية، وفي معرضها الأخير سيمفونية ألوان، وتعمل على مدار 7 ساعات، في معايشة مع لوحاتها منقطعة عن حركة العالم والناس، موضحة أنها عاشت حالة لتحصل على سلام كلى، وتبعد عن الناس والضجيج، والانقطاع الكلى سببه جزء بالوادي المقدس مكان تعيش فيه لتنقل السلام.

عن مجاملة النقاد لأعمالها الفنية، تؤكد أن النقد بلا مجاملات ومن ينتقد أعمالها ينبغي أن يكون أهل للنقد، والنقد السلبي أو الإيجابي يساعد الفنان، وأنها تعلم من يجامل ممن ينتقد بحق، لأنها تثق في نفسها وفنها، مشيره إلى أن الحركة التشكيلية في لبنان تأثرت منذ عامين بالوضع المتأزم والأحداث السياسية، ولكنها الآن أصبحت قوية، وأفضل من الأعوام السابقة.

وأكدت فيرا فرح، أن الفنان يجب أن يكون جريء لا يخاف شيء، ولا يستطيع أحد أن يجبره على شيء، لافته أنه لا يوجد من يرهب الفن، والإرهاب في لبنان لا يستطيع التصدي للفن.

وتابعت أنها تعرضت لتهديد غير مباشر من المتشددين، عندما قدمت لوحات المرأة في معرض مصحوبة مع شعر نزار قباني، وقال لها أن الأعمال بها خدش للحياة، ولكنها لم تكترث لتهديد وعملت المعرض، لافته إلى أنها تناولت أعمالي المرأة ، وقدمت معرض عام2004 بعنوان "سيدة المساء" عن الحرية والفكر والأم الحاضنة ورسالة المرأة بالمجتمع، والمعرض الثاني بعنوان"إلي حبيبي" ويتحدث عن الحب المطلق، الصادق الذين فقدنه في المجتمع، قولت فيه "أن على الرجل عدم النظر للمرأة أنها للمتعة، وإنما يجب النظر إلى فكرها، فعندم يفقد المجتمع احترامه للمرأة سيذهب حتماً لطريق مجهول، لأن المرأة هي الكون".

واستكملت أن دخول الفنان في السياسية ليس في صالحه، لأن الفنان رسالة من الممكن أن تكون سلام بدون التحزب، فالسياسية لها وجه أخر محرك، الفنان لا يقتل ولا يحارب، وسلاحنا الريشة، ننقل من خلالها الوجع وما يحدث في المجتمع، ونكتب التاريخ .

واستطرد أن الفنان يعبر عن وجع وطنه، حيث تحولت ريشتها إلى سلاح عقب اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان عام 2006، فإسرائيل دمرتنا دمار، وخربت البيوت، واستشهد عدد كبير من الأطفال، لتعمل معرض بعنوان "الخيط الأزرق"، ثم معرض "لمن تغني الطيور"، وقدمت عائد ربح لوحاتها إلى أطفال قانا، وهذا جزء بسيط أخدم فيه بلدي.

وأكدت فيرا أن لبنان شعب قوي وشديد على الأرض بالكلمة، وليس بالسلاح ينقدوا ويعبروا عن رأيهم بحرية بالرغم من دفع ثمنها بالموت، مؤكده أن النزعة الطائفية غير موجودة بينهم، بل في السياسية فقط، والشعب كاشف اللعبة ولا يستطيع حزب تفريق الأصدقاء عن بعضهم، والساسة "بينشرو"، والشعب رفض معظمهم.

وأشارت إلى أن لبنان تكاتف ووحدة وإذا فكر الزعيم في التفرقة يقفون ضده ويقولون له أنت خطأ وإحنا صح، لافته إلى أن لبنان جنة على الأرض صغيرة يتقتلوا عليها، وأن كل زعيم في بلدهم له ناسه وشعبيته، وحزب الله في لبنان دولة داخل الدولة يمثل الشيعة ويحرك السياسية، والله يسترنا عندما يجلسوا مع الأحزاب على طاولة، فالشعب بيدفع الثمن، لعبة السياسة تأتي على حسب الناس.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل