المحتوى الرئيسى

غارة ليبيا: هل انتقلت واشنطن إلى «الخطة ب»؟

02/20 02:48

«سنواصل التحرك متى توفر أمامنا هدف واضح». هذا ما أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء الماضي، حول المدى الذي تعتزم بلاده أن تتدخل فيه عسكرياً في ليبيا، أقله في الوقت الراهن. وإذا ما أضيف ذلك إلى ما نقلته «دايلي بيست» أمس عن مسؤولين أميركيين أكدوا رفض أوباما خطة البنتاغون لعملية واسعة لملاحقة التنظيم في سرت، فهذا يعني ان الضربة التي نفذت أمس في مدينة صبراتة الليبية، والتي استهدفت خلية تونسية لـ «داعش»، قد تكون الخيار الذي اعتمدته واشنطن أقله في المدى المنظور، لمواجهة مع «داعش» في هذا البلد: أحادية، وبمعزل عن انتظار أي حكومة «وفاق».. ولكن بشكل أكثر تصعيداً.

وتشير الضربة أيضاً إلى مدى تمدد «داعش»، خصوصاً في منطقة الساحل، رغم رفض السلطات في الغرب الاعتراف بذلك. فصبراتة هي المدينة الأولى التي يستهدفها الطيران الأميركي في الغرب الليبي، وهي تخضع لسيطرة «فجر ليبيا» الإسلامي، ولكنها كانت قد شكلت معقلاً مهماً لجماعة «أنصار الشريعة» الموالية لتنظيم «القاعدة»، منذ هروب أحد قيادييها سيف الله بن حسين من تونس (أبو عياض) في 2013، والذي كانت تحدثت تقارير عن مقتله العام الماضي في غارة أميركية على اجدابيا.

ولطالما رفض مسؤولو صبراتة الحديث عن أي تغلغل لـ «داعش» في هذه المدينة، إلى أن بدأ التنظيم يشكل تهديداً مباشراً للآثار التي تضمها. رغم ذلك، ورغم كثرة التقارير التونسية عن «معسكر البراعم» الذي يتدرب فيه «داعش» في صبراتة، والاستعراض الذي قدمه فيها عبر استهداف مركزها الأمني في كانون الاول الماضي، إلا أن السلطات في الغرب ظلت تصر على التقليل من خطره، رغم تمكنه من استمالة عدد كبير من عناصر «أنصار الشريعة» إلى صفه. وحالياً، يتواجد «داعش» من صبراتة غرباً إلى سرت ومحيطها (النوفلية، هوارة، بن جواد) إلى بنغازي ودرنة شرقاً، فضلاً عن ظهور له في وسط البلاد وجنوبها.

وترتبط الضربة الأميركية، التي تميزت بدقتها، بالتقارير التي أكدت انتشار فرق عديدة من القوات الخاصة الأميركية والفرنسية والبريطانية في ليبيا، لجمع المعلومات والمراقبة، وهو ما يعني الانتقال إلى ما يمكن وصفه بالخطة «ب» التي تعتمد كثيرا على العمل الاستخباري، والضربات الجوية، مع ترك أمر تدريب «جيش وطني» إلى حين استقرار حكومة الوفاق المتعثرة.

وقال مسؤول أميركي إن المجموعة التي استهدفت، ومعظمها من التونسيين، كانت مراقبة منذ فترة، وأنها كانت تتدرب على هجوم كبير، ربما في دول الجوار الليبي أو في أوروبا، مشيراً إلى أن طريقة تجمعها «لا يمكن وصفها بالسيناريو المتعارف عليه لمخيم تدريب».

واستهدفت العملية قيادياً بارزاً في «داعش»، هو التونسي نور الدين شوشان، المتهم في تونس بالتخطيط للهجوم على متحف باردو في العاصمة، ولاحقاً بالتخطيط لهجوم سوسة الذي أدى إلى مقتل عشرات السياح، علماً أن صبراتة تعد خطاً أساسياً لتهريب السلاح بين تونس وليبيا والجزائر، لطالما اشتكت منه السلطات التونسية.

وأكد البنتاغون أمس، على لسان المتحدث باسمه بيتر كوك، أن مقاتلي «داعش» الذين استهدفوا شكلوا تهديداً على الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة، وسنستمر في مواجهة داعش في ليبيا لحماية أمننا القومي».

واعتبر كوك أن مقتل شوشان «يمثل ضربة كبيرة لداعش في ليبيا»، موضحاً أن «تدمير المعسكر والقضاء على شوشان يعني التخلص من شخص لديه خبرة في التنسيق ويتوقع ان يكون لذلك تأثير على قدرات داعش على تنسيق أنشطته في ليبيا، بما في ذلك تجنيد عناصر وبناء قواعد في ليبيا والتخطيط المحتمل لهجمات خارجية على المصالح الاميركية في المنطقة».

من جهته، أوضح عميد بلدية صبراتة حسين الدوادي أن 41 شخصاً قتلوا في الغارة، لافتاً إلى ان غالبيتهم «تونسيون يرجح انتماؤهم لداعش، ومن بينهم امرأتان وأردني».

وقال الدوادي إن «الغارة كانت دقيقة جداً، وأصابت المنزل المستهدف وحده»، فيما أصدر المجلس البلدي لصبراتة بياناً أشار فيه إلى أن القصف «استهدف منزلاً في منطقة قصر العلالقة (تبعد 8 كيلومترات عن غرب صبراتة) وكان مستأجراً لأشخاص من جنسيات غير ليبية، من ضمنهم تونسيون، يعتقد بأنهم ينتمون لداعش».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل