المحتوى الرئيسى

الصيد الليلي متعة محفوفة بالخطر

02/19 15:40

الصيد الليلي المعروف (بالنش) متعة محفوفة بالخطر، لكنها لا تزال تستهوي العشرات من الصيادين، الذين يمضون ساعات الليل الطويلة، في ملاحقة مجموعة محددة من الحيوانات البرية. وهي حيوانات لا تتحرك سوى في العتمة، لتقع في شرك الصيادين، الذين يستعينون بكلاب مدربة وقوية لملاحقتها او الوصول الى اوكارها.

يتفنن صيادو الليل فن الإيقاع بطرائدهم، ليتحولوا إلى أساليب جديدة للوصول الى هدفهم، ومنها المصيدة الحديدية، الأفخاخ او الحفر العميقة، وهذه تسجن الطريدة في داخلها حتى قدوم الصياد لاقتيادها وفي مقدمتها النيص او الغرير.

 النيص مثلا تغريه حبة الفاكهة التي توضع داخل مصيدة حديدية، تركز عند مدخل مغارته، قبل ان يكتشف بانها طعم، سيجعله ضحية خدعة ناجحة أعدها له احد الصيادين، يدخل النيص ليلتهم الفاكهة، فيجد نفسه حبيسا بين قضبان حديدية ويصبح بالتالي طريدة سهلة لمن يتلذذ بطعم لحمه.

مصيدة الحيوانات البرية، بحسب احمد الذي ساهم في اختراعها، عبارة عن قفص حديدي بطول نحو المتر وعرض النصف متر اقفل بقضبان حديدية من جوانبه وابقي احد طرفيه مفتوحا على شكل باب بجرار يدخله الحيوان بهدف التهام الطعم الذي يكون عادة تفاحة او إجاصة او حبة بطاطا، وهذا الطعم يعلق بشنكل على شكل صنارة مربوط الى احد طرفي قضيب حديدي، ربط بطرفه الآخر الباب الفخ الذي سيقفل بسرعة عند اي حركة يحدثها الحيوان النيص مثلا، ليصبح محجوزا بداخله، وتكون فرصة سانحة لأصحاب المصيدة الذين سيعمدون الى بيعه او الإستفادة من لحمه.

وعن كيفية تحديد مغاور الطريدة ومنها الغرير او النيص وفترة صيده، يقول سامر احد هواة النش، بان فترة الصيد تبدأ عادة مع مطلع تشرين الاول ولمدة 3 اشهر يكون خلالها النيص بشكل خاص في حالة سمنة بعد موسم صيف تناول خلاله الفاكهة والخضار. أما تحديد مغاور النيص يتم خلال جولة نهارية في مناطق حرجية وصخرية صعبة المسالك ويدل على هذه المغاور بعض الريش وبقايا النيص. عند تحديد مدخل المغارة  يتم نصب المصيدة على طريقها بعد اجراء عملية تمويه تجعل خيار النيص بعد خروجه من مغارته دخول المصيدة لالتهام الطعم ، ومع اصطياد النيص الاول يكبر التفاؤل باصطياد رفيقه من المغارة نفسها لانه وحسب العرف لدى الصيادين بان مغارة النيص تكون مسكونة بالزوج (انثى وذكر).

 شادي احد هواة الصيد الليلي يشير إلى أن سلاح صيد "النش" التقليدي يقتصر على السكين والعصا والفنار والكلاب المدربة جدا، وان دخول المصيدة الى هذا الصيد ربما كان انجازا سيساهم الى حد كبير في تطور هذه الهواية التي كان الكلب فيها هو العنصر الاساسي في كشف مخابئ الحيوانات الصغيرة وملاحقتها، ومن ثم محاصرتها حتى يتمكن الصياد من قتلها بعصاه القوية حيث ان النيص لاتقتله سوى ضربة عصا على انفه وكذلك الغرير.

يعتبر حسين من قدامى صيادي "النش"، فهو وعلى الرغم من تقدمه في السن، مستمر في ممارسة هوايته وبحوزته روزنامة يعود تاريخها إلى خمسة عشر عاما خلت، تحدد وبشكل يومي تاريخ ذهابه الى الصيد ومن كان برفقته وعدد الكلاب التي ساهمت في كل رحلة وعدد الحيوانات التي تم اصطيادها وبلغ مجموع ما اصطاد، بحسب الجدول المرفق في روزنامته 560 نيصا و240 غريرا و5 خنازير برية. وهو من خلال خبرته الطويلة في هذا المجال يعتبر بأن لحم النيص من افضل اللحوم المعروفة في العالم، خصوصا وأن النيص لا يأكل إلا على نظافة الخضار والفاكهة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل