عبد العظيم العطواني.. عاشق «بُردة المديح»

يجلس بعمامته وعباءته على كرسي بأحد المساجد، يلتف حوله العشرات مستعمعين إليه، فتتعالى صيحاتهم ويرددون وراءه: "مولاي صلي وسلم دائما أبدا.. على حبيبك خير الخلق كلهم"، ليشتهر بها المنشد عبد العظيم العطواني، والذي غاب عن عالمنا صباح اليوم.

هو عبد العظيم أحمد سليم، وشهرته عبد العظيم العطواني، وُلد عام 1946 بقرية عطوان التابعة لمركز إدفو بمحافظة أسوان، ليظل بها حتى وفاته، بالرغم من إنشاده في العديد من المناسبات خارج مسقط رأسه.

"كأنما وضع البوصيرى البردة لينشدها العطوانى"، هو ما قاله الإمام محمد متولي الشعراوي عن العطواني، وذلك بعد أن سمعه ينشد "البردة" متفردا في إحدى الجلسات.

عاش عبد العظيم العطواني طفولة أهلته ليكون من أفضل المنشدين المصريين، وإن لم ينل شهرة واسعة، ففي قرية عطوان التحق بالكتّاب ليحفظ القرآن الكريم وتعلم أحكامه وتجويده، وتتلمذ فى فترة صباه على يد الشيخ البطيخى الذى تعلم على يديه القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوى.

استمع العطواني إلى قصيدة "البردة" مرات عديدة داخل الكتاب، فكانت تتردد كل خميس، حتى تمكن من حفظها وتأثر بها، فبدأ يدندنها بين الحين والآخر حتى سمعه شيخه بالكتّاب عوض الله، فقال له حينها: "لقد تملكت منك البردة وتملكت منها، وعشقتها وعشقتك، وامتلأ بها قلبك فخرجت من صوتك وكأنها لم تخرج من صوت أحد قبلك؛ فأنشدنا بها دائما".

من هنا بدأت مسيرة العطواني مع "البردة"، فبعد أن تعلم إنشادها بطريقة "التسبيح البيضاوي" على يد الشيخ أحمد سليم المنشاوي، بدأ في الظهور بمختلف المناسبات لينشدها بالمساجد بعد قراءة القربآن الكريم، وبعد أن ذاع صيته سجلت إحدى شركات الكاسيت القصيدة بصوته، ليستمع إليه الناس بمختلف مناطق الجمهورية.

تعرف العطواني على الشيخ الشعراوي وتوطدت العلاقة بينهما، فكانت الاحتفالات بمولد السيدة زينب تجمع بينهما، حتى أعرب الإمام الراحل عن إعجابه بالإنشاد، كما أنه هو أول من أشار عليه بتسجيل القصيدة على شرائط كاسيت.

خلال ما ذكره العطواني منذ فترة طويلة، فإن الشيخ الشعراوي أدخل بعض التعديلات على القصيدة، فغير "فاق النبيين فى خَلْق وفى خُلُق.. ولم يدانوه فى علم وفى كرم"، إلى "تاج النبيين فى خَلْقٍ وفى خُلُقٍ.. وهم روافده فى العلم والكرم" وأضاف فى نهايتها "وأجزى البوصيرى خيرًا حيث شرفنا.. بمدح أحمد أبهى نعمة النعم".