المحتوى الرئيسى

ما هي القاعدة الأهم في الكتابة العلمية؟

02/18 15:59

تأتي الكتابة العلمية في أشكالَ متنوعةٍ، حين تكتب لمُدونة (blog)، فإنَّك عادةً ما تكون حرًا في التعمق بالموضوع بالقدر الذي تشعر أنه ضروريٌّ. وبالكاد هُناك حدٌّ لعدد الكلمات. عَلاوة على ذلك، تستطيع تضمين الصور ومقاطع الفيديو، بل وحتى إنك تستطيع أن تُضمنَ تَدوينتك "برنامج بايثون" (python program). ولكن، ماذا عن تلك الحالات التي لا تستطيع فيها أن تواصل الكتابة -بلا توقف- عن مفهوم علمي ما؟ وماذا عن الحالة التي تصبح فيها الكلمات محدودة بطريقة ما؟ هذا هو جوهر الكتابة العلمية - خصوصاً حين تعمل مُستشارًا علميًّا في مؤسساتٍ وتُواجه حالاتٍ من قبيل: 

نعم، لقد أنتجتُ مواد علمية لأكثر هذه الحالات – سأعتبر نفسي كاتبًا في الشَّأن العلمي ومستشارًا علمياً. من هنا، طورتُ القاعدة رقم واحدٍ في الكتابة العلمية.

القاعدة العلمية رقم واحد: من النَّادر أن تكون محقًا 100% في تفسيرك، لكن من الممكن أن تكون مخطئًا 100%. ليس الهدف أن تكون محقاً في كتاباتك، بل ألاَّ تكون مخطئاً. 

مهلاً، إن لم تكن محقاً، ألست إذن مُخطِئاً؟ لا، هاك مثالاً بسيطاً. افترض أنك تريد وصف موقع مدينة شيكاغو بالنسبة لمدينة نيو أورلينز. تفضَّل بعض الاختيارات:

نعم، هذا بالأحرى مثال سخيف. ومع ذلك، فإن واحدة من هذه الإجابات ليست لائقة جدًا. بالطبع إنها إجابة البيتزا. تقنياً، إنها ليست إجابةً خاطئةً، لكنها لا تصف حقًا موقع شيكاغو. وماذا عن "شيكاغو قريبة من نيو أورلينز"؟ نعم، قد تكون هذه إجابةً صحيحةً. أنظر إلى هذه الصُّورة.

لا تبدو هاتان النقطتان بعيدتين عن بعضهما البعض، هل هما كذلك؟ الحقُّ أنني ألقيت بهذه الإجابة لكي أُربكك. لكن المسافة هي مسألة منظور.

مثال آخر، افترض أنَّ هناك برنامجاً يعرض دراجةً ناريةً تقفز في الهواء. بينما هي في الهواء، يستطيع قائدها تغيير اتجاه الدراجة بواسطة إبطاء أو تسريع "سرعة زاوية" (angular velocity) العجلة الخلفية (هذا صحيح). هاك السَّرد الذي قد تسمعه:

"لكن الدراجات ليست عاجزة أمام قِوى الجاذبية – بدلاً من ذلك، بوسع القائد أن يستخدم "الصمام الخانق" (throttle) لتغيير "العزم الزاوي" (angular momentum) للدراجة أثناء القفز". 

يبدو هذا وكأنه وصف رائع، وقد أحصل على نقاط إضافية لاستخدامي تعبير "العَزم الزَّاوي". لسوء الحظ، سوف يقع هذا ضمن فئة الخطأ بنسبة 100%. في الواقع، تستطيع الدراجة تغيير اتجاهها، لأن العزم الزاوي ثابت (لا يتسارع ولا يتباطئ). هاك الطريقة التي سأصيغ بها هذه الفكرة:

الدراجة ليست خارجة عن السَّيطرة وهي في الهواء. بدلاً من ذلك، يستطيع قائدها زيادة السرعة الزاوية للعجلة الخلفية. هذا يشبه المشي إلى الخلف على قارب صغير من حيث أنه يؤدي إلى تحرك القارب إلى الأمام. زيادة سرعة العجلة تسبِّب تغيُّر السرعة الزاوية لبقية الدراجة النارية مما يسمح لها بتعديل زاويتها (angling up).

ربما كان السَّرد الثاني أطول قليلاً ولا يأتي على ذكر العزم الزاوي، لكنه على الأقل ليس خطأً. هل أنت بحاجةٍ لمزيد من الأمثلة؟ تفضَّل مجموعة مليئة من التَّدوينات التي تنظر في برنامج علوم الرياضة (يبدو الأمر وكأن البرنامج قد أُعد لي).

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل