المحتوى الرئيسى

شقيق الضحية: «مالناش ضهر غير السيسى.. ومحمد ما يستاهلش كده»

02/20 11:09

إذا كنت من أهالى منطقة «درب شغلان»، القريبة من مديرية أمن القاهرة، فلا بد أنك تعلم من هو الشاب محمد عادل إسماعيل، سائق إحدى سيارات السوزوكى، والذى يعمل فى نقل البضائع الخاصة بالتجار المقبلين من كل حدب وصوب قاصدين المنطقة التجارية القريبة من المديرية، وإن كنت تاجراً فى هذه المنطقة فأنت أيضاً تعرف «محمد» الشاب العصامى الجدع صاحب «الإفيه»، الذى تملأ ضحكته أرجاء المنطقة، من مزاح مع سائقى التوك توك والنقل، والذى قتله رصاص طبنجة أمين شرطة إثر خلاف بينهما تطور إلى مشادة كلامية، لكن رصاصة أمين الشرطة المتهم لم تقتل «محمد» وحده، بل قتلت ضحكته وأحلامه وطموحه وخطيبته التى أحبته وأحبها، وشقته التى كان يضع اللمسات الأخيرة فيها استعداداً لزواجه فى غضون شهرين.. كل هذا مات بـ«طلقة».

الضحية كان يجهز لحفل زفافه فى أبريل.. وسُمعته بين أهل منطقته طيبة

«محمد»، الشهير بـ«دربكة» قبل الحادث، أو بـ«شهيد لقمة العيش» بعده، شاب عصامى، بلغ من العمر 25 سنة، عاش حياة «شقا» لم يذق للراحة طعماً منذ 10 سنوات حين ماتت والدته فى مشاجرة مع جيرانها، ما اضطره لترك دراسته، للالتحاق بسوق العمل مع شقيقه الأكبر «عربى»، لينفقا على شقيقتيهما، بعد بلوغ والدهم من الكبر عتياً ولم يعد قادراً على العمل.. وجوه الموجودين أمام مشرحة مستشفى أحمد ماهر التعليمى تقول الكثير عن هذا الشاب الذى راح ضحية تجبّر أمين شرطة كان يمشى بالسوق التجارية مزهواً بسلاحه الميرى، وتناسى أن السلاح لحماية الشعب لا لقتل الناس والفتك بهم بسبب مشادة كلامية.

بدأ فى العمل بأكثر من حرفة، حتى استقر به الحال سائقاً على سيارة سوزوكى، ينقل بضائع التجار من «باب الخلق» إلى محلاتهم بالقاهرة الكبرى وضواحيها.. شهر أبريل المقبل كان موعد زفاف «دربكة» على خطيبته بنت الجيران التى تقطن بالطابق الأرضى بذات العقار الذى يقطن هو طابقه الثالث، حيث عش الزوجية، وكان ينوى التوجه لشراء مستلزمات الدهان بعد اختيار الألوان، إلا أن طلقات أمين الشرطة أنهت المسألة إلى الأبد.

زوج شقيقته: دافع معانا عن مبنى المديرية ضد الإخوان.. وصديقه: كان بيختار مكان الفرح

المئات من مناطق «الدرب الأحمر» و«درب شغلان» و«الجمالية» و«باب الخلق»، تجمعوا فى ساعة مبكرة من صباح أمس أمام المستشفى لنقل الجثمان إلى مشرحة زينهم، نفاذاً لأمر النيابة العامة بندب الطب الشرعى لبيان سبب وكيفية الوفاة.. من بينهم شقيقه «عربى» وزوج شقيقته «جمال»، وأصدقاؤه محمد محفوظ ووليد، وآخرون، كل منهم يحاول تذكر لحظاته الأخيرة وكلمات ومشاهد وداع «دربكة» لهم، ولكل منهم معه حكاية.

عربى إسماعيل، الشقيق الأكبر للضحية: «دا أخويا وسندى وأنا وهو كنا على طول مع بعض، صرفنا على إخواتنا البنات لحد ما ستّرناهم وجوزناهم من عرق جبينا وشقانا فى المواقف والأسواق، ما مديناش إيدينا على حاجة حرام، ليه يتقتل، عشان اختلف مع أمين شرطة يقوم يقتله ويقتلنا معاه؟»، وأضاف «عربى»، الذى يعمل سائقاً: «أمى ماتت من 10 سنين، سبنا دراستنا أنا وهو وكل واحد اشتغل سواق فى حتة عشان نعمل نفسنا، كنت باعتبره زى أولادى بالضبط، وفرحت جداً لما قال لى إنه عايز يخطب بنت الجيران، هما بيحبوا بعض، واتفقنا وكان فرحه فى شهر 4 الجاى». وتابع: «إحنا مالناش حد يجرى معانا على حقنا، ومالناش ضهر فى البلد دى غير السيسى، وبطلب منه يتدخل فى الموضوع ويجيب حق أخويا اللى راح غدر، شبابه راح وخد معاه ضحكتى وأجمل حاجه فى حياتى، هو كان متعلق بوالدته أوى، وأهو ارتاح وراح لها، ربنا يرحمك يا حبيبى ويصبرنى ويقدرنى على رد حقك»، واختتم «عربى» كلامه بأنه أخبر أخاه أن يحل محله فى «النقلة الأخيرة» على أن يذهب هو لإحضار دهانات شقة الزوجية، لكن «دربكة» رفض: «راح لقدره الله يرحمه».

جمال جاد، زوج شقيقة المجنى عليه، قال صارخاً: «دا رد الجميل لينا؟ كانت المديرية بتتصل بينا وتقول لنا الإخوان جايين كنا بنجرى نحميها ونقف قدام أى عدوان جاى على المديرية، يبقى دا جزاتنا؟ دربكة كان معانا على طول وكان بيحمى مديرية الأمن فى أول صف، يبقى جزاته يموت على إيد أمين شرطة ماعندهوش رحمة؟ يقتله عشان شوية زعيق؟»، وأكد أن مطلبهم الوحيد هو «القصاص العاجل والعادل من المتهم، وعدم إخفاء أى أدلة إدانة بحقه، لسرعة تطبيق القانون».

«كنت معاه قبل الحادثة بحاجة بسيطة».. يبدأ محمد محفوظ، صديق المجنى عليه وصاحب مصنع أحذية، والدموع تملأ عينيه حزناً: «كان بيخطط هنعمل الزفة إزاى، وهنعمل الفرح فين ونطبع كروت الدعوة فين، حاجات كتير كان عايز يعملها بس مالحقش، محدش فينا شافه بيشرب سيجارة حتى، كان إنسان طيب وشهم وراجل وبنى نفسه بنفسه، اشتغل وطفح الكوتة عشان يجوز إخواته، وعشان يجهز شقته اللى هيتجوز فيها، وخطب بنت الحلال، وماكانش بيبخل على حد بحاجة، وأنا مش عايز شعارات على الفاضى، أنا بأناشد الرئيس السيسى والنائب العام ينقذونا من اللى إحنا فيه، محمد مايستاهلش كدا يا ريس».

ويقول وليد محمد، صديق المجنى عليه: «شفته قبل ما يموت بساعات، كان ماسك علب رز بلبن، ووقفنا صدفة فى المكان اللى اتقتل فيه، مايجيش فى بال حد إن شاب زيه يموت وهو بيحضّر لفرحه.. يموت على إيد أمين شرطة معدوم الضمير فى لحظة.. حسبنا الله فيه»، وتذكر «وليد» مواقف المجنى عليه معه، قائلاً: «كل شوية كان يهزر معايا، ولو أنا قاعد لوحدى مهموم فى مكان يقعد مخصوص عشان ينكشنى، موته بالطريقة دى وجعنى أوى.. بس هو الله يرحمه شهيد لقمة عيشه وآدى آخرته فى بلدنا».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل