المحتوى الرئيسى

«ذا نيويوركر» تدخل عالم التلفزيون... من باب الانترنت

02/20 02:45

في تجربة فريدة، تتعاون مجلّة «ذا نيويوركر» الأميركيّة العريقة، مع خدمة «أمازون» التلفزيونيّة، لإنتاج سلسلة تبثّ على الانترنت بعنوان «ذا نيويوركر تقدّم». تحتفل المجلّة في 21 شباط الحالي، بالذكرى السنويّة 91 لإصدار عددها الأوّل. وبالتزامن مع ذلك، ابتكرت سلسلتها التلفزيونيّة وعرضت منها إلى الآن ثلاث حلقات.

تعدّ التجربة التعاون الأوّل من نوعه بين خدمة «أمازون» الرائدة في إنتاج المحتوى التلفزيونيّ للإنترنت، والأرشيف الصحافي الثري والمتنوع للمجلّة. تمتدّ كلّ حلقة من العمل على ثلاثين دقيقة، وتعرض بوتيرة أسبوعيّة، مستعينةً بأسماء شهيرة في عالم الإنتاج الوثائقيّ والترفيهيّ، منهم مخرج الأفلام الوثائقيّة المثير للجدل أليكس غيبني، والمنتجة كاهان كوبرمان التي عملت سابقاً في فريق «ذا دايلي شو».

قوبل المسلسل حتى الآن بردود فعل إيجابيّة واضحة ومشجعة، وكتب موقع «وايرد» أنّ «ذا نيويوركر تقدّم» «ليس مجرّد مسلسل تلفزيونيّ، بل مجلّة من نوع جديد بالكامل». كلّ حلقة من المسلسل، أشبه بعدد من المجلّة، يستمدّ مضمونه من أسلوب المطبوعة المعروف في جمع باقة من أفضل المواد الصحافيّة والأدبيّة والنقديّة. هكذا، تضمّ كلّ حلقة وثائقيات قصيرة، رسوم كاريكاتور، وأفلاماً قصيرة، اسكتشات، ومقابلات، قصصاً قصيرة وقصائد، مستقاة من أرشيف «ذا نيويوركر».

بأسلوب المجلة ذاتها، تُعرض في المشاهد الأولى محتويات الحلقة/ العدد، مع تبيان الفترة الزمنية لكل فقرة. في الحلقات المعروضة حتى الآن، نجحت السلسلة في المزج بين مضامين تتراوح بين الساخر واللاذع والجاد الذي لا يخلو من مأساوية في بعض الأحيان. عرضت تلك الفقرات بتسلسل يجعلها مكمّلة لبعضها البعض، جامعة بين عناصر الفيلم القصير والوثائقي والصحافي الاستقصائي. تتيح «أمازون» روابط لكلّ المقالات التي اقتُبست منها فقرات المسلسل، تفادياً لتسطيح بعض القضايا بفعل اختصار يتطلبه عامل الوقت. من خلال الروابط، يسهل على المتابعين التعمق أكثر في تفاصيل المواضيع.

من المواضيع التي تطرّقت لها الحلقات الثلاث الأولى، هوس أحدهم بخضوعه الدائم للمراقبة، تأثّراً بالفيلم الأميركي الشهير «ترومان شو» من بطولة جيم كيري. كما تناولت تضارب المصالح بين جهازَي «سي آي إيه» و «أف بي آي» حول معلومات تتعلَّق بالتخطيط لأحداث 11 أيلول، من وجهة النظر الأميركيّة البحتة، طبعاً. ومن الفقرات أيضاً قصّة عن «قهوة بلزاك» في تصوّر للكاتب الفرنسي الكبير وهو يتناول خمسين فنجان قهوة يومياً. وأدّى شخصية بلزاك الممثل بول جياماتي.

يحقّق مشروع «ذا نيويوركر» إضافةً مهمّة لتجربة «أمازون برايم» التي انطلقت لبثّ المحتوى البرامجي والتلفزيوني الأصلي. تحاول الشركة التروّي قبل إنتاج برامجها الأصلية، بالرغم من ضغط المنافسة بينها وبين «نتفليكس». ويبدو أنّ تروّي «أمازون» يؤتي ثماره، إذ أنّها نالت جائزتي «غولدن غلوب» عن مسلسل «شفاف» حول قصّة متحوّلة جنسياً. وكان العمل أوّل مسلسل من إنتاج خدمة بثّ على الانترنت، ينال جائزة «غولدن غلوب»، ما يعدّ تقدّماً ملحوظاً لـ «باريم» في مواجهة «نتفليكس» المرشّحة الدائمة لتلك الجوائز.

من الملاحظ أيضاً أنّ «أمازون برايم» لم تحمّل حلقات «ذا نيويوركر تقدّم» دفعةً واحدة، بل بوتيرة أسبوعيّة، على عكس نهج خدمات البث على الانترنت التي تحمّل الموسم الكامل من كلّ مسلسل، وتتيح للمتابعين مشاهدته بما يتناسب مع وقتهم. في حين تنشر المجلّة مقتطفات قصيرة من السلسلة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحظى بانتشار بين متابعيها. على سبيل المثال، شوهد مقطع «قهوة بلزاك» نحو 61 ألف مرّة خلال الساعات الأولى لتحميله عبر صفحة «نيويوركر» على «فايسبوك».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل