المحتوى الرئيسى

صور| شارع فؤاد بالإسكندرية.. «الرأسمالية» تغتال «التاريخ»

02/20 23:29

شارع يشبه إلى حد كبير شوارع أوروبا الهادئة والمميزة بطابع معمارى رفيع، حوّلته "الكافيهات" ذات الماركة العالمية، والتابعة لشركات رأسمالية دولية، إلى مكان للضجيج والصخب، إذ يعج بعشرات من الشباب والفتيات يقفن أمام هذه "الكافيهات" بسياراتهم أو منفردين، ليلًا.. إنه شارع فؤاد بالإسكندرية.

الشارع، واحد من أهم شوارع مدينة الإسكندرية، وأحد أقدم شوارع العالم، ويشتهر الشارع بوجود العديد من المبانى الأثرية والمسارح ودور السينما، وتعود نشأة الشارع العتيق إلى عهد البطالمة، وكانوا يطلقون عليه «الطريق الكانوبى» حيث كان مصفوفًا بالأعمدة الرخامية من بدايته وحتى نهايته.

وقد سُمى الشارع نسبة إلى الملك فؤاد الأول، الذى حكم مصر فى بداية القرن العشرين. يقع شارع فؤاد بمنطقة محطة الرمل فى قلب الإسكندرية، وفى بداية الشارع يوجد حاليًا قسم شرطة كان يمثل مركز الحراسة البريطانية الرئيسى بالإسكندرية، الذى كان يجاوره معبد صغير لسيرابيس مكان نادى «محمد على»، قصر ثقافة الإبداع حاليًا، يتقاطع شارع فؤاد مع شارع النبى دانيال، وهو نفس التقاطع الرئيسى لطرق المدينة القديمة، الذى وضعه المهندس «دينوقراطيس»، حيث قام بتخطيطها على النظام الشطرنجى الشائع فى تخطيط المدن الإغريقية، ويعتمد ذلك النوع من التخطيط على مجموعة من الشوارع المتعامدة.

تتميز معظم مبانى شارع فؤاد بالطراز اليونانى الممزوج بالفن الإيطالى المعمارى (الفلورنسى)، بعضها لا يزال نابضًا بالحياة، أما البعض الآخر فهو يعانى من آثار الدهر.

ومن أهم المعالم دار الأوبرا الوحيدة بالإسكندرية، التى تغير اسمها إلى مسرح سيد درويش عام 1962. كما يكتظ الشارع بالعديد من دور السينما، أشهرها بلازا ورويال، وأمير وسينما ريو.

كما يعد شارع فؤاد مركزًا للأدب والفنون فى مدينة الإسكندرية، ففى هذا الشارع سكن الشاعر اليونانى كفافيس، كما فرض الشارع نفسه فى أحد أهم روايات الأدب العالمى وهى «رباعية الإسكندرية» التى كتب فصولها الروائى الإنجليزى لورانس داريل، حيث كان يعمل بالقرب منه. وفى هذا الشارع شهدت إحدى صالات طوسون باشا أول عرض سينمائى فى مصر فى 15 نوفمبر (تشرين الثانى) عام 1896. 

يضم الشارع المتحف القومى، الذى كان فيلا لتاجر الأخشاب اليونانى باسيلى، مبنية على الطراز الإيطالى الحديث، وقد ظل به حتى عام 1954، ثم باعه للسفارة الأمريكية، التى ظلت به حتى اشتراه المجلس الأعلى للآثار فى عام 1996. وفى نهاية الشارع توجد ساعة الزهور التى تدق ساعاتها بانتظام أمام حدائق الشلالات التى تضم بقايا آثار الإسكندرية الإسلامية.

الدكتور محمد عوض، رئيس لجنة حفظ التراث بالإسكندرية، قال لـ"التحرير" إن الشارع مسجل كمنطقة حفظ تراث بالكامل، وممنوع هدم أو إقامة عقارات أو تغيير خطوط التنظيم به، للحفاظ على المظهر المعمارى المميز له، حيث يضم عددًا كبيرًا من العقارات التراثية، كما أنه أقدم شوارع الإسكندرية التاريخية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل